"إحنا دول".. هل كرة القدم أصلها "فرعوني"؟
كتب- محمد زكريا:
كان انطلاق كأس الأمم الأفريقية 2019، فرصة مناسبة أمام وهيبة صالح، لتُذكر بما تعرفه وتؤمن به، دارسة الآثار تقول إن الكرة تعود أصولها إلى مصر الفرعونية، وليس للإنجليز كما هو متعارف عليه، الشواهد على ذلك يحفظها التاريخ وجدران المعابد كما تضيف، والتي نشرت بعضا منها على صفحة دشنتها على فيسبوك باسم: "إحنا دول".
منذ البداية، استهدفت صالح، والتي قضت 29 عاما وسط الحفريات، بحكم عملها بوزارة الآثار، من إطلاقها "إحنا دول"، أن تقوي صلة المصريين بحضارتهم الفرعونية، لذا استغلت كل حديث، حَدث، للتذكرة بأن له ما يربطه بتلك الجذور، ولم تكن استضافة أرض مصر للحدث القاري الكروي بعيدا عن هذا.
ويُرجع باحثون تاريخ لعبة كرة القدم إلى ما قبل الميلاد، حيث اكتشف علماء آثار وجود كرات مصنوعة من الكتان وبعضها مصنوع من جلود الحيوانات في مقابر المصريين القدامى، كما أن علماء تاريخ ذكروا أن لعبة كرة القدم وُجدت في الحضارة الصينية، حيث كانت إحدى التمارين العسكرية في القرن الثاني قبل الميلاد، لكن تُعتبر إنجلترا مهد لعبة كرة القدم الحديثة، وكانت أولى مبارياتها الدولية في عام 1872، عندما واجهت منتخب اسكتلندا، وتعادل الفريقان.
استغلت السيدة، والتي تعمل مدير عام بوزارة الآثار، ذلك الزخم المصاحب للبطولة الأفريقية، وشدها لانتباه ملايين المصريين، في التذكرة بأن الكرة اختراع مصري خالص، وواحد من دلائلها التي تصفها بالعديدة، هو اكتشاف عالم الآثار الإنجليزي فلندرز بيتري، مقبرة في قرية نقادة بمحافظة قنا، بها طفل مدفون ومعه مُجسم من عارضات خشب و5 كرات، يعود تاريخها 5000 عام إلى الوراء، وذلك يعني-كما تقول السيدة- إن لعبة الكرة كانت موجودة ولها قوانينها بمصر القديمة، حتى قبل أن يكون هناك إنجلترا من الأساس.
دليلا آخر تذكره السيدة، وجاء في كتاب وصف مصر، عن هيرودوت الذي شاهد "أطفال المصريين يلعبون الكرة في (ستاد) من الأرض مقسمة لخطوط طول وخطوط عرض"، عندما جاء إلى مصر سنة 460 قبل الميلاد، ليؤكد كلام المؤرخ الإغريقي ما كشفه الحفارين وعلماء الآثار، من "كور من القش والكتان والجلد، والذي كان عبارة عن 12 طبقة محشية بالقش أو القماش المقطع والشعر" كما تقول صالح، ومنها ما هو محفوظ بالمتحف المصري بالقاعة 35.
كلمة "ستاد" هي الأخرى، لها أصول فرعونية، كما تقول المدير العام بوزارة الآثار، والتي تنقل عن كتاب لعالم الآثار المصري الدكتور/عبد العزيز صالح، قصة الملك أمنمحات الأول، أول فراعنة الأسرة الثانية عشرة، والذي حكم مصر في الفترة من 1991 ق.م إلى 1962 ق.م، والذي كان ممنوع عنه الأكل وهو صغير إلا بعد أن يجري "180 ستاد".
في المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية، والتي غاب عنها منتخب مصر، بعد أن أُقصي من البطولة في دور الـ16، ذَكرت صالح بالكأس الذي كان يهديه الملك رمسيس الثالث، للفائز في منافسات اشتهر بها قدماء المصريين، وسُجلت تفاصيلها على جدران المعابد.
تعتقد صالح، أن المصريين لا يحتاجون إلا تصديقا بعظمة جزورهم وريادتها، ليكون ذلك وقودا دافعا للأمام والتقدم، فتعرف مصر الآلاف من محمد صلاح، بالأحرى نجاحه، الذي ارتبط في إنجلترا بأصوله الأولى، تسعد الأثرية في كل مرة تسمع اسم اللاعب ملحوقا بـ"الملك".
فيديو قد يعجبك: