"لمِوا الشماسي".. ماذا يفعل بائعو مستلزمات الشواطئ بعد انتهاء الموسم؟
كتبت-رنا الجميعي
تصوير: روجيه أنيس
داخل شارع تحت الربع الواصل بين منطقة الغورية وباب الخلق، تنتشر محال كراسي المصيف والشماسي، ومع وصول موسم الصيف لنهايته إلا أنها مازالت مفتوحة الأبواب، يأتي أحيانًا زبون أو آخر، لكن دفقات الهواء البارد تُعلن بداية الخريف وانتهاء الحرّ، وقلّة الحاجة للشماسي.
لا يزدحم الشارع بالزبائن، قليل فقط من يتجه لمحال الشماسي ليسأل عن حاجته، المار من هُنا يرى المحلات خاوية، حتّى أن أحد بائعيها يجلس مُستجمًا على كُرسي مصيف البحر الذي يضعه بالخارج، داخل إحدى الدكاكين جلس عبد الهادي حسين مُنتظرًا لأي زبون قادم.
يعمل الرجل الستيني منذ أربعة أشهر فحسب، وها هو جالس بدلًا من صاحب المحل الذي ذهب لأحد مشاويره، لم تكن تلك الحرفة في حُسبان حسين "طلعت ع المعاش، قعدت في البيت عشر أيام مقدرتش، قولت أشوف شغلانة أهو منها قرش جايلي وفي نفس الوقت ايدي شغّالة".
رغم المُدة القصيرة التي قضاها حسين في تلك المهنة، لكنه عارف بها، يُشير لأسعار الشماسي التي تبدأ عنده من 250 جنيهًا حتى الألف جنيهًا "ودي بتبقى مقاسها 4 أمتار"، كان مُوسم الصيف مُزدحمًا في البيع "بييجي اللي عايز خمسين شمسية أو أكتر عشان البلاجات"، أما الآن فنادرًا ما يأتي زبون يطلب شمسية واحدة "أحيانًا بييجي بيّاع الخضار أو بتاع البطاطا، أي عربية كارو بتحتاج بردو شمسية عشان أكل العيش".
لم يقف حسين عند بيع الشماسي فحسب، بدأ في تعلّم تركيبها "طول عمري إيدي في الصنعة، جمب الوظيفة أبويا كان عنده ورشة خراطة، كنت بروح عليها"، يُشير إلى خشب الخرزان الذي يتم تركيبه لصنع الشمسية "مجرد لما بشوف حد بيعمل حاجة بحاول أعملها، يمكن تبوظ مني مرة واتنين لحد ما أعرف أعملها"، الآن يتمكّن حسين من تركيب الشمسية التي تتكون من قماش "الدكّ" الملون القادم من مدينتي المحلة الكُبرى وسمنود، وخشب الخرزان المستورد من الخارج، كما يقوم بتصليح أي شمسية لديه حيث تستقر ماكينة الخياطة للتعديل الفوري.
خارج الدكّان كان صوت محمد عبد الوهاب مُنبعثًا من مذياع داخل محل مصطفى عبد العظيم للشماسي، يُغني "بحبه مهما أشوف منه". ظلّ عبد العظيم يُعطي تلك المهنة لمدّة أربعين عام "دي مهنة أبويا وجدّي"، حيث استقرّ ذلك المحل منذ أربعينيات القرن الماضي، اشتغل عبد العظيم في أواخر فترة السبعينيات حتى الآن، لم يُحب العمل بشهادته التي تعلن أنه خريج بكالوريوس تجارة "روحت اشتغلت برة بعد التخرج بس معرفتش، حكم النفس ع النفس معجبنيش".
يعمل عبد العظيم في تلك المهنة منذ أن كان سعر الشمسية 3 جنيهات، يتذكر فترات ازدهر فيه بيع الشماسي "في التمانينيات كان بنك مصر عايز طلبية كبيرة عشان الدعاية".
يتخطى سعر الشمسية الآن الثلثمائة جنيهًا "أنا بكّلف الحاجة وبعملها عشان تعيش لسنين أدام"، ارتفاع أسعار الخامات هو السبب في زيادة سعر الشمسية وكرسي المصيف "معظم المواد اللي داخلة في تركيب الشمسية مستوردة"، قديمًا كان عبد العظيم يقوم بتركيب الشمسية "من الألف للياء، بس دلوقت خلاص أنا كبرت، وعندي أحفادي عايز ألعب معاهم"، لذا يقتصر المحل على البيع فقط.
يتوقف العمل بمحال الشماسي منذ شهر أكتوبر وحتى شهر فبراير "بس كدا كدا بنبقى موجودين وفاتحين"، يبدأ الاستعداد لموسم الصيف منذ فبراير "بتيجي طلبيات قبل الصيف، زي النوادي اللي بتحتاج شماسي عشان حمامات السباحة بتبتدي من شهر 4".
فيديو قد يعجبك: