لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور - ماذا لو غابت أجواء رمضان؟ الإجابة في البدرشين: "إفطار جماعي"

11:23 م الإثنين 11 يونيو 2018

كتب - شروق غنيم ومحمد زكريا:

تصوير - محمود أبو ديبة:

قبل سنوات خلت، ما أن يأتي رمضان على قرية نزلة الشوبك، تحل البهجة؛ زينة تُعلّق أمام كل بيت، وأنوار تُعلن عن قدوم الشهر، غير أن الأمر اختلف العام الحالي، لم تعد الشوارع فرحة، قلت الأنوار والزينة في البلد، قبل أن يجد شبابه في الإفطار الجماعي طوق النجاة.

العام الحالي، حلّ رمضان في موعده، لكن غابت أجوائه بداخل نفس إسلام محمود، فأراد صاحب السبعة عشر ربيعاً أن يحس به، دخل على صفحته بـ "فيسبوك"، عبّر عما يدور بخلده "ما تيجو نعمل إفطار جماعي يلّم كل أهالي القرية؟"، لم ينَل اقتراحه ترحيباً كبيراً "في ناس اتريقت مثلاً، واللي كان شايف إنها مستحيل"، لكن تظل الفكرة قوية داخل كل من يؤمن بها.

اجتمع "محمود" مع ستة من أصحابه لمناقشة كيفية تنفيذ الفكرة، كل واحد يقترح، نشروا فكرتهم بين شباب نزلة الشوبك، وبدأ الاقتراح يلقى قبولاً بين الأهالي "الناس كانت فرحانة إنهم هيتجمعوا، إحنا لما بنفطر مع كام واحد من صحابنا بنتبسط، ما بالك قرية بحالها؟".

شرع أهالي القرية في تنفيذ الفكرة، كباراً وصغاراً أرادوا إنجاحها، فبدأوا في وضع خطة تناسب الحدث، نشاط دبّ في المكان، وكخلية نحّل بدأ العمل.

فريق يجمع أموال شراء التمور، أخر للحلويات، زينة، بينما توّلى الأكبر سنًا مهمة شراء اللحوم، آخرين تبرعوا بأموال لم يتوقعها المنظمون أنفسهم.

وقع اختيار المنظمين على ليلة السابع والعشرين من رمضان لإقامة الإفطار، حالة مختلفة تشهدها القرية في ذاك اليوم، شيوخ وأئمة من كل بيت توافدت على ملعب القرية.

قبل موعد آذان المغرب بحوالي النصف ساعة، رص الطعام على حصر مفروشة به أرض ملعب الكرة. في أطباق من الفل وضع الطعام، كل واحد به قطعتين من اللحم، وكمية من الأرز أو المعكرونة، إلى جانب قطع من البطاطس المطبوخة، مع معلقتين لسلطة خضراء، هذا طعام الإفطار، لكن وضعت الحلوى في طبق أصغر، يجاوره زجاجة مياه، مملؤة من المنازل، كان الطقس ريفيا، يتناسب مع قرية نزلة الشوبك بمركز البدرشين في محافظة الجيزة.

لا يزال رص الطعام على الحصر مستمر، في الوقت الذي يباشر فكري حسني عملية التنظيم. قبل أيام، تواصل شباب القرية مع الرجل الأربعيني، استأذنوه أن يكون ملعبه هو مكان الإفطار الجماعي، وافق الرجل على الفور، ولما لا؟، في ابتسامة يقول إن "كلنا في القرية أهل ونسايب، ومش هيكلفني كتير أني اتنازل عن إيراد الملعب النهاردة في سبيل أن القرية تقضي يوم حلو"، ليس ذلك فقط، لكن ساهم الرجل بالأموال التي يحتاجوه لشراء الطعام.

حُب المشاركة، هو ما يمكن إطلاقه على أهل نزلة الشوبك. فبمجرد أن علمت زوجة حسني بأمر الإفطار الحماعي، أرادت أن تكون جزء منه، لكن كيف؟، فالسيدات لم تكن في الخطة منذ البداية، قبل أن تحضرها الفكرة أخيرا، صنعت المرأة صينيتين من البسبوسة، وطلبت من زوجها أن يوزعها على المعزومين.

لكن طعام الصائمين أعده 3 طباخين. رضا فضل، واحد من أهل القرية، ويعمل طباخ في نادي القضاة. بمجرد أن عرض على فضل طبخ طعام العزومة، وافق دون تردد، واقترح على المنظمين أن يحضر 2 يساعدوه، فعدد المعزومين يتفوق على مقدرته، جاء الاتفاق أن يحصل مساعديه على أجرهم، فيما يتبرع هو بنصيبه، هو ابن القرية ويرغب في مشاركتها فرحتها.

آذان المغرب يدوي في القرية. في فرح، بدأ الأطفال بشربة ماء، لكن شباب اهتم بالتقاط الصور التذكارية، لكن بمجرد أن انتهى الصائمون من إفطارهم، وهم حوالي 300 شخص، تراصوا في صفوف لإقامة الصلاة، المنظر يوحي لمحمود بصلاة العيد، التي اعتادوا أدائها على نفس الملعب، نفس الألوان والبلونات معلقة، لربما غابت فقط المفرقعات. ​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان