لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من المواقف لمقار اللجان.. رزق التوكتوك من كبار السن في أيام الاستفتاء

03:51 م الأحد 21 أبريل 2019

أمام إحدى اللجان الانتخابية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب وتصوير- عبدالله عويس:

على بعد خطوات من مخرج محطة مترو شبرا الخيمة، اعتاد محمد طارق الوقوف بالتوكتوك، انتظارا للعائدين من أعمالهم أو مشاويرهم الشخصية، ليقلهم إلى منازلهم أو وجهاتهم، وفي تلك الأيام التي انطلق فيها الاستفتاء على الدستور، كان الشاب حريصا على أن يكون موجودا على أبواب المدارس واللجان الانتخابية، على أمل كسب أكبر قدر من الزبائن، ما يعني جنيهات زيادة في دخله، وكان كبار السن أكثر زبائنه.

لدى محمد 27 عاما، ويعمل على ذلك التوكتوك منذ حوالي سنتين، ويحاول قدر الإمكان العمل به أطول فترة ممكنة، فيخرج في الصباح ولا يعود إلا بعد العشاء، وفي الأيام العادية، يلازم أكثر الأماكن التي تضم عددا من المواطنين، فمن ذلك الزحام قد يستفيد بزبون: «بس الأيام دي غيرها، بشتغل على الاستفتاء، بخليني قريب من المدارس استلم اللي طالع وأروحه بيته» يحكي الشاب، بينما كان يجلس داخل التوكتوك وعينه مثبتة على باب لجنة. يأمره أحد أفراد الأمن بالابتعاد قليلا عن باب المدرسة فيمتثل لأمره: «في الأيام العادية بشتغل على طلبة المدارس ساعات، دلوقتي الاستفتاء هو اللي شغال فبدوس ومقولش لأ، وبطلع من 8 الصبح أروح على 10 بالليل».

الصورة الأولي

يتوقف توكتوك على باب اللجنة التي تقع بمنطقة بيجام في شبرا الخيمة، ويخرج منها عجوز يتوكأ على عصى، ثم يلقي السلام على الحضور، فيبادلونه التحية، ويتنقل حتى يصل إلى باب المدرسة، ومن هناك يجلسه أحد أفراد الأمن على كرسي لتسهيل حركته، ثم يوصله حتى باب اللجنة ويعود به من جديد إلى التوكتوك: «أنا مقدرش أمشي كتير، فبركب التوكتوك رايح ويستناني أرجع بيه» قالها «الحاج عبدالله» السبعيني الذي خرج من منزله في الصباح ليصوت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، بينما كان أحمد عطوة ذو الـ32 عاما ينتظره بالتوكتوك على باب المدرسة. يجلس أحمد داخل التوكتوك الذي اشتراه منذ أشهر قليلة، ينظفه ويحرص على أن يبدو مميزا بهيئتة الجديدة، بينما تقترب منه سيدة ترغب في توصيلة، فيخبرها أنه ينتظر أحد الذين دخلوا المدرسة: «أنا في العادي بلف مبقفش في مكان بعينه، لكن أيام الاستفتاء، في مدارس مشهور إنها زحمة، فبروح عندها واستنى الناس، اللي خارج بيركب معايا، ولو حد عايز يروح لجنة تانية بوديه»، قالها بينما كان يدير محرك التوكتوك ليكون أكثر قربا من «الحاج عبدالله» السبعيني الذي أنهى التصويت، وخرج رفقة رجال أمن يتوكأ عليهم: «كتير من التكاكتك بتشتغل بالشكل ده، بتركز مع كبار السن توديهم وتجيبهم، وأجرة المشوار من 5 لحد 10 جنيهات، حسب المكان والمسافة».

الصورة الثانية_1

على مقربة من مدرسة أسامة بن زيد الابتدائية، كانت أعداد كبيرة من التوكتوك تقف في صف، ينتظر كل سائق دوره في الحصول على زبون يرغب في توصيلة، وبداخل أحدها كان مجدي علي، الذي يتحرك في كثير من الأماكن ولا يتقيد بالعمل أمام لجنة بعينها، وفي رأيه، فإن التحرك أفضل: «عشان خاطر ممكن يكون في واحد عايز يروح من قدام بيته فآخده أنا وأرجعه، مبقاش بس روحته، وعشان مش طول الوقت في شغل وزحام» قالها الأب لـ3 أطفال، ويرغب في العودة لمنزله بأكثر من الجنيهات اليومية المعتادة: «كل ما في جنيه زيادة كل ما كان مصلحة ليا، أجيبلي كيلو لحمة ولا فرخة ونتبسط، وأهو رزق ربنا باعته». في المتوسط يحصل مجدي على 120 جنيه في حوالي 8 ساعات، وقد يزيد المبلغ تلك الفترة، في حال اهتمامه باللجان ومن لهم حق الانتخاب لا سيما من كبار السن: «عشان كده كده دول هيركبوا توكتوك».

الصورة الثالثة

فيديو قد يعجبك: