نائب الأمين العام لتحدي القراءة العربي: المفكر الصغير مشروعنا القادم (حوار)
حوار-أحمد الليثي وإشراق أحمد:
تصوير- أحمد طرانة:
قبل أربعة أعوام كان طموح القائمين على مسابقة تحدي القراءة العربي يتمثل في مشاركة مليون طالبٍ على مستوى العالم العربي، فيما يمر إعلان الفائزين في الموسم الرابع للتحدي، اليوم، من مصر، بواقع مشاركة أكثر من 9 ملايين طالبٍ سجلوا لقراءة 50 كتابًا.
مصراوي حاور نائب الأمين العام لمسابقة تحدي القراءة العربي، أيمن الجراح، الذي قال إن الطلاب المصريين المشاركين هذا العام قدموا نموذجًا مختلفًا عن الأعوام السابقة للتحدي، فضلا عن الأعداد المشاركة المتجاوزة للطموح.
ما انطباعك عن حفل تكريم الطلاب اليوم؟
الحقيقة مع هذا العدد الكبير المشارك، كان التنظيم للحفل الختامي هو التحدي في حد ذاته، ولكن يبدو أن مصر تتحدى التحدي، إذ اتجه الجهد للإبداع في الاحتفال بالطالب بحيث لا تنسى هذه اللحظات من ذاكرته، فما قدم اليوم هو خارج عن المألوف من حيث الأسلوب والمضمون.
حين انطلق المشروع قبل 4 سنوات. ما الهدف الذي كنتم تطمحون إليه؟
كنا نطمح في الوصول إلى مليون مشاركٍ في كل العالم العربي يقرؤون 50 مليون كتابًا، لكننا وصلنا الآن إلى 16 مليونًا، وهذا فاق كل التوقعات.
هل كنتم تتوقعون وصول المشاركة في مصر إلى أكثر من 9 ملايين طالبٍ؟
كان مجرد التفكير في هذا العدد لا أقول يصيب بالإحباط، لكنه حلم لم نتوقع أنه سيتحقق، لكن همة العاملين في الميدان التربوي المصري، بالإضافة إلى رؤية القيادة في وزارة التربية والتعليم ممثلة في الدكتور طارق شوقي، جعلت هذا الحلم واقعًا على الرغم من أنه لو طرحنا على أي منظم لقال مستحيل أن يشارك هذا العدد وفقًا لمعايير موضوعية، لكن الميدان التربوي المصري نجح أن يقدم كفاءة عالية.
ما الاختلاف الذي شهده العام الحالي عن السابق؟
الاختلاف ليس فقط في الكم لكن أيضا في النوع، في حقيقة القراءة التي وصل إليها وتمكن منها طلبة مصر، فهي ليست قراءة هامشية من أجل الفوز بمسابقة، لكنها تمكنت من تعزيز مهارات الطالب في التفكير الناقد، الإبداعي، وفي حل المشكلات.
نستطيع القول إننا نقف اليوم أمام طلاب مصر الذين قرأوا كتباً، ثم أعملوها في الواقع، طبقوها على حياتهم المعيشية مما يعني أن الطالب صار يقرأ كتابًا عن أزمة المرور، ثم يطرح عليك حلولاً لعلاج المشكلة في القاهرة وهذا إبداع في حد ذاته.
على نحو مستقبلي.. ما الإضافات التي تنوون طرحها في الدورات المقبلة؟
هناك إضافات مطروحة الآن لكنها يجب أن تمر على المجلس التربوي العربي لتحدي القراءة، وهو يضم مسؤولين من الدول المشاركة في المشروع، وسيتم مناقشة المقترحات في الاجتماع القادم المنعقد في تونس.
لكن الغالب الآن أننا نريد أن نكمل حتى الخطة الخمسية الأولى المنطلقة منذ عام 2015 لتنتهي 2020، ومن بعدها نستطيع أن نطرح المقترحات الجديدة.
أعطنا نموذجًا لهذه المقترحات؟
منها مثلا، إدراج الكتابة إلى جانب القراءة، فيكون هناك مشروع الكاتب أو المفكر الصغير.
في رأيك ما القيمة المضافة التي يحدثها التحدي بعيدا عن مشاركة الطلاب؟
إضافة إلى منجز قراءة الطالب. كنا نجد أن هناك خلافًا بين أولياء الأمور والأبناء. ينظرون إلى أنه عليهم التركيز في الكتب الدراسية ولا ينصرفون إلى المطالعات الخارجية؛ لأنها ستقلل من نسبة نجاحه الدراسي، خاصة إذا كان في المرحلة الثانوية، لكن مع الوقت وجدنا أنهم استقبلوا الفكرة، والشيء الرائع الذي وصلنا إليه هو التوافق الكبير بين أولياء الأمور والوزارات والمسؤولين التربويين.
على مستوى الدول. ما أكثر البلدان التي أحدث التحدي طفرة بها؟
الطفرة المعرفية لا يمكن قياسها إلا بالاستناد على معايير وشروط واضحة، ولا يمكن الاعتماد على العواطف فقط؛ ولكن على جانب آخر وخلال الأربع دورات للتحدي فهناك أرقام لافتة، فعلى مستوى العدد، مصر هي الأكثر مشاركة، وبخصوص النسبة من عدد الطلاب الإجمالي داخل الدولة تأتي فلسطين والأردن بنسبة 50% من عدد الطلاب يشاركون في التحدي.
تشارك 44 دولة في التحدي. حدثنا عن الجهود البشرية والمادية المبذولة لنجاح المشروع؟
هناك عدد كبير من الجنود المجهولين يقفون خلف المشروع، على رأسهم مؤسسة البحث العلمي التي يملكها الأمين العام، نجلاء الشمسي، هي التي كلفها الشيخ محمد بن راشد، للإدارة والإشراف على المشروع؛ لأن لها تجربة امتدت لنحو 18 عامًا، كانت تحت مسمى قطار المعرفة، كانت بحجم أقل.
أما التكلفة المالية فهي بإنفاق سخي كامل من الشيخ محمد بن راشد. يزيد كل عام، فخلال السنة الماضية وصلنا أكثر من 25 مليون درهم.
فيديو قد يعجبك: