لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

السر في زيارات الوزير المفاجئة.. كيف يسير العمل داخل محطة مصر؟ (معايشة)

03:37 م الثلاثاء 16 أبريل 2019

كتب - رمضان حسن:
وسط زحام شديد من المسافرين، وقف "جمعة" شاب ثلاثيني، أمام البوابة الرئيسية لمحطة مصر، حاملا حقيبة كبيرة على كتفه، يسأل عن قطار الإسكندرية. وقبل أن يدخل المحطة استوقفه أحد رجال الأمن، ليسأله: معاك تذكرة؟ أجابه الشاب: لا طبعا، فأشار له بالتوجه إلى شباك التذاكر لشراء لتذكرة ليستطيع الدخول.
لم يكن جمعة يعرف شيئا عن "النظام الجديد" على حد وصفه،" دا من امتي النظام الجديد دا"، قالها الشاب، ثم أخذ يجري نحو شباك التذاكر، ليحلق بموعد قطاره.
"جمعة" ليس الوحيد من بين المترددين على محطة رمسيس الذي لا يعلم بقرار الفريق كامل الوزير، وزير النقل، بمنع دخول المحطة إلا لحاملي التذكرة، حتى لا يتعرض للغرامة، لذلك لجأت إدارة المحطة إلى تعيين أفراد أمن للوقوف أمام الأبواب لتوجيه المواطنين إلى شباك التذاكر.

صورة رقم (1)

كانت للزيارات المفاجئة التي يقوم بها الفريق كامل الوزير، منذ توليه الوزارة بداية مارس الماضي، أثرها على فرض نوع من الالتزام والتغيير في سير العمل داخل المحطة. آخرها كانت مساء أمس الأحد، عندما تفقد الوزير سير العمل، وشدد على ضرورة التصدي لظاهرة الركوب بدون تذكرة.

على يسار الباب الرئيسي للمحطة، يباغتك زحام شديد عند المدخل المؤدي لطوابير صرف التذاكر. بصوت عالٍ تساءل "سيد" رجل أربعيني، عن شباك تذاكر الوجه القلبي. أشار عامل النظافة بأصابعه نحو الشباك الأخير، فتوجه الرجل إلى هناك، لكن موظفة الشباك صدمت طالبي التذاكر: "السيستم وقع، اتفضلوا على الشباك اللي جنبي".

أنزل سيد حقيبته الكبيرة، وجلس يسترح خلف الطابور، قائلا: "الموضوع شكله هيطول، كنا بنتقطع التذاكر من الكمسري في القطر، وماكنش حد بيتعطل كدا".

صورة رقم 2

اعتاد الرجل الأربعيني السفر أسبوعيا من المنيا إلى القاهرة والعكس، حيث يعمل بإحدى شركات المقاولات، "بقالي سنين بسافر بالقطر كل أسبوع تقريبا، بس آخر مرتين سافرت فيهم أتاخرت في قطع التذاكر، ومالحقتش القطر".
التقط "أحمد"، خريج كلية الهندسة خيط الحديث، قائلا إنه جاء إلى مستشفى الحلمية العسكري، لاستكمال الكشف الطبي لتأدية الخدمة العسكرية، مضيفا: "من شهرين بس بدأت أركب القطر، وبلاحظ وجود زحمة شديدة على شبابيك التذاكر، وخناقات مع الموظفين بسبب التأخير".

قبل أسبوع، اشتبك أحد المسافرين مع موظفة صرف التذاكر، لتباطؤها في العمل، وانشغالها بالهاتف المحمول، لم تترد الموظفة في أن تقول له "الجهاز عطل، اتفضل خد تذكرة من شباك تاني"، يحكي أحمد.
حاولنا بالفعل الحصول على تذكرة لنتكمن من دخول المحطة، قضينا ما يقرب من نصف ساعة بالطابور الأطول أمام شباك التذاكر، لأنه الوحيد الذي لم يتعطل جهازه، لكن لم تمر دقائق معدودة حتى فوجئنا بالموظفة تقول الجملة الأشهر داخل تلك الصالة، "الجهاز عطل يا فندم، غصب عننا، استنوا شويه". وقتها فكرت سيدة كانت تتأهب لقطع تذكرتين لها ولابنتها، " تعالي نركب وندفع الغرامة وخلاص، علشان نلحق القطر، وما نتأخرش"، ثم سألتالموظفة عن قيمة الغرامة، قبل أن تنطلق مع ابنتها لركوب القطار.

دخلنا المحطة بعد شراء التذكرة، لاحظنا انتشار عدد كبير من رجال أمن المحطة، فعند المدخل الرئيسي، وقف أحمد، أحد أفراد الأمن ممسكا بيده كرسيا متحركا، ليساعد كبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة في الوصول الأرصفة، يقول "فعلا فيه تغيير ملحوظ داخل المحطة، والوزير مكهرب الدنيا هنا، وكل يوم بيجي يطل علينا".
أردف أحمد، بعبارات مطمئنة، " الناس مبسوطة بالنظام اللى حصل في الفترة الأخيرة، وفعلا أغلبهم بيتلزم بقطع التذكرة من الشباك قبل الدخول للمحطة".

مع اقترابنا من الرصيف، ارتفع صوت ضجيج آلات العاملين بترميم رصيف 6 بالمحطة، والذي شهد حادث الاصطدام بجرار نهاية فبراير الماضي. يقول مشرف العمال: أوشكنا على الانتهاء من أعمال الترميم والبناء، إحنا شغالين في الرصيف بعد الحادث تقريبا بأسبوع، وأن شاء الله هنخلص قرب". وأوضح أن الشركة تعمل على تجديد واجهات مبنى المحطة بالكامل، وكذلك تغيير الأرضيات بمحيط المحطة بالخارج.
صورة رقم(3-2)صورة رقم (3-1)

بالتزامن مع ترميم الرصيف، انهمك عمال في إنشاء أكشاك جديدة على جانبي الرصيفين 4 و6. " المحطة بتجدد الأكشاك، مدير المحطة قالنا هنزود عدد الأكشاك"، قالها خالد، عامل بكشك للمخبوزات على نفس الرصيف، والذي التهمت النيران كشكه أثناء الحادث، قبل أن تعيد إدارة المحطة بناءه من جديد، ليعود للعمل منذ أسبوعي.

دفع حادث فبراير الماضي، مدير المحطة إلى تزويد أرصفة القطارات بدراجتين بخاريتين تشبه "البيتش باجي"، كل واحدة منها مزودة بـ6 طفايات حريق للطوارئ، ويعمل عليها اثنان من أفراد الشرطة. كما وفرت الأجهزة المعنية عربة إطفاء كبيرة، متوقفة بشكل دائم أمام الباب الرئيسي للمحطة.

صورة رقم (4)

"على السيد راضي عبد السلام التوجه إلى مدير المحطة للأهمية"، أعلنها المذيع الداخلي للمحطة، بعددها بدقائق خرج راضي، رجل خمسيني، أمين مخازن الورش بالمحطة، إلى الساحة الخارجية للمحطة، وجمع عدد من العمال لينقل لهم توجيهات مدير المحطة، بنقل جميع الكراسي الخشبية الموجودة أمام الأرصفة، إلى المخازن. وبسؤاله عن سبب نقلها، قال: "دي كراسي الكمسارية كان بيعقدوا عليها، ويقطعوا التذاكر للمواطنين، الوزير إمبارح أمر أنها تتشال من هنا خالص، علشان مبقاش لها لزمة، لأنه شدد على ضرورة صرف التذاكر من الشباك، علشان يمنع الركوب من غير تذكرة".

صورة رقم (5-1)صورة رقم (5-2)

غادرنا المحطة، فيما انهمك عمال الشركة المسئولة عن ترميم المحطة في أعمالهم، بعضهم ربط أحزمة الأمان على أجسامهم، للنزول بأحبال طويلة من أعلى مبنى المحطة، لطلاء الوجهات الرئيسية بألوان جديدة، بينما كان عمال النظافة ينتهون من جمع بقايا الأشجار التي اقتلعها عمال الشركة أثناء تجديد الحدائق الموجودة أمام المحطة.
صورة رقم (6)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان