لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إفطار اللاعبين في روسيا.. هل يُفجر الجدل من جديد؟

04:51 م الخميس 24 مايو 2018

(مصراوي)

تجدَّد الجدل في هذه المسألة عقب صعود منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا 2018؛ إذ ورد سؤال إلى مركز الأزهر العالمي للفتوى في ديسمبر 2017 حول حكم إفطار لاعبي المنتخب في السَّفر؛ فقال المركز إنه "يشترط لوجوب الصيام على المسلم الإقامة، فلا يجب الصيام على المسافر، فإذا سافر الإنسان مسافة القَصْر جاز له أن يفطر مادام في سفره، أو إن لم ينو الإقامة أكثر من ثلاثة أيام في المكان الذي سافر إليه، أما إذا نوى المسلم الإقامة أربعة أيام فأكثر انقطع عنه وصف السفر، ووجب عليه الصيام، وإتمام الصلاة".

وأكد المركز: "وعليه؛ فلا يجوز للاعبي كرة القدم الإفطار إذا نووا الإقامة في سفرهم أربعة أيام فأكثر، ويمكن أن يجروا تمريناتهم ومبارياتهم بليل ليسهل عليهم الأمر، فإن لم يتمكنوا من إقامة التمرينات، أو المباريات بالليل، وصاموا وشق عليهم الصيام مشقة بالغة لم يمكنهم تحملها ففي هذه الحالة يجوز لهم الفطر للمشقة، ولا يجوز لهم الفطر ابتداءً لتوقع المشقة، فلا يجب التهاون بحرمة الشهر الكريم.

وتزامنت فتوى المركز مع تصريح لمفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام لرئيس تحرير إحدى الصحف الخاصة؛ فقال إن حكم السفر ينسحب على مهمة لاعبى المنتخب أثناء مباريات مونديال روسيا 2018، وإن هذه قاعدة عامة، ونرتكن فى حِلِّ إفطارهم إلى قاعدة السفر إلى أن يعودوا، بناء على الحكم الموسِّع لمدة السفر.

وأضاف فضيلة المفتى أن السفر فى حد ذاته يبيح الإفطار، وأن اتجاهات العلماء فى تحديد السفر ما بين مُوسِّع ومُضيِّق، موضحا أن هناك آراء توسعت للغاية فى مدة السفر.

أما حِلُّ الإفطار بالنسبة للأعمال الشاقة فيشترط أن يكون هذا عمل المسلم الوحيد، وأن يكون الصوم معه شاقًّا، والإجراء المتبع أن ينوى المسلم الصيام، ويصبح صائمًا إلى أن يشقَّ عليه الأمر خلال النهار فيفطر مضطرًا، وهذا ما لا ينطبق على حالة لاعبى المنتخب، لكنهم أقرب إلى قاعدة حِلِّ السفر، وفى الأخير من صام فهو خير له.

وقد اتفقت المؤسستان - الأزهر والإفتاء- في الحكم واختلفتا في رُخصة الفطر؛ فدار الإفتاء تأخذ برخصة «السفر» التي تبيح فِطْر اللاعبين ابتداءً، ومركز الأزهر العالمي للفتوى يقول برخصة «المشقة» التي تقضي بالصيام أولاً، وإذا حصلت المشقة التي لا يحتمل معها الصيام جاز الفِطْر.

فيما رأى الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، أنه لا يجوز لهم . وقال في تصريحات تليفزيونية، "لا يجوز إفطار لاعبي المنتخب الوطني في رمضان، بسبب مباريات كأس العالم"، مشددا على أن رخص الإفطار لا تنطبق عليهم، "لأن الغاية من السفر للعب كرة القدم ليس مبررا لكسر الصيام في رمضان، حتى وإن كان مصدرا للعيش".

وأيده الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، في فتوي عدم جواز افطار اللاعبين في المونديال، قائلا لـ"مصراوي"إن "ممارسة الرياضة، ليست من قبيل الحالات التي يجوز فيها الإفطار، والحكم الشرعي واضح في منح رخصة الإفطار للمسافر والمريض.

وحول اعتبار مفتي مصر أن لعب الكرة من "الأعمال الشاقة التي تجيز الإفطار" قال الدكتور كريمة - في تصريحات سابقة: "إن المباراة ساعة ونصف فقط ولو بذل اللاعب جهده سيمكنه أداء واجبه، وهذا لا يعد من قبيل الأعمال الشاقة".

وأضاف أن الشرع حدد الأعمال الشاقة التي لها مضاعفات طبية تضر من يصوم في السفر الشاق، والمرض، الذي إذ صام المصاب له تحدث له مضاعفات تؤثر على صحته، وكذلك السيدة الحامل التي تخشي ضياع جنينها أو التي تقوم بالرضاعة وتتعب بحسب الطبيب، ولكن كرة القدم ليست من قبيل الأعمال الشاقة.

يذكر أن مصر تعود للمونديال بعد غياب 28 عامًا، حيث تلعب في المجموعة الأولى بجانب روسيا المستضيفة والسعودية وأورغواي.

ويستهل المنتخب المصري مشواره في المونديال بمواجهة أوروجواي يوم 15 يونيو المقبل لتبدأ بذلك الاستعدادات خلال شهر رمضان المبارك لمباريات المونديال.

ويخوض المنتخب المصري معسكرًا تدريبيًا في أوروبا استعدادًا للمونديال، يتخلله خوض مباراتين وديتين، وسيكون المعسكر في منتصف يونيو متزامنًا مع شهر رمضان.


وفي عام 2009، واستعدادًا لبطولة كأس العالم للشباب التي أقيمت في مصر، طلب الجهاز الفني لمنتخب مصر للشباب رأي دار الإفتاء في جواز إفطار اللاعبين ليتمكنوا من أداء التدريبات والحفاظ على اللياقة، وأفتت الدار وقتها بإباحة الفِطْر، قائلةً: «إن اللاعب المرتبط مع ناديه بعقد عمل يجعله في منزلة الأجير الملزم بأداء هذا العمل، وإذا كان هذا العمل هو مصدر رزقه ولم يكن له بُدٌّ من المشاركة في المباريات في شهر رمضان وغلب على الظن أن الصيام يؤثر في أدائه فإن له رخصة الفطر»، لكنها شددت على ضرورة أن تكون التدريبات ليلاً حتى لا تتعارض مع قدرة اللاعب على الصيام، وإذا خالف المسؤولون عن الأندية- المنتخب- ذلك مع قدرتهم على جعلها (التدريبات) ليلاً فهم آثمون.

وقد لقيت هذه الفتوى انتقادًا شديدًا مما يُسمَّى وقتها «جبهة علماء الأزهر»، التي اتهمت دار الإفتاء بـ«التمييع الذي يعد السلاح الأخطر على الإسلام الآن».

وقالت الجبهة في بيان لها إن لعب كرة القدم ليس من ضرورات الحياة التي يرخص لها الفطر، وإنه ليس من الأمور التي وردت من تكاليف هذا الدين، معتبرة أنه من حق الجميع اللعب على أن يكون ذلك ترفيهًا لا امتهانًا ولا وظيفة.

وفي تعليقه على الفتوى، لجريدة الشرق الأوسط السعودية 2009، قال الدكتور مصطفى الشكعة، عضو مجمع البحوث الإسلامية،- وقتها- إن هذه الفتوى لا يجوز العمل بها لأنها تخالف نصوصا شرعية مثل قول الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".

وأبدى الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق، عضو مجمع البحوث الإسلامية،- آنذاك- اعتراضه الشديد على الفتوى قائلا: «ما كان ينبغي أن تصدر فتوى رسمية بهذا الشكل، عن جهة رسمية تعد الجهة الوحيدة المناط بها إصدار الفتاوى الشرعية".

وأضاف أن من يقولون بجواز إفطار لاعبي كرة القدم للمشقة يتحايلون على شرع الله تعالى، ولا يمكن أن نساوي بين لاعب الكرة والمريض وهو صاحب العذر الشرعي.


وأشار عاشور إلى أن لاعبي كرة القدم أنفسهم رفضوا العمل بهذه الفتوى، وأصروا على الصيام أثناء تأديتهم المباريات الكروية التي تمت في نهار رمضان.

من جانبه، قال الدكتور محمد الدسوقي، أستاذ الشريعة الإسلامية، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، "إن هذه الفتوى باطلة لأنها اعتمدت على آراء اجتهادية قديمة ليس عليها دليل من كتاب أو سنة، وكانت هذه الأدلة تراعي ظروف العصر والزمان بالنسبة للعامل الذي ليس له أي مصدر رزق آخر غير عمله، وهو في نفس الوقت يعاني من مشقة الصيام، وبالتالي فإن هذه المشقة تؤثر عليه أثناء العمل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان