لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من خشب النخيل.. عادل ينقل روح الوادي الجديد إلى القاهرة

05:24 م الخميس 24 يناير 2019

عادل محمود في معرض ديارنا

كتبت-دعاء الفولي:

قبل 20 عاما كان عادل محمود في زيارة لمحافظة الإسكندرية رفقة صديق له. حينها رأى تماثيلا خشبية، اُخذ بها كثيرا، ليمزح معه صاحبه قائلا "تلاقي معندكوش الحاجات دي في بلدكوا"، لكن رد ابن محافظة الوادي الجديد جاء سريعا "مين قالك؟ انا بعرف أعمل الشغل ده وأحسن منه"، وما هو إلا أسبوع حتى صنع محمود تمثالا لرأس السيدة أم كلثوم من خشب الكافور "انبهر بيه وأخده كهدية". منذ تلك اللحظة قرر محمود أن يتفرغ لفن النحت على الخشب، يستخدم الخامات المُتاحة أمامه لصناعة أشكال فنية، تُشبه بيئته التي يعيش بها.

منذ أيام افتتحت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، معرض "ديارنا" للمشروعات الصغيرة والحرف اليدوية، بأرض المعارض، والذي يستمر حتى الخامس من فبراير القادم. داخل المكان الممتد على مساحة شاسعة، كان محمود يعرض بضاعته، يقترب منه الزبائن، يمررون أيديهم على المجسمات الخشبية، تسأله إحداهن بانبهار "هي دي إزاي معمولة من خشب نخيل؟"، يبتسم الفنان الأربعيني، ويشرح لها كيف يصنعها من البداية حتى خروجها للنور.

ص 1

"اول حاجة بنعملها بنقطع جريدة النخل ونهيئها للشغل". قبل أن يبتكر محمود فكرته "كان الجريد دة بيترمي ومحدش بيستفاد بيه". في موسم تنظيف النخيل يجمع محمود أكبر قدر من ذلك الجريد ثم يضعه تحت الشمس ليجف "ممكن يحتاج سنة كاملة عشان ينشف تماما واقدر اشتغل بيه"، ثم يشكله كيفما يشاء، مُستخدمة "إزميل"، "مبرد"، و"كتر".

على منضدة تراصت معروضات محمود. استوحاها جميعا من شكل البيئة في الوادي الجديد؛ البيوت البسيطة، هيئة السيدات وملابسهن، وكذلك ملابس الرجال. وأحيانا تأتيه الأفكار من حكايات المسنين هُناك. لا يستطيع ابن الواحات الداخلة تحديد مدة معينة للانتهاء من العمل "حسب المزاج لأني كمان بشتغل على أكتر من حاجة في نفس الوقت".

ص 2

في قرية تنيدة حيث يعيش، فتح محمود محلا صغيرا لعرض أعماله "للناس اللي في المكان أو الأجانب والرحلات"، حصل الرجل الأربعيني على دبلوم فني صناعي "بس مشتغلتش بشهادتي عشان حبيت الفن ده"، سخّر وقته لتطوير نفسه، لكنه يُلاقي صعوبات خلال العمل "اكبر مشكلة إني بشتغل بأدوات بسيطة"، حين طاف محمود المعارض المختلفة، وجد أن زملاء المهنة يستخدموا أدواتا أحدث "فيه منشار مخصوص للخشب بيسهل الشغل"، كاد ابن الوادي الجديد أن يلحق بهم، لكنه تراجع بسبب نوع الخشب الذي يستخدمه "خشب النخيل مش هيستحمل حفر شديد، ممكن القطعة تتكسر، عشان كدة لازم اتعامل معاها براحة وبصبر".

ص 3

يتمسك محمود بمهنته كثيرا، حتى وإن كان ربحها قليل، يستقبل أسئلة الزبائن بصدر رحب ويخبرهم كيف صنع القطع بحب "حتى لو مش هيشتروا مني"، يكفيه معرفتهم أن ذلك الفن موجود في أقاصي مصر، وأنه بمجموعة تماثيل ينقل لهم حياة أهل سيوة والوادي الجديد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان