لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"سومة حليم" مريضة بالكبد وعيدها عمل: "فنانة بعرق جبينها"

10:06 م الإثنين 09 أبريل 2018

سومة حليم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:
تصوير-محمود بكار:

صباح اليوم، استيقظت سومة حليم بتثاقل، تناولت دوائها الذي لا غنى عنه بعد إصابتها بورم حميد في الكبد. نظرت صاحبة الخمسين عاما في المرآة، حدّثت نفسها قائلة: "انهاردة عيد"، لاح شبح ابتسامة على وجهها، لكن سرعان ما انقلبت لغصة، إذ تضطر للعمل، كي لا تحتاج لأحد.

كانت الشمس تشق طريقها للسماء، عندما خرجت سومة من منزلها بمنطقة إمبابة متوجهة إلى القناطر الخيرية "اتعودت آجي هنا من خمس سنين". ما أن تصل حتى تضع بجانبها لافتة تحمل رسومات متعددة للحناء والوجه، تُخرج معداتها الخاصة، تنتظر الأطفال والأمهات الوافدات، وتتحلى بالصبر قدر المستطاع.

صورةةةة 1

منذ عشرين عاما شقّت السيدة طريقها للبيع والشراء، استغلت كل الفرص المتاحة "انا صحيح بصمجية ومبعرفش أكتب بس بتعلم بسرعة". في البداية حصلت على دورة في التجميل لتستطيع العمل "فتحت كوافير وكان ماشي كويس"، غير أنها اُصيبت بأزمة في المرارة "عملت بسببها عملية غلط، الدكتور بدل ما يخيط المرارة، خيطها مع الكبد والإثنى عشر"، ولإصلاح الخطأ الفادح، دخلت سومة في دوّامة من العلاج "عملت 19 عملية لحد ما بدأت أفوق".

التذمّر ليس من شيم سومة. تتقبل الأعباء بهدوء. حين تخرج للعمل، تُلقي المشاكل خلف ظهرها "انا بعمل للناس حاجة حلوة.. إيه ذنبهم أكون مكشّرة". تضع مساحيق تجميل خفيفة "أحب شكلي يبقى حلو مهما تعبت"، تُجيب أسئلة الفتيات عن رسومات الحناء، تساعدهن في الاختيار، بينما تجلس فوق رصيف منخفض، وأمامها مقعد صغير مخصص للزبائن.

صورةةةة 2

لسومة ابنة واحدة، وحفيدين "هما كل اللي حيلتي في الدنيا"، لا تستطيع الأم الاحتفال بعيد القيامة بسبب العمل "بزور بنتي قبل العيد أو بعده"، لا يرتبط الأمر بالرزق فقط "الدنيا بتبقى زحمة والحاجة غالية، فالفسحة في الروقان أحلى".

أعياد الربيع هي موسم عمل سومة "الشغل في القناطر بيبقى في شم النسيم من العيد الصغير والكبير". لا تعاني السيدة الخمسينية من مشكلة في المرارة فقط "من 3 سنين اكتشفوا ورم حميد على الكبد"، أدى ذلك الأمر لإصابتها بالصفرة بشكل دائم "بس هي مش معدية"، يتعين عليها تناول علاج شهري يتخطى ثمنه 1500 جنيها، ليقوم الكبد بوظائفه.

رغم المرض، غير أن قلب السيدة ما يزال راضيا، تفتخر بمحاولاتها لمحاربة الظروف، تصف نفسها بـ"الجوالة". طافت محافظات عدة ثم استقرت أخيرا على عملين؛ في الصيف تذهب إلى مدينة رأس البر، لترسم للمصطافين "عندنا شقة بتاعة والدي هناك بنزل فيها طول الصيف واشتغل"، وخلال الفصول الأخرى تبيع الإكسسوارات في مترو الأنفاق؛ تهرب أحيانا من الغرامة المفروضة على البائعين، ويتم مصادرة بضاعتها في أوقات أخرى "بس الدنيا ماشية" حد قولها.

صورةةةة 3

تُدبّر سيدة التجميل أمورها بالكاد "الكنيسة بتساعدني بفلوس بدفع منها الإيجار". ترفض الاتكاء على آخرين "إخواتي بيتحايلوا عليا أقعد في البيت ويبعتوا فلوس بس محبش أكون تقيلة"، تشعر بالإشفاق تجاه نفسها عندما تهاجمها غيبوبة الكبد "بيغمى عليا ومبقدرش أنزل"، تكره العجز أكثر من المرض "انا متعايشة مع التعب، رغم إن الصفرة بتاكل في عضمي وجسمي"، تُحاول جبر الكسر بصورتها القديمة التي تحتفظ بها بجانب صورة ابنتها "اتصورتها من ييجي سبع سنين.. كان شكلي ووشي مليان أكتر"، تنظر سومة إليها مليّا كلما ضاقت الحياة، تعرف أن الشكل وإن تغير، فروحها تُعاند أي سوء مُحتمل.

فيديو قد يعجبك: