على مقهى بالمطرية.. "السحور يجمع من الحبايب ٧٥" (صور)
كتب- محمد زكريا:
طاولات متراصة إلى جانب بعضها، في مقهى شعبي بحي المطرية في القاهرة، عليها طعام وفير، يجتمع حوله ٧٥ شخصا، هم أصدقاء منذ حوالي ٢٠ عاما، اعتادوا تنظيم سحورا جماعيا في رمضان، ليكون شاهدا على صداقة قوية، ومحبة، لم تفرقها سنوات أو انشغال في عمل.
هي عادة الأصدقاء، منذ ٤ سنوات "نتقابل يومين في رمضان ونتسحر سوا.. يوم في قهوة ويوم في مطعم"، كما يحكي أحمد فضل، أحد منظمي السحور، والذي يصف اجتماعه بأصدقائه بـ"قاعدة حب.. لا بيجمعها مصلحة ولا علاقة عمل".
قبل ٢٠ عاما، بدأت الصداقة بين المجتمعين، من المطرية، الحي الذين ولدوا فيه، وعمرهم الآن يتراوح بين ٣٢ و٤٥ عاما "قبل ما كل واحد يتجوز ويبقى له بيت بعيد عن التاني"، لكن ذلك لم يمنع استمرار صداقتهم، لا يزالون يلتقون على نفس المقهى الذي شهد شبابهم، ولا يزال سحور رمضان يعيدهم إلى أيام مضت وذكريات لا تنسى.
قبل ٥ أيام، بدأ فضل، الذي يسكن حي مدينة نصر الآن، الإعداد والتنظيم لتلك الليلة الرمضانية، التي تحمل تكاليفها كاملة مشاركة مع صديقه محمد هريدي، أسند الأصدقاء إلى آخرين واجب الانتقال إلى منزل صديقين لهم أتعبهما المرض ليتولوا إحضارهما في تلك الليلة، كما توجه فضل بنفسه إلى صاحب عربة فول، واتفق معه على نقل تواجده إلى جانب المقهى الموجود في المطرية، ليبدأ البائع برص "أطباق الفول والبيض والبطاطس والطعمية والجبنة والعيش" على الطاولات، كان الأكل وفيرا حد توزيع فضل جزء منه على زبائن القهوة.
تلك "اللمة"، ليست أول مظاهر الصداقة القوية بين المجتمعين، يحكي رئيس قسم اللغة العربية بالمدرسة الأمريكية الدولية في مصر، والذي حرص على دعوة عددا ممن كانوا تلاميذه في سنوات سابقة، قبل أن يصبحوا أصدقائه، عن ذلك الشكل من التكافل الذي يتبعونه فيما بينهم، "صداقتنا مش مجرد قعدة وسحور، إحنا بنكمل بعض، يعني واحد مننا صيدلي فده دوره يوفر للشلة كلها العلاج حسب قدرته، التاني سواق لما عربيتي تبوظ بلجأ له"، ولا يفرق بين الأصدقاء مستوى مادي أو اجتماعي، فقط تجمعهم محبة صادقة.
فيديو قد يعجبك: