لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

«المبتكرون الأوائل».. كيف ألهمت صناعة الأثاث الفرعونية مصمّمي الدنمارك؟

08:50 م الخميس 20 يونيو 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد شعبان:

فيديو- عمر هشام:

ولعٌ كبير لدى مصمم الأثاث الدنماركي «دان سفارث» بالحضارة المصرية القديمة وصناعة الأثاث لدى الفراعنة، سنوات طويلة قضاها في فحص قطع الأثاث المصري القديم عن قُرب، وفي عام 1985 بدأ الرجل المهتم بالبحث والكتابة عن الأثاث التاريخي، رحلته بزيارات عديدة لمتاحف مختلفة حول العالم تقتني قطع متفرقة من الأثاث المصري القديم، حاول أن يكتشف مهارة صناعته، أسره جمال النقوش والزخارف المتناسقة، فكان مشروعه الأهم لتصميم مصغّرات لقطع الأثاث الفرعونية.

100 قطعة صممها «دان»، المولود عام 1942، عبارة عن نموذج مصغّر بنسبة 1 إلى 5 من قطع الأثاث الأثرية، صال بها وجال بين الدول وأقام معارض عديدة، لاقت احتفاءً كبيراً، واليوم الخميس، احتضن بازار المتحف المصري الكبير بالتحرير 35 قطعة مصغّرة من أعمال المصمم الدنماركي، ضمن معرض «المبتكرون الأوائل»، الذي يُقام لأول مرة في مصر، وافتتحه الدكتور خالد عناني وزير الأثار، صباح اليوم، وينظمه "المبادرة الدنماركية المصرية للحوار" بالشراكة مع وزارة الآثار وسفارة الدنمارك القاهرة، ويستمر حتى الأول من أغسطس المُقبل.

2"مقعد بلا ظهر من مقبرة توت عنخ آمون، وكرسي من البردي وسرير مراسمي وكرسي قابل للطي وعرش ذهبي من نفس المقبرة، وخزانة أدوات تجميل من مقبرة رِنسُنب، خزانة من مقبرة يويا وتويا، سرير من مقبرة الملكة حِتِب- حِرس وصندوق ذو ستار من نفس المقبرة، وكرسي بمسند للذراع لسيتامون...."، وقطع كثيرة غيرها، يوضحها دليل يقتنيه الزائر، ويذكر معلومات مقتضبة عن كل قطعة، منها إلي أي أسرة تنتمي كل قطعة والمتحف الذي ضمها وشاهدها فيه «دان».

3

لم تتوقف رحلة «دان»، الأستاذ الجامعي في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة في كوبنهاجن، عند هذا بل أصدر كتابه «First Movers»، أو «المبتكرون الأوائل»، الذي يحوي صوراً لأعماله، ومراحل وصولها لشكلها النهائي «نحن نحتفي في المعرض بالمعماري دان سفارث وإصدار نسخة جديدة من كتابه، الذي يتحدث فيه عن أن الحضارة الفرعونية هي مهد صناعة الأثاث، ويدور حول مشروعه عن ما قدمه الفراعنة في أثاثهم، ويضم الكتاب صور الأعمال والرسومات والتحليلات والاسكتشات والكتابات الشارحة للقطع المصغّرة»، وفق ما يقول لمصراوي، هانز كريستيان نيلسن مدير المبادرة الدنماركية المصرية للحوار.

4

هدف معرض "المبتكرون الأوائل"، بحسب «هانز»، هو الاحتفاء بصناعة الأثاث عند الفراعنة باعتبارهم أول من وضعوا الأساس لنماذج الموبيليا الحديثة التي نشهدها اليوم مثل الكراسي والسرائر وغيرها «قدم المصريون القدماء مميزات كثيرة في أثاثهم، وهناك علاقة كبيرة بين الفراعنة وبين التطور الذي شهدته صناعة الأثاث الحديثة»، لذا يضم المعرض إلى جانب أعمال «دان»، قطع كاملة الحجم من الأثاث الدنماركي الحديث من تصميم عدد من المعماريين الدنماركيين مثل فين يول وبيرنت پيتيرسون، وأولي ڤانشر وغيرهم، الذين صار الأثاث المصري القديم مصدر إلهام لهم، خاصة وأن الدنمارك من البلاد المتقدمة في صناعة الأثاث.

5

هدف أكبر يذكره محمد أبو طيرة مدير برنامج الثقافة والفنون بالمبادرة الدنماركية المصرية للحوار، وهو تدعيم العلاقة بين مصر والدنمارك من خلال المشتركات الثقافية، والبحث عن الأفكار والمشروعات التي تساعد على ذلك، وهذا ما ترنو إليه المبادرة، لذا كان إقامة المعرض، الذي بدأت الترتيبات له قبل عام، «المعرض مُقام في الدنمارك بقاله أكتر من سنة وشغال حالياً، وده جزء منه اللي جه هنا، اللي هو تلت القطع اللي صنعها دان، وهو بيوصل رسالتنا بشكل جيد، وبنعتبره جسر يربط الثقافتين المصرية والدنماركية»، يذكر أبو طيرة.

10

فيما يضيف أنهم حين أبلغوا القائمين على المعرض في الدنمارك بالفكرة، رحبوا كثيراً بها، وخاصة المعماري دان سفارث الذي أبدى سعادة كبيرة لذلك، أن يرى أعماله تُعرض في مصر، البلد الذي ألهمته حضارتها مشروعه الأهم، كذلك رحبت إدارة المتحف المصري بإقامة المعرض «وده مقدّمة للمعرض الكبير اللي هيتعمل خلال الشهور المقبلة وهتعرض فيه قطع أكثر»، ويذكر أن التجهيز لإقامة المعرض لم يكن سهلاً، فيما يتعلق بشحن القطع الصغيرة الذي يتطلب حرصاً كبيراً، حفاظاً عليها من الكسر.

12

خطط ومشروعات كثيرة تسعى المبادرة الدنماركية المصرية للحوار لتنفيذها، منها استقدام 20 طالباً، من قسم العمارة وصناعة الأثاث بالأكاديمية الملكية للفنون الجميلة في كوبنهاجن، في رحلة دراسية، للتعرف على الخامات المصرية التراثية، مثل جريد النخل وغيره، ودراستها «كي يطوروها بما يناسب العصر الحديث، ويصنعوا منها منتجات بجودة عالية رفقة العمال المصريين»، على ما يقول هانز نيلسن.

فيديو قد يعجبك: