"سند".. كيف ترسم البسمة داخل قرى فقيرة؟
كتب- محمد زكريا:
كانت البداية من قرية الخوالدة التابعة لمحافظة أسيوط، عندما عزم أفراد الجمعية العلمية بجامعة أسيوط، إلى جولة جديدة بداخل محافظات مصر الفقيرة، في مبادرة تهدف لتوعية المجتمع بالأمراض المنتشرة، لكن الزيارة على أرض الواقع بدلت رأى الشباب؛ فافتقار أهالي القرية لأي مورد أساسي للحياة، لا أسقف بالمنازل، ولا غطاء يحميهم من برد الشتاء، جعل طلاب جامعة أسيوط يقررون اعتماد شكلا آخر للمساعدة؛ جمعوا التبرعات، ورمموا عددا من منازل أهالي القرية، وفي زيارة أخرى منحوهم الأغطية، لتبدأ مبادرة "سند".
قبل عامين، انطلقت "سند"، من جامعة أسيوط، وعلى يد طلاب كلية الصيدلة، حيث تجوب المبادرة قرى فقيرة، لتقدم لأهلها المساعدات المادية، كترميم المنازل، وتوزيع الأغطية، الأوعية، ووجبات غذائية في المناسبات كشهر رمضان، كما تقدم أيضا المساعدات المعنوية، كتنظيم فقرات ترفيهية للأطفال.. كما يحكي مهند محمد، أحد أعضاء المبادرة، الذي يؤكد دعم تلقاه المبادرة من أهالي تلك القرى "الناس بتيجي تشاور لنا على الناس الأكثر احتياجا.. مش كل واحد بيدور على نفسه". لتتطور الفكرة وتصبح مشروعا، يرسم البسمة على أهالي قرى في مصر.
يضيف مهند أن سند قدمت خدماتها على مدار 3 سنوات، لكنها تنتظر في الفترة ما بين 23-26 أكتوبر 2019، نقلة من نوع آخر، حيث اُختير اسم "سند" ليكون انطلاقة للمؤتمر العلمي والوطني الرابع والعشرين للاتحاد المصري لطلاب الصيدلة، وهو أكبر تجمع علمي وتنموي لطلاب الصيدلة في مصر، باستضافة أكثر من 35 جامعة من مختلف أنحاء الجمهورية لمناقشة العديد من المواضيع العلمية، حيث يقام المؤتمر في رحاب جامعة أسيوط، وتحت راية النقابة العامة للصيادلة ونخبة من الشركاء العلميين.
منذ أن اشترك مهند بـ"سند"، عرفت نفسه فرحة لم يحسها من قبل، لا يعتقد الشاب أن هناك ما يفوق في الأهمية إدخال السعادة إلى قلب محتاج، لذا لا يفوت طالب الصيدلة أي زيارة لواحدة من قرى مصر، وككل زملائه الذين يعبرون له في كل زيارة عن ذلك الشعور، يتمنى أن تُعمم فكرة "سند" بين الجامعات المصرية وطلابها، ليسود الخير على قرى مصر الفقيرة.
فيديو قد يعجبك: