على أبواب ثلاجة الموتى.. رحلة الأهالي في البحث عن ضحايا حادث محطة مصر
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب- نانيس البيلي:
على أبواب ثلاجة الموتى بالمستشفى القبطي، كانت الدقائق تمر بثقل على أسرة "إيفونا عياد" المفقودة في حادث حريق محطة مصر.
كعادتها توجهت السيدة التي اقتربت من عقدها الخامس صباح اليوم إلى محطة القطار حيث تعمل عاملة بها، ومع انتشار أخبار الحادث، حاولت نجلتها الاتصال بها للاطمئنان عليها، غير أن هاتفها كان مغلقا. بدأ الخوف ينهش في قلوب أسرتها، توزع الأقارب ما بين مشرحة زينهم والمستشفيات التي نقلت إليها جثث ومصابي الحادث.
بدا المشهد مقبضا أمام مشرحة الموتى، تحركات مرتبكة، النيابة العامة تعاين ٧ جثامين "متفحمة ومجهولة الهوية" وفق أطباء المستشفى. أهالي المفقودين يدخلون ثلاجة الجثث، عيونهم مليئة بالدموع، أنفاسهم مكتومة، تصاحبهم دعوات أن ينجو ذويهم، وعند خروجهم يتنفسون الصعداء بعض الشيء.
في أثناء ذلك، وقف شقيق "إيفونا" من اثنين من أقاربهما، تحدث في هاتفه صارخا "ولا في أسامي المصابين.. وتليفونها مقفول وزمايلها مش لاقيينها".
ينتهي الأخ المكلوم من مكالمته، يفرغ أنفاسه بغضب، يتحدث لإحدى الممرضات التي وقفت تواسيه: "هي مش غبية، عمرها ما تقفل تليفونها في موقف زي ده، لو هي كويسة كانت كلمت حد فينا طمنتنا".
تشدد الممرضة من أزره، تربت على كتف ابنتها مريم "صلي لها الرب ينجيها". يحاول طبيب شاب تهدئتهم، يخبرهم بأنه سيسمح بدخولهم للتعرف عليها من بين الجثث بعد انتهاء معاينة أفراد النيابة العامة، في ذلك الوقت يجري" مينا" قريب من العائلة مكالمة هاتفية" روح أنت مشرحة زينهم شوفها، إحنا في القبطي بندور".
بدورها، تحفظت النيابة على جثامين ضحايا الحادث، منعت الاقتراب منهم، بدأ عمال المشرحة في منع الدخول. تحدث شقيق السيدة المفقودة لطبيب شاب بالمستشفى "طيب خلونا نشوف لو هي بس ونمشي"، يرفض الطبيب بأسف، يسأل الأخ عن عدد السيدات من بين الجثث" ست واحدة وطفل والباقي رجالة" هكذا أجاب الطبيب، يستفسر الرجل منه "الست اللي جوه شكلها إيه؟"
"طولها ٢٧٠ سم ووزنها تقريبا ٧٥ كيلو"، يتنفس أقارب السيدة بعمق، قبل أن يعلو صوت شقيق ايفونا "تبقى مش هي، يلا بينا"، يندفع الأقارب الثلاثة تجاه بوابة المستشفى.
ضحايا ومصابو الحريق متواجدون داخل ٤ مستشفيات أخرى هي "الدمرداش، الهلال، دار الشفاء، شبرا العام"، وفق ما علمت الأسرة من الأطباء، ضاقت دائرة الاستعلام، لكن البحث لا يزال جاريا عن الأم إيفونا عياد.
فيديو قد يعجبك: