لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الدنيا كلها شبابيك".. نسرين تُهدي مشروع تخرجها لزميلها الراحل في بيت جميل

11:12 ص الإثنين 18 يونيو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:

في كل مرة تسير فيها نسرين شرارة في شوارع مصر، يتعلق قلبها بالشبابيك والشرفات، رغم دراسة الشابة للتجارة إلا أن الفن بأنواعه سكن فؤادها، حتى انضمت للدفعة الأخيرة من مدرسة بيت جميل للحرف التقليدية، وبعد عامي الدراسة نبتت فكرة صنع شُباك كمشروع تخرجها، أسمته "دائم الخضرة"، وبعثت بإهدائه فوق سموات سبع إلى روح زميلها "مدحت بنزهير".

1

رحل بنزهير مع بداية شهر إبريل، بعدما ظلّ في غيبوبة طيلة أسبوعين إثر حادث، كان الشاب العشريني واحدًا من دفعة قوامها عشرين شاب وفتاة بمدرسة بيت جميل، من بينهم نسرين، التي قدمت إلى المنحة حُبًا في الفن "كنت خايفة لأني ممارستش حاجة بإيدي غير التصوير"، لكنها تمكّنت من اجتياز امتحان القبول.

2

تتذكر نسرين أن أول من تعرفت عليه في دفعتها كان بنزهير "هو إنسان ليّن الطباع"، عبر عام تمكّنت الشابة من تعلّم 4 حرف هي؛ الخزف والجبس والنحاس وقشرة خشب، تخصصت في سنتها الثانية خشب ونجارة، ليُصادف اختيار بنزهير لنفس القسم أيضًا، فيلازمان بعضهما كثيرًا "لما يبقى فيه شغل جماعي، دايمًا بيبقى في المجموعة اللي أنا فيها".

3

توطّدت العلاقة بين نسرين وبنزهير، تتذكر الشابة حُبه للطبخ "مدحت بيعمل حاجات كتيرة، منها إنه بيعمل أكل بنفسه ومبيتكسفش يقول كدا"، عُرف الشاب في دوائره الاجتماعية بنشاطه الفني وعمله ورش للأطفال، تبتسم نسرين حين تذكر حديث بنزهير عن والدته "كان دايمً بيقول أمي علمتني أو هي اللي خلتني آخد بالي من كذا، بيقولها كشخص بارّ بأمه".

4 copy

تعلّمت نسرين كثيرًا من تجربتها الثرية في بيت جميل، جعلتها شخص أكثر تسامحًا مع الأخطاء "في المدرسة فيه مبدأ إن كل حاجة تتصلح، وممكن من المشروع اللي يطلع فيه غلط أعمل منه حاجة أحلى"، لم تكن نسرين كذلك قبل المنحة "عمري ما فوّت ديدلاين، حسيت إن اللي اتعلمته فرق معايا في حياتي وبقى عندي أولوية إني أستمتع وأنا بعمل أي حاجة"، وهو ما فعلته خلال تنفيذ مشروع تخرجها.

5

كان خبرًا صادمًا حين وصل لعلم نسرين برحيل بنزهير "فضلت معنويات الدفعة منخفضة لفترة"، كانت السنة الأخيرة لهم في بيت جميل، وعلى نسرين تسليم مشروع التخرج التي بدأت فيه منذ فبراير، "فكرت إني مكملش المشروع"، لكنها مع الوقت اجتازت أحزانها، واستمرت في العمل، فيما خطر بنزهير على بالها كثيرًا وقت صناعته "كنت بحس إني موجود بينا".

6

كان بنزهير مُحبًا للون الأخضر، في مارس 2017 أسس مبادرة "جرينيش"، التي تهتم بإعادة استخدام كافة المخلفات البيئية، لذا حينما فكّرت نسرين في حُبها القديم بالشبابيك، قررت صنع مشربية باللون الأخضر والأحمر، وأهدت المشروع إلى بنزهير، وأسمت مشروعها "دائم الخُضرة": أنا حاسة إني بعمل اهداء لكل إنسان عنده ابداع، مدحت اتولد في أول مايو وتوفى أول ابريل، ولادته ووفاته كانوا في الربيع، والربيع يعني الإبداع والاستمرارية.

فيديو قد يعجبك: