فُسحة ناعمة... 5 أصدقاء ينظمون رحلات للسيدات داخل القاهرة وخارجها

كتبت-دعاء الفولي:

داخل حافلة تحوي حوالي 50 سيدة، تقف أمنية عفيفي موجهة حديثها إليهن "انهاردة لازم تفضوا عقولكوا.. انسوا مسئولياتكم ومشاكلكم الكام ساعة دول عشان تقدروا تنبسطوا". عامان مرّا على مشروع "واندر" الذي بدأته أمنية وصديقاتها الأربع، نظمن فيه رحلات للسيدات فقط "عشان يبعدوا عن ضغوط الحياة"، سافرن فيه لعدة محافظات مصرية، وأماكن كثيرة داخل القاهرة، جرّبن أشياءً جديدة، جلسن داخل مقهى للمرة الأولى، تداولن سويا حكايات التاريخ في الأماكن الأثرية، واكتشفن أن الحياة خارج إطار الروتين أفضل كثيرا.

منذ كان أبناؤها صغارا، شعرت أمنية أن اندماجهم في الثقافات الغربية أبعدهم عن تاريخ مصر "كنت متغاظة من الفكرة دي خاصة إني اتربيت على حب التاريخ وقراءته"، في منتصف 2016، أرسلت السيدة على مجموعة خاصة بأولياء أمور الطُلاب في مدرسة أولادها "قولتلهم إني هاخد الولاد يوم وننزل شارع المعز أشرح لهم المكان"، أكثر من 50 شخصا صحبتهم أمنية في ذلك اليوم "حسيت إن الموضوع بيكبر"، قررت فيما بعد تنظيم أيام شبيهة للعائلات، قبل أن تهتدي لتخصيص الجزء الأكبر من مشروعها للسيدات.

"الست هي البيت.. عايزة تخلي الأسرة مستقرة خلي الست مبسوطة"، علمت أمنية ذلك منذ سنوات، باتت تحظى بوقتها الخاص، تارة تسافر مع صديقاتها أو تقوم بأنشطة متفاوتة، أرادت زرع الفكرة في أخريات "الستات في مصر بيحسوا بالذنب لو خرجوا من غير الولاد"، لذلك نظمت أولى رحلاتها داخل القاهرة في 2017.

الأربعاء من كل أسبوع هو ميعاد رحلات "واندر". في الثامنة صباحا تتقابل السيدات ويستمر التجمع حتى الثانية ظهرا "عشان نضمن إن الناس ترجع قبل ميعاد خروج ولادهم من المدارس". تُنظم صاحبات المشروع برنامجا متنوعا "نضمن فيه إنهم يروحوا أماكن غير اعتيادية"، مازالت تتذكر أمنية ردود فعل السيدات اللاتي يزرن الأماكن التاريخية لأول مرة "فيه ناس مكانتش عارفة شكل القلعة من جوة.. انبهارهم وسعادتهم هي اللي كانت بتخلينا نكمل".

كل سيدة في فريق "واندر" لها دور؛ فبينما تهتم أمنية بالزيارات التاريخية والشرح، تقوم شقيقتها إنجي وصديقتهما دينا بتصوير الموجودات "دة بيفرق في حالتهم النفسية جدا"، تحكي أمنية عن سيدة مسن ترفض دائما التقاط صور لها، غير أن ذلك تبدل مع الوقت "بقت هي اللي تسأل عن الصور وتستناها"، في المقابل تهتم ريهام وإيمان باستقبال السيدات بشكل مختلف "بنقولهم إنتوا مسئولين عن الدلع.. سواء في الأكل أو المعاملة الحلوة".

تحاول أمنية وصديقاتها زرع الود مع المشتركات في الرحلات "مش فكرة إنه نشرح لهم ولا نفسحهم وخلاص.. لازم يعرفوا إننا عيلة"، تضرب المثال بالسيدات اللاتي لا يفوتن أي رحلة حتى لو مُكررة، بينما تحكي بفخر عن رحلات المحافظات "بين سيوة وأسوان والنوبة ودهب وغيرهم".

تنظيم الرحلات ليس يسيرا، لكن أمنية تستمتع به، حتى الجولات البسيطة تجعل المشتركات أكثر سعادة "لما بنروح نقعد على قهوة او ناكل من عربية فول معظمهم مبيبقاش عمل ده قبل كدة"، توقن أمنية أن مفردات السعادة بسيطة، اتسعت رقعة مشروعها خلال الفترة الماضية "بقينا نعمل رحلات عائلية كمان بس بشكل شهري".

تفخر أمنية لما وصلوا إليه "بقينا نساع من الحبايب كتير ومعانا بنات صغيرين مش بس سيدات متزوجات أو كبار"، فيما تتمنى أن يتجه الفريق للوجه البحري بشكل أكبر.