لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالخيط والأبرة.. كيف تكتشف شخصية الطفل من "عروسته"؟

04:14 م الثلاثاء 09 أبريل 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

لم تبدُ ورشة إسراء حسين عادية، طيلة سبع ساعات في اليوم تدرب الأطفال كيف يصنعون العرائس، تتابع باهتمام أناملهم بينما تحيك الدمى، فيما عقلها يتدبر تصرفات الطفل مع كل مرحلة من التصنيع، تُطيل النظر إذا التّفت الخيوط حول بعضها وتعقدت، لا تبرح عينيها الطفل بينما يحاول تزيين الدمية على طريقته، إذ تعتمد ورشة "كوكب ماريونستا" على اكتشاف شخصية الطفل من دميته.

عام ٢٠١٧ وجدت إسراء حسين شغفها الحقيقي الذي تركت من أجله كل شئ" صناعة عرائس الماريونت، بدأت مشروعها لتعليم الكبار غير أنها أُسرت بتنفيذ الورشة للأطفال، طيلة عامين تنقلت الفتاة الثلاثينية من مدينتها بالإسكندرية إلى العاصمة والمنصورة، تعلم أظفالها وتخوض تجربتها بدمج علم النفس مع تعليم صناعة العرائس.

على الطاولة يتراص الأطفال من عمر السادس وحتى الإثنى عشر، بينما تتناثر الأدوات من حولهم؛ أقمشة ومقص وخيوط وقبل كل ذلك ورقة وقلم. تشرع الفتاة الثلاثينية في شرح الخطوات الأولى "إننا نرسم شكل العروسة اللي هنصنعها، وبعتمد إن كل طفل يرسم من حياله الشكل اللي حابه مبصممش أنا حاجة وأقولهم يمشوا عليها".

تتابع المراحل ومعها تدفق مهارات الطفل وطباعه، تقتنص إسراء تلك اللحظات لتحلل عقب انتهاء الورشة شخصية الطفل، تتذكر ذاك الذي اهتم فقط بتزيين العروسة فيما خياطة الأقمشة لم تكن مُحكمة "بيظهر مثلًا إنه مش شخص مهتم قوي بالتفاصيل كلها أد الشكل النهائي أو النتيجة، كمان لما مثلًا يحصل عقدة في الخيط بشوف الطفل هيتصرف إزاي، هل أول حاجة هيعملها هيطلب مساعدة؟ ولا هيحاول يصلحها بنفسه ولا هيتنرفز مثلًا ويرمي الخيط، ده بيبين هو بيتعامل مع المشاكل إزاي"، مرت تلك التصرفات على إسراء خلال الورش التدريبية منذ عامين.

مواقف أخرى واجهت ابنة الإسكندرية خلال الورش التدريبية؛ ذات مرة حضر أخوان الورشة "ووالدته قالت لي إن واحد منهم انطوائي شوية"، غير أن عكس ذلك تجلى خلال العمل "لما خلصنا قولتلها ابنك اللي متخيلاه ساكن على طول اجتماعي جدًا، بس محتاج حاجات تظهر شخصيته زي إنها تفصل الأخين عن بعض في أي أنشطة لإنه الأخ الأكبر بيبقى واخد الأضواء أكتر فالتاني بيكون منزوي"، في حين العكس حدث مع شقيقين آخرين "بيبقوا محتاجين الدعم من بعض وبيطلعوا شغل أحسن وهما سوا".

حين تنتهي الورشة يلملم الأطفال الأدوات ويعودون إلى المنزل وفي أيديهم دمية من صنعهم، غير أن الورشة تبدأ فعليًا من هنا "بيكون في جلسة أونلاين مع الأم عشان أحلل لها سلوك الطفل خلال الورشة، دي مثلًا إن ابنها ذكي في الجزء الفلاني تقدري تستغليه في كذا، إزاي تحل المشكلة معاه، وإزاي تستخدم العروسة عشان توصله رسالة معينة مثلًا".
تحكي إسراء أن بعض الأمهات يحضرن الورشة "وبيصمموا عروسة عشان تكون وسيلتهم في البيت يعلموا بيها الطفل مثلًا".

تترك إسراء أثرًا في نفس الأطفال والأمهات مع انتهاء كل ورشة، تنتظر ردود أفعالهم فتأتيها المحبة والامتنان، يخزن عقلها بعض المواقف التي تحكيها الأمهات عن تطور ابنائهن حتى ممن حضروا الورشة من مدة بعيدة "مرة أم بعتت لي تقولي إنها حاسة إن روحي معاها في تربية ولادها حتى لو مبقوش يحضروا"، تبتسم إسراء بينما يدفعها ذلك لتنظيم مزيد من ورش صناعة العرائس ودمجها بعلم النفس.

فيديو قد يعجبك: