معايشة| كيف مر اليوم الأول لإضافة المواليد على بطاقة التموين؟
كتبت- نانيس البيلي وعبدالرحمن السيد وأحمد شعبان:
أمام مكتب تموين بولاق وقفت "أم رحمة" تننظر دورها بين الصفوف العشوائية المتراصة في اليوم الأول لإضافة المواليد الجدد إلى البطاقات التموينية، تتمنى السيدة الثلاثينية لو تضيف أيًا من أولادها الأربعة على بطاقة والدتها المتوفاة، التي تحصل هي وشقيقتها على الدعم منها، استخرجت الأوراق المطلوبة وتوجهت صوب مكتب التموين، غير أن أملها خاب "قالوا مينفعش، لازم عيالك يتضافوا على والدهم بس هو معندوش بطاقة".
لا يستطيع الزوج - الذي يحصل على تموين من بطاقة والده - استخراح بطاقة تموين، يعمل طوال أيام الأسبوع "أرزقي باليومية"، فيما يأخذ أجازته يوم الجمعة "ميقدرش يسبب الشغل". لذا؛ طالبها موظفو المكتب بإجراء فصل اجتماعي واستخراج بطاقة جديدة منفصلة باسم الأب، يلي ذلك إضافة أطفالها من المواليد الجدد.
من المريوطية سيرًا على الأقدام إلى مكتب تموين الهرم في نادي الوفاء والأمل، جاء محمد عبد اللطيف ليتأكد من صحة ما سمعه من جيرانه عن إمكانية إضافة الأطفال الى بطاقات التموين. وهناك قرر الرجل السبعيني سحب استمارة تقديم ليتمكن من إضافة حفيديه إلى البطاقة التموينية الخاصة بابنه، سأل على الأوراق المطلوبة، سحب الاستمارة المطلوبة "وبعد ما أجيب الورق هاجى أقدم تاني".
يرى عبداللطيف أن إدراج المواليد ببطاقات التموين قرار مفيد وعملي، فهو يُيسير تكاليف المعيشة على نجله "هضيف 3 أطفال لابني، أكيد هيخففوا عنه شويه"، مع ذلك يعتقد أنه لا يزال هناك الكثير لتقديمه من الدولة للمواطنين لدعمهم "صحيح الأسر محتاجة اكتر من كده لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله".
كان وزير التموين والتجارة الداخلية، الدكتور علي مصيلحي قد أصدر الاثنين الماضي قرارًا ببدء تلقي طلبات المواطنين المقيدين بمنظومة الدعم السلعي والراغبين في إضافة مواليدهم في الأول من أغسطس، على أن يستمر فتح باب التلقي للطلبات حتى 31 أكتوبر من العام الجاري، وتضمن القرار الوزاري كافة المعايير والاشتراطات الخاصة بعملية الإضافة، فيما تم تحديد موعد الإضافة وفقا للرقم الأخير من جهة اليمين لبطاقة التموين الذكية.
حيرة كبيرة تلك التي خاضها السيد عبدالله حين ذهب لتقديم طلب لضم طفليه إلى بطاقته التموينية، أخبره الموظف بضرورة إحضار بحثا من الشؤون الاجتماعية "بعدها روحت الشؤون قالولي مافيش حاسب آلى شغال والموظفة قالتلي هيبقى عبء كبير علينا لو عملنا بحث لكل واحد".
"كعب داير" تنقل عبد الله بين إدارة التأمينات التي أخبرته بعدم صدور تعليمات من الوزير بعمل بحث اجتماعي للأفراد، مجبراً توجه الرجل إلى وزارة التموين "قالولي هاتلنا جواب نعملك البحث، هنعملهولك على أساس إيه".
اخيرًا استقر به الحال في مكتب بريد الهرم ليكتشف أن ميعاد التقديم المتاح له هو بتاريخ 1-9-2018 وليس اليوم، عقد عبدالله العزم على العودة في ميعاد تقديمه بالأوراق المطلوبة، لكن تظل مشكلته مع الشؤون الاجتماعية "مش راضيين يطلعولي البحث وأنا شغال على باب الله".
خلال تواجده في مكتب تموين الهرم لمتابعة سير العمل، قال وكيل أول وزارة التموين هشام كامل مدير مديرية التموين بالجيزة إن العقبة الوحيدة التي واجهتهم هي عدم استخراج الأبحاث الاجتماعية المطلوبة من أصحاب الأعمال الحرة والموظفين.
وأضاف "كامل" لمصراوي، أنه طلب من المحافظ الاستعانة بشباب الخدمة الاجتماعية للعمل مع مكاتب التموين في حالة زيادة ضغط المواطنين عليها، خاصة أن المكاتب بها نقص عددي في العاملين، مشيرًا الى إمكانية عمل ورديات عمل إضافي لاحتواء أعداد المتقدمين.
وأوضح وكيل أول وزارة التموين أنه لا توجد أية مواقع إلكترونية للتسجيل وأن الطريقة الوحيدة لإضافة المواليد من خلال المكاتب فقط وذلك لتقديم المستندات الورقية المطلوبة.
عبر أحد شاشات التليفزيون، علم محمد عبد الفتاح مساء الثلاثاء، ببدء إضافة المواليد الجدد، عزم صاحب الـ45 عاما أمره على الاستفادة من القرار، جَل همه أن يضيف طفليه الذين يعانون من إعاقة تكبده نفقات علاج شاقة، وكذلك إدراج ابنته الكبرى ذات الـ11 عاما وتحصل من بطاقة التموين على الخبز فقط.
في الثامنة صباحًا حضر الأب الأربعيني إلى مكتب تموين "بولاق" لاستخراج الأوراق اللازمة لإضافة أطفاله، بينما خاب أمله "الموظف قالي رَوح وتعالى يوم الأربع الجاي عشان فيه مشكلة في السيستم". كان "محمد" من أصحاب العمالة غير المنتظمة، لكن "إعاقة عجز" أقعدته في البيت بلا عمل "ودلوقتي عايش على معاش والدي".
تقديم صور شهادة الميلاد للأطفال المراد إضافتهم بحد أقصى 3 أولاد للبطاقة، هي أول الأوراق اللازمة للتقديم بحسب ما يقول علاء شعلة مدير مكتب تموين الهرم لمصراوي، بالإضافة إلى بيانٍ دال على الدخل (العاملون في الحكومة صافي الدخل لا يزيد عن 1500، أما العمالة الحرة أو الموسمية أو الباعة الجائلون يقدمون بحثا اجتماعيا بما لايزيد عن 2000 جنيه"، وفي حالة المعاقين والمرأة المعيلة والأرامل والمطلقات تتم الإضافة بدون التقيد بالدخل.
"فرصة ذهبية" وجدتها هناء نبيل في فتح باب التقديم لإضافة الأطفال الى البطاقات التموينية، حيث تتكون أسرتها من 6 أفراد ولا يوجد معهم غير بطاقة تموينية واحدة باسم زوجها فقط "بنصرف فرد واحد كيلو زيت وكيلو سكر وبربع جنيه عيش كل يوم".
قبل حوالي عام كانت "هناء" مضافة إلى بطاقة زوجها إلى أن أزيلت من البطاقة وبدون معرفة السبب "بعدها قدمت كذا مرة بس معرفتش أنزل على بطاقته تاني، حتى جربت أعمل بطاقة لوحدي منفعش".
أتت هناء على أمل أن تتمكن من إضافة طفلين من أطفالها الأربعة الى بطاقة والدهم والذي يعمل "أرزقي"، لتخفيف تكلفة شراء السلع الغذائية. لتكتشف أن البطاقة تنتهي برقم 1 مما يعني أن عليها أن تعود مرة أخرى بعد أسبوع ليتاح لها التقديم.
وقال مدير إدارة تموين الهرم طارق طوسون لمصراوي، إنه بعد تسجيل الاستمارات على النظام يتم مراجعتها من قبل وزارة الانتاج الحربي حيث أنها صاحبة نظام تشغيل البطاقات الذكية، ولأنه في حالة وجود أية أخطاء تتواصل الوزارة مع المواطن عن طريق رقم هاتفه المرفق في الاستمارة برسالة تفيد أن البيانات غير صحيحة، وأن عليه التقديم مرة اخرى.
رغم سعادته بقرار إضافة المواليد لبطاقة التموين، إلا أن أحمد علي، يرى أن الإجراءات المطلوبة عبارة عن تعقيدات ومضيعة للوقت رغم بساطتها "طالبين ورق من التأمينات ومفردات مرتب، طب ما كل ده عندهم على الشبكة". يقول صاحب الـا3 عاما ويعمل بهيئة خاصة إنه من الضروري وجود موقع إلكتروني للتقديم حتى يسهل على المواطنين.
فيديو قد يعجبك: