لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد ارتفاع الأسعار.. "هتصيف فين؟"

12:09 م الأحد 08 يوليو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

الصورة- روجيه أنيس:

مع حلول شهور الصيف، يزيد حديث المصايف على ألسنة المصريين، لكن مع ارتفاع الأسعار خلال الفترة الماضية، يبدو أن قرار السفر ليس بالأمر الهين على بعض المواطنين.

على سطح بناية موجودة بحي المطرية في القاهرة، كان أولاد أحمد حسن يسألون عن موعد ذهابهم إلى المصيف، الجو حار، والبحر في نظر الأطفال وحده قادر على إسعادهم، لكن دخل الرجل الذي تعدى عمره الأربعين محجوز لبنود أخرى، "أكل وشرب ومواصلات ودروس وكهرباه وغاز ومياه.. "، متطلبات الحياة لا تنتهي.

ظل النقاش بين حسن وأولاده دائرًا، لحوالي الساعة. الرجل يقترح "3 أيام في العين السخنة". بحسبة بسيطة وجدها الأصلح لحال أسرته؛ لن تكلفه الكثير من المال، إلى جانب ابتعادها عن الزحمة التي تعرفها باقي المصايف.

لكن أولاده غير مقتنعين، اقترحوا مرسى مطروح، أسبوع بحاله، وهذا لا يُناسب دخل الرجل الذي يعمل باليومية، مشكلة أخرى مُمثلة في بعد المسافة بينها والقاهرة، هذا لا يتناسب تمامًا مع والده ووالدته، الطاعنين في السن. لم تستقر الأسرة بعد على وجهة بعينها.

فيما قرار مصطفى صابر محسومًا، إلى الإسكندرية ستُسافر زوجته وأطفاله الاثنين لأسبوع كامل، فيما يلحق هو بهم قبل يوم واحد من حضورهم إلى القاهرة "عشان الشغل مش هيديني إجازة أسبوع دي أبدًا".

صابر لديه أخت تسكن في الإسكندرية، لكن باتت له طوق نجاة بعد أن ارتفعت الأسعار في السنوات الأخيرة.

هو اعتاد ذلك كل صيف، يُوصل زوجته وأطفاله إلى بيت أخته في يوم سبت، ويمنحهم مبلغ 1500 جنيه، على أن يأتيهم في نهاية الأسبوع، يقضي معهم يوم الخميس بالكامل، وفي مساء اليوم التالي، الجمعة، يعاود بهم إلى المنزل الموجود بمدينة شبرا الخيمة.

لن يغير الرجل خطته في أغسطس القادم، نفس الخطوات بالضبط سيتبعها، لكن أمر واحد فقط يؤرقه، الـ1500 جنيه، قلت قيمتهم الحقيقية عن العام الماضي، رغم ذلك لن يدفعه الغلاء إلى زيادتهم، "ما باليد حيلة".

صابر يتقاضى أقل من ثلاثة آلاف جنيه شهريًا، لذلك جاءت وصفته لزوجته كالتالي: "قللي المصاريف.. مش لازم قاعدة على كافيهات ولا دخول سينمات.. ولو العيال نفسهم هفتهم على الفريسكا، أخرجي جبيها من برة الشط، وهو توفري 5 جنيه على 5 جنيه وتقضى".

بينما لم تكن رحلة منى العربي، التي قضتها في بورسعيد، مدة يومين مع أصدقائها، مصيفًا بالمعنى المتعارف عليه، فقط كانت "تنفيسة من ضغط الشغل والحياة".

قبل أن يبدأ فصل الصيف، اجتمعت العربي مع أمها وأبوها، في منزلهم بحي الهرم في الجيزة، طالبتهم هي وأختها بالسفر إلى "أي حتة"، لكن الأهل لم يحبذوا الفكرة، السفر مُرهق والأسعار مرتفعة، لذلك جاء عرضهم للبنات كالتالي: "كل واحدة فيكم ليها 500 جنيه، أطلعوا بيهم مصيف مع صحابكم"، وهو ما فعلته العربي مضطرة.

لكن 375 جنيه، مقابل السفر إلى الغردقة، مدة يومين، كان مبلغ يفوق مقدرة أحمد فوزي، الذي اعتذر لأصدقائه في اللحظات الأخيرة.

يعمل فوزي في بقالة يملكها والده، في حي منشية ناصر بالقاهرة، لكن في السنوات الأخيرة زادت أسعار بضاعته، مما قلل الطلب عليها، هذا أضعف دخله، وجعل السفر إلى البحر رفاهية مقارنة بحاله.

فيديو قد يعجبك: