لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في يومه العالمي.. حكاية "هوسبيس" مصر

06:08 م الخميس 17 أكتوبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

كما مساء كل ليلة، أدارت هيام الغنام الراديو في منزلها، كي تسكب موسيقاه هدوءًا في المنزل بعد يوم صاخب، تتململ صاحبة الـ63 عامًا من الإعلانات الفاصلة بين كل فقرة موسيقية، لكن يوم الأحد الماضي تغير الوضع حين نما لمسامعها كلمة "هوسبيس"، لم تلحق كتابة تفاصيله بالكامل سوا أنه في اليوم الخامس عشر من أكتوبر، سيقام احتفالية باليوم العالمي للهوسبيس داخل ساقية الصاوي، ترددت القاطنة بمنطقة المعادي في الذهاب "خصوصًا إني معرفش الساعة كام ولا يعني إيه هوسبيس أصلًا.. بس فضولي جابني هنا بليل قولت أبص على المكان أعرف".

1

داخل قاعة الكلمة بساقية الصاوي في منطقة الزمالك، كانت مشاعر مختلطة تتكوّم بداخل الحضور، على جانبي المسرح وضعت لافتتين تُعرف بمؤسسة هوسبيس مصر والاحتفال باليوم العالمي للخدمة، قبل تسع سنوات بدأت خدمات الهوسبيس في مصر والتي تقدم خدمات رعاية طبية ونفسية للحالات المرضية المتأخيرة، وطيلة خمس سنوات شاركت المؤسسة المصرية في الاحتفالية التي تقام في كل دولة تقدم نفس الخدمات "السنة دي التحالف العالمي اختار شعار حقي رعايتي عشان يكون تيمة اليوم" تقول دكتور تنديار سمير، مدير المؤسسة لمصراوي.

2

كان اليوم منقسم لشقين؛ في البداية تعريف بخدمات الهوسبيس المقدمة في مصر بالمجان من سن الثمانية عشر عامًا فما فوق وكذلك التعريف بالمستشفيات المتعاقدين معها، فيما القسم الثاني اهتمت مدير المكان بدور المجتمع المدني في دعم الخدمة لتصل لأكبر عدد.

3

على المسرح تعاقب ثمانية أشخاص، يلقون كلمات عن خدمة الهوسبيس، فتلمس قلوب الحاضرين، لكل شخص جالس على المقاعد تجربة خاضها مع شخص عزيز عليه، رافقه في رحلته الأخيرة قبل الرحيل، في منتصف الفعالية التي امتدت لثلاث ساعات قدمت الفنانة جيلان علاء فقرة كوميدية، تحكي عن تجربة شخصية "بيني أنا وجدتي سيم كدة لما تتعب، اسألها هو صحيح الهوا إيه؟" وعلى حسب نبرة صوت الجدة في الجواب على الكلمات التي كتبها بيرم التونسي وغنتها أم كلثوم قبل ستين عامًا "غلّاب، لما تقولها وهي بتتهز بعرف إنها تعبانة" يضحك الجمع فيما تختتم الفنانة حديثها عن أهمية الضحكة لأي مريض "اللي هتهوّن عليه وتنسيه الدنيا باللي فيها".

4

5

تستمع ولاء أنور للحديث وتعلم الفارق الذي يشكله رعاية المريض في حالاته المتأخرة، حين تعاملت مع خدمات الهوسبيس بشكل شخصي من خلال عملها ممرضة في مستشفى بهية التي تعاونت مع المؤسسة قبل ثلاث سنوات، تتذكر صاحبة الـ33 عامًا الأثر الذي هبط على روح إحدى مريضات السرطان في المستشفى "لما عيد الأم جه، لقيتها بتجيب لي هدية عشان تشكرني إني عرفتها على الناس دي".

6

لثالث عام تحضر الفتاة الثلاثينية لفعالية اليوم العالمي للهوسبيس، تمتن للمؤسسة على دعوتهم لها هذا العام رغم أنها تركت العمل في بهية، ومع حديث لشخص على المسرح تؤمي برأسها "كان في سيدات عندنا أجوازهم طلقوهم وولادهم اتخلوا عنهم.. عمري ما أنسى اللي قالت لي إنها عاوزة تنتحر، كل ده اتغير لما لقوا حد يراعيهم نفسيا".

من تجربة شخصية بدأ حديث الفنان أكرم حسني حين جاء دوره للحديث، استلهم تجربة شخصية مع والده ويحكي عنها للحاضرين "بقاله فترة مريض ودلوقتي عارف إزاي المفروض الأسرة تبقى موجودة عشان تخفف عنه نفسيًا قبل جسديًا"، يوجه حديثه للمؤسسة بضرورة استكمال الطريق من أجل كل مريض لازال في عمره باقية "الناس بتبقى متمسكة بشعراية أمل، بيفرق معاهم يبتسموا ونطبطب عليهم.. سيبوا الإحساس الفطري الإنسانية يطلع، عشان الأيام دول، زي ما بنقف جمب ناس هنحتاج حد يقف جمبنا".

7

تشعر هيام الغنام بسكينة مع انتهاء اليوم، يدّب الحماس بداخل السيدة الستينية فتتمنى أن تقدم هي الأخرى الخدمة للمرضى رفقة المؤسسة، فيما تسرح بخيالها أنها إذا أصيبت بسوء "هلاقي ناس في الدنيا كويسة تقف جمبي خصوصا إني ولا اتجوزت ولا عندي عيل"، في مصر يحتاج أكثر من 254 ألف مريض سنويًا لخدمات الهوسبيس، تتمنى دكتور تنديار أن يكون هذا العام بداية لأن تصل الرعاية وخدمات الهوسبيس بالمجان لكل المرضى.

8

فيديو قد يعجبك: