لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"كنت معلمة وعندي 17 فرشة".. عزيزة تبيع الخبز لتربية أبنائها الـ9 بعد انفصال الزوج

05:44 م الخميس 03 أكتوبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب وصور- عبدالله عويس:

بين يديها مصحف كبير الحجم، وعلى يمينها زجاجة مياه بلاستيكية، ومن أمامها فرشة كبيرة تحمل بعض الخبز. لا يوقفها عن القراءة إلا سلام أحد المارة، أو رغبة زبون في شراء العيش.

قلة من زبائنها يعرفون قصة "عزيزة" التي كانت "مِعلمة" منذ سنوات، لها أكثر من 17 فرشة لبيع العيش، والملابس للإنفاق على أسرة قوامها 9 أفراد.

في قرية "أم الزين" بمحافظة الشرقية، تربت عزيزة محمد، التي ستكتشف بعد سنوات طويلة أن لها من اسمها نصيب. حرصت على إنهاء دراسة المرحلة الابتدائية، في ظل شكر الأساتذة لها والثناء على ذكائها، لكن ما حدث بعد ذلك غير كل شيء، حين قرر الأب تزويج ابنته ذات الـ13 عامًا: "كان ساعتها السن ده بنبقى فاهمين كل حاجة في الدنيا، واتجوزت وجيت القاهرة" تحكي السيدة، التي خرجت من قريتها إلى شبرا الخيمة، حيث استقرت مع زوجها الذي كان يعمل طباخًا بإحدى الجامعات الحكومية، وأنجبت منه 4 أولاد، لكنه قرر الزواج عليها، فكانت حاسمة في الانفصال عنه، وطلبت الطلاق ثم حصلت عليه.

"أنا بحب البيع والشراء، ومبعرفش أقعد في البيت، وبقى عندي 17 فرشة عيش، بساعد بيهم جوزي الحالي" قالتها عزيزة وهي تجلس أمام الفرشة الوحيدة التي تعمل عليها الآن، وكان بيع الخبز بهدف مساعدة الأسرة، فزوجها الجديد يعمل في بيع عربات الكارو، وبالتالي كان عليها المساعدة: "كنت بصحى من النجمة أجيب عيش وألف على كل الفرش بتاعي أوزع عليه العيش، وكنت ببيع على الطريق السريع".

تكره السيدة حديث النساء، ولا تحب مخالطتهن كثيرًا، فهن برأيها: "بتوع كلام كتير"، وحين كانت تبيع الخبز في الصباح وتوزعه على الفرش الذي تضعه بأكثر من مكان، تعود في المساء إلى منزلها وتحمل بعض الملابس وتطرق البيوت لبيعها: "بعرض الحاجة على الستات، بس وقت الفلوس بجيب جوزها ولا أخوها أكلمه، عشان يبقى كلام رجالة".

انفصل زوجها عنها، منذ حوالي 11 عامًا، فتحملت وحدها تربية ومساعدة فلذات أكبادها على الزواج، بعد أن أنجبت منه 9 أولاد: "دلوقتي الحمد لله ربنا كرم وكله اتجوز، ما فضلش غير عيلين ربنا يكرم وأجوزهم، شغالين أرزقية الاتنين".

تضحك السيدة التي أتمت الـ64 عامًا، وهى تشير إلى دبلة من الفضة بيدها: "كنت غاوية الدهب أوي، وبحب العيال الصغيرة وعشان كده جبت 13، دلوقتي خلاص بقى بعت الدهب والعربيات الكارو اللي كانت بتوزع العيش ومليش غير الفرشة دي دلوقتي، بعد ما كنت معلمة".

تبيع الرغيف بنصف الجنيه، وتشتري يوميا بـ50 جنيهًا أرغفة خبز، تتذكر ماضيها حين كان لديها أكثر من فرشة وزبائن وصبيان يعملون لديها: "بس هي الدنيا كده، هنعمل معاها إيه؟".

الحديث مع عزيزة بحساب، والضحك ممنوع، والمعاملة لا تكون إلا بلغة الجنيه، طالما كان من يحدثها غريبًا: "السوق عايز كده، لكن لو الست ضحكت أو هزرت في الشغل هيتقال عليها ضعيفة" لكنها من ناحية أخرى تزور كل المرضى الذين تعرفهم، وتبحث عن صديقاتها القدامى وتصلهن: "ليا زميلة نقلت المقطم، وأخبارها انقطعت فضلت وراها لحد ما عرفت مكانها، وبزورها كل شوية".

كل ما تدخره السيدة، لا يكون إلا في سبيل تربية أبنائها ومساعدتهم، وصار لديها الآن نحو 15 حفيدًا، ولم يكن لها أمنية شخصية سوى زيارة الكعبة، وأداء العمرة، حاولت غير مرة جمع مبالغ لذلك الأمر، غير أنها فشلت: "المرة الوحيدة اللي رحت فيها الكعبة فرحت أوي أوي، بس كان مرواح في المنام في شهر رمضان اللي فات، مش في الحقيقة للأسف".

فيديو قد يعجبك: