"من الدبلوم للكلية".. قصص 4 طلاب من داخل معمل تنسيق التعليم الفني
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب - محمود عبد الرحمن ورمضان حسن:
صباح اليوم الرابع لفتح باب التنسيق لطلاب الشهادات الفنية، اختارت "رباب موسي" الحضور من محل إقامتها بحي منشية ناصر إلى المعمل المركزي للحاسبات والمعلومات بكلية الهندسة جامعة القاهرة، لتسجيل رغباتها بعدما حصلت على 80 % في الثانوية الفنية التجارية.
رباب استغلت الأيام الثلاث الأولى بعد فتح باب التنسيق في الاستفسار عن أفضل الكليات بعد كلية تجارة: "دخلت دبلوم علشان أدخل كلية تجارة، ولو ماكنش عندي حلم أني أدخل الجامعة، كنت اكتفيت بشهادة الدبلوم وخلاص"، فهناك حلم يراودها منذ 5 سنوات بعدما أخفت في الثانوية العامة، حين حصلت على 52 % في الصف الثاني، ما جعلها تقرر التحويل إلى التعليم الفني لتحقق حلمها.
تتذكر صاحبة الـ19 عامًا، تلك الرحلة التي خاضتها مع والديها لإقناعهم برغبتها في التحويل "أهلى وأصحابي كانوا معترضين إني أحول من ثانوية لدبلوم، الكل كان بيقول عليا أنتى اتجننتي، ولكن أنا اختارت طريق أسهل شويه وهو الدبلوم علشان أوصل للكلية"، ورغم حصولها على 80 %؛ إلا أنها تخشى أن يضيع أملها في الالتحاق بكلية التجارة، كان هناك سؤالًا واحدًا تريد الإجابة عليه من المشرفين المتواجدين بالمعمل، "هلحق تجارة ولا لأ"، ليأتيها الرد منهم "أكيد أنتي مجموعك كويس، أقعدي بس وسجلي رغباتك"، فاستعانت بمحمد عبدالفتاح، مشرف بالمعمل، ليساعدها في ترتيب رغباتها، لتسجل الرغبات الأولى بكل كليات التجارة المتاحة.
اختارت رباب نظام المنازل بمدرسة الجمالية التجارية بالحسين: "كنت شغالة في شركة خاصة في أكتوبر، وخوفت اترفد بسبب الغياب علشان ماكنتش أقدر أكون متواحدة في المدرسة بشكل يومي، وكنت ساعات أخد كتب معايا وأذاكر في الشغل، وأوقات الامتحانات كنت باخد أذن من الشغل علشان اقدر ألم المناهج، علشان كنت مخططة من الأول أني اجتهد وأدخل كلية كويسة"، مشيرة إلى أن طالب التعليم الفني لا يقل عن طالب الثانوي العام، "أهم حاجة الواحد يجتهد ويعرف هو عايز إيه؟".
وشهد المعمل المركزي للحاسبات والمعلومات بكلية الهندسة جامعة القاهرة، إقبالًا شديدًا في اليوم الأول والثاني من فتح باب التنسيق، حيث تراوحت أعداد الطلاب المترددين عليه في اليوم الواحد بين 100 إلى 120 طالب، بحسب ما أكده محمد عبدالفتاح، أحد مشرفي المعمل لمصراوي.
أمام أحد أجهزة الحاسب الآلي بالمعمل، كان إبراهيم على، يتشاور مع والدته التى أتت معاه لمساعدته في ترتيب الرغبات، بعدما حصل على مجموع81% بالشهادة الفنية، ليستقر على اختيار كلية التجارة كرغبة أولى، يقول الشاب.
في الساعات الأولي من صباح اليوم، جاءت وفاء محمد من منطقة شبرا الخيمة، رفقة ابنها، انتباتها حالة من القلق خوفًا من عدم وجود كلية التجارة ضمن قائمة الرغبات "جايين وناوين عليها وكنت هزعل لو مكنتش موجودة في الرغبات بس خايفه متقبلش، تتمنى الأم أن يدخل ابنها الكلية التي اختارها: "نفسي يدخل كلية زي اخواته مش يكتفى بالدبلوم".
يتذكر لحظة ظهور نتيجة المرحلة الأعدادية وضياع حلمه بالالتحاق بالثانوية العامة "أنا اتظلمت في أني ادخل ثانوية عامة بس ربنا كرمني بمجموع كويس يخلينى أدخل كلية كويسة، لأنى تعبت فعلا وذاكرت مش زي ما الناس واخدة فكرة عن طلاب التعليم الفني أنهم مش بتوع تعليم وبيغشوا".
"مالحقتش ثانوي عام على نص درجة، فاختارت تعليم فندقي، وبعدها أدخل كلية سياحة وفنادق"، يقول محمد سامي، الذي جاء رفقة والده لتسجيل رغباته في الدخول إلى أحد الكليات الحكومية بعدما انتهى من مرحلة التعليم الفني: "لو ملحقتش سياحة وفنادق، هدخل أى معهد فندقي"، حيث يتيح تنسيق الرغبات للتعليم الفني الفندقي عدد محدد من الكليات على عكس التعليم الصناعي والتجاري، قبل أن يستطرد بقوله: "أنا ذاكرت وأخدت بالأسباب علشان أدخل الكلية دي بالذات، لأني حاسس إن السياحة والفنادق مستقبلها حلو، وهستنى لحد ما أشوف نتيجة التنسيق، لو ما لحقتهاش هدخل معهد خاص، خصوصًا أني جايب 82 % ودا مجموع كويس إلى حد ما".
سبب آخر دفع يوسف علي، طالب بمدرسة 24 أكتوبر للتعليم الفني بمحافظة السويس، للالتحاق بالشهادة الفنية والتخلي عن دخول الثانوية العامة رغم حصوله على المجموع، يقول الشاب: "أنا دخلت تعليم فني علشان أدخل منه هندسة وكمان أوفر من الثانوية العامة".
قبل ثلاث سنوات، اتخذت أسرة يوسف، قرارها بالتحاق نجلهم بالمدرسة الثانوية الفنية، ويرى رب الأسرة أن الزيادة في مصاريف الثانوية العامة والدراسة الصعبة سببان للبُعد عنها. اجتهد "يوسف" وحصل على مجموع 92 %، اختار كلية الهندسة وبعض المعاهد الهندسية الخاصة ضمن رغباته، متمنيًا أن يتم قبوله تحقيقًا لحلم أسرته بأن يصبح مهندس.
رباب، إبراهيم، محمد، يوسف، أربعة من 115 ألف طالبًا وطالبة بالشهادات الفنية سجلوا رغباتهم للقبول بالجامعات والمعاهد العالية والمتوسطة، سواء داخل معمل التنسيق المركزي أو عبر التنسيق الإلكتروني ويمتد التنسيق حتى 31 أغسطس الجاري.
فيديو قد يعجبك: