من "شبكة" الصيد إلى ديكور.. كيف تطور فن المكرمية على يد فتاة صعيدية؟
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت- شروق غنيم:
في الماضي كانت المكرمية، أداة الفلاح المصري القديم في العّد قبل اكتشاف الحساب، كذلك استخدمت المكرمية المتميزة بالعقد المتينة في شِباك الصيد، غير أن ميري سعد، ابنة محافظة أسيوط، غيرت من ذلك الفن حتى بات جزءًا من الديكور المصري، في الفنادق السياحية وفي المنازل.
منذ أكثر من 15 عامًا قادت الصدفة الفتاة الشابة لتعلم صنع المكرمية، التي تُعد من فنون النسيج "بس الفرق إنه كله عُقد بالإيد مفيش استخدام لإبر أو مكن"، طيلة ساعات تعكف ميري لصنع شكل كامل مكوّن من عُقد متشابكة، حينها كانت تدرس في المرحلة الإعدادية "والموضوع خدته هواية".
لكن صدفة أخرى غيرت من الأمر بداخلها، رغم أن الفتاة العشرينية أرادت شيئًا أخر كعمل "كنت بحب الفاشون وركزت فيه وقت الجامعة" فيما كان حب المكرمية يزورها من حين لآخر "فكرت إني أعمل فساتين من المكرمية، بس الموضوع مكملش".
كانت المكرمية بمثابة "النداهة"، خطفت شغف ميري "قررت إنها تكون مشروعي"، وفي عام 2011انطلق "روح المكرمية" "سميته كدة عشان بحس إني بحط جزء من روحي في كل قطعة بخرجها". لم يكن ابتداء مشروع سهلًا على الفتاة الصعيدية "كان في رفض شديد من والدي لإني كان لازم أجي أعيش في القاهرة، بس قدرت أقنعه عشان أكمل فكرتي".
بـألفين جنيهًا بدأت ميري المشروع، ابتاعت الخامات الأساسية فيما كانت الأيادي العاملة اثنين من أصدقاؤها "كانوا ممكن ياخدوا 20 جنيه على اللي بيعملوه، مبلغ قليل جدًا بس كان في حالة رضا، وحاسين إن المشروع ممكن يكبر".
في نهاية عام 2017 حدثت النقلة التي غيرت شكل المشروع حين اشتركت في معرض للحرف اليدوية مع مبادة إبداع من مصر، وقتها كان رمضان على اقتراب "طلبوا مننا نعمل شنط من المكرمية.. العدد اللي مطلوب كان 6 آلاف شنطة"، رقم كبير أمام إمكانات أقل "كنت بشتغل وقتها أنا و9بنات بس".
أمام ميري شهر واحد فقط لتسليم المطلوب منها، حينها قررت أن تعود لقريتها "كوم أبو حجر" في أسيوط، هذه المرة كصاحبة مشروع "دربت الستات هناك وبقينا نشتغل في المكرميات، كان معانا 85 واحدة ثابتة، و40 واحدة تانية مش بتيجي باستمرار".
انقلبت قرية بأكلمها في هذه الفترة، لا تبرح السيدات مكان العمل إلا مع انتهاء المكرمية، دّر ذلك عليهن عائدًا ماديًا جيدًا "لأن أغلبهم معندوش حرفة يعملها، وفي اللي منهم محتاج شغل، أو اللي حياتها بقت فاضية بعد ما ولادها كبروا".
انتهت ميري وسيدات "كوم أبو حجر" من تسليم المطلوب منهن، لكن خرجت ميري من ذلك بـ12 سيدة من القرية للعمل معها بشكل دائم، بعدما أتقنوا فن المكرمية. ومن قرية صغيرة بدأ المشروع يكبر، تأتيه طلبات من فنادق سياحية مهمة في القاهرة والمحافظات الأخرى، شعرت ميري بالنجاح لكن ما أضاف فرحتها "إن مش بس فكرة المكرمية في ناس متقبلاها، لكن إن في كمان سيدات من الصعيد يقدروا يصنعوا حاجة تتحط في فنادق أو تبقى موجودة في ديكور بيت".
فيديو قد يعجبك: