لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

محمد يبيع أعلام مصر أمام ستاد القاهرة: «مكسب من ريحة يناير ويونيو»

07:22 م الأحد 30 يونيو 2019

محمد جمال

كتب وتصوير- عبدالله عويس:

أعلام مصر في يده تختلف عن غيرها، تنتمي إلى 8 سنوات مضت، تحديدا في يناير 2011 حين اشترى أكبر كمية منها، لبيعها داخل ميدان التحرير للمتظاهرين، وخلال تلك الثورة باع الرجل أعلاما بـ30 ألف جنيه،بحسب تقديره، غير أن الكمية لم تنفد، وباع منها في 30 يونيو 2013، ومؤخرا أخرج الرجل 1500 علم هي كل ما تبقى معه، ليبيعها في محيط استاد القاهرة، الذي يقام فيه مباريات المجموعة الأولي لكأس الأمم الإفريقية 2019.

أثناء عمله محصلا للكهرباء، كان محمد جمال يعمل في مجال الدعاية، تعاقد مع أشخاص لديهم رغبة في طباعة أوراق أو لافتات، ثم يذهب إلى مطابع ويقوم بتنفيذ التصميمات، مقابل عمولة يتفق عليها قبل بدء العمل، وبعدما ترك شركة الكهرباء، تفرغ تماما للعمل في الدعاية، ومع امتلاء ميدان التحرير بالمتظاهرين في 2011 قرر الرجل الذهاب وبيع الأعلام هناك: «لقيت إن الناس كلها باختلافاتها متفقة على العلم، فاشتريت كميات كبيرة أوي ساعتها ونزلت أبيع».

يعيش محمد في حي الظاهر، وفي فترة ثورة يناير، كان يستقل تاكسي، ويتجه إلى هناك ثم يخرج من العربة كل الأعلام التي معه، ويعين عليها شخصا لحراستها، قبل أن يتنقل هو بقدميه داخل الميدان لبيع ما معه للتجار في الميدان: «كنت ببيع الدستة بـ24 جنيه، يعني العلم الواحد بـ2 جنيه للحجم الصغير، و72 جنيه دستة الأعلام الكبيرة».

تنفد الكمية التي معه من الأعلام، فيعود إلى المكان الذي وضع به عددا منها، ثم يحملها ويتحرك مجددا، وهكذا حتى ينتهي يومه، وخلال أيام الثورة التي استمرت 18 يوما، وأعقبتها عدة فعاليات، فيما أطلق عليه «مليونات التحرير» باع الرجل أعلاما يقدرها بـ30 ألف جنيه، ويعتبر تلك الفترة ذهبية في حياته، ولم يبع أعلاما بتلك الكمية بعد ذلك: «خلصت الثورة وفضل عندي أعلام في البيت، وجت 30 يونيو بقى فنزلت تاني بالأعلام وفضلت أبيع الفترة دي من تاني».

داخل إحدى غرف منزله، كانت بعض الأعلام لا تزال حبيسة في أكياس تحفظها من التراب، بحجميها الصغير والكبير، ورغم وجود فعاليات سياسية ورياضية عقب يونيو 2013 إلا أن الرجل لم يخرجها، لاقتناعه بأنها لن تباع، لكن تنظيم مصر لكأس الأمم الإفريقية غير اقتناعه.

الصورة الأولي

يبيع الرجل ذو الـ60 عاما، العلم الصغير بـ5 أو 10 جنيهات، والكبير بـ20 جنيها، ويجلس معه طفله مروان الذي يدرس بالصف الأول الإعدادي، لمساعدته في البيع، وكان ينوي بيع الأعلام تلك جملة، غير أن مرض زوج أخته ودخوله في بعض العمليات حال دون ذلك: «فلما نزلت أشوف البياعين القطاعي لقيتهم مخزنين أعلام كتير، فقلت أبيع أنا بقى قطاعي، والوقفة دي عشان ألم أي فلوس، من الأعلام اللي من ريحة يناير».

لدى محمد ابنتان إحداهما تدرس في كلية الحقوق، والأخرى تزوجت، وينزل معه مروان أثناء البيع على سبيل المساعدة والتسلية في آن معا: «بخرج مع بابا بتبقى فسحة وبيع برضه، وممكن آخر اليوم يديني 20 جنيه مثلا» قالها مروان وهو يجلس على أحد الأرصفة. يبتسم الرجل وهو ينظر لصغيره ينادي المارة على الأعلام، ولا تلقى نداءاته استجابة الكثيرين: «البيع كان وقت الثورة وبعد كده كله أي كلام».

الصورة الثانية

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان