لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

السيرة أطول من العمر.. رضا غنيم لم يزل حيًا

09:54 م الأحد 08 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد الليثي وشروق غنيم:

تصوير- شروق غنيم:

على باب القاعة، يستقبلك رضا غنيم، لافتة كبيرة تحمل اسمه مع جملته المُحببة "تعالى نحلم سوا.. الله على الأحلام". داخل المكان لا يوجد سوى عالم "رضا"، أسرته، أصدقائه، وأحلامه.

يطّل الصحفي الراحل رضا غنيم على المكان بصورته على اللافتات، خلال حفل تأبينه بنقابة الصحفيين، تزامنا مع ذكرى الأربعين. الألسن لا تتوقف عن ذكره؛ حكايات لا تنتهي عن رضا الصحفي والصديق، صعد عدد من أصدقائه على المسرح يروون ذكرياتهم مع الراحل، فيما كان لباقي المُستمعين المتسع من القصص.

1

في ألمانيا لم يغب عن الصحفي أحمد رجب، أن يبعث برسالة مسجلة لرفيقه الراحل، رجب الذي فطن لموهبة رضا مبكرا، يتذكر لحظاته الأولى داخل "المصري اليوم"، يحكي عن أول قطعة صحفية قرأها له، وكيف أرسلها لأصدقائه ينبئهم بدخول صحفي ماهر دنيا صاحبة الجلالة. يقول "رجب" إن رضا اختار الطريق الصعب؛ بحث ونقب عن دنيا المهمشين، قرر أن يكون بينهم، ألا يكتب حرفا يخذل فيه المهنة، كان ضميره حيًا، صاحب رؤية وفكر.

ظل رضا غنيم مخلصا، يعبر عن حبه للأشياء ببراءة، بصدق، دوما ما حدّث رفاقه عن عشقه للمخرج داوود عبد السيد، تمنى أن يلتقيه ليتباحثا معًا أمورًا عدة، من السينما للسياسة، رؤاه وأفكاره، كيف يحلل أعماله بعد عقود، وما وقع ثورة يناير في مخيلته. وصلت للأستاذ داوود طاقة الحب، فقرر عن طيب خاطر لقاء رضا، يقول في كلمة مسجلة اليوم: "قليل لما أقبل بإجراء حوارات صحفية، لكن إصرار رضا كان كبيرًا جدًا في اللقاء، ولما اتقابلنا حسيت أد أيه هو مختلف ومحب حقيقي للصحافة".

2

رغم أضواء القاعة؛ كان المشهد قاتمًا، اللون الأسود حاضر بشّدة؛ في الملابس، الوجوه، ونبرة الصوت. في أول صف اتخذ أهل رضا مقاعدهم، يتابعون فيض المحبة المُخبّأة داخل قلوب أصدقاء صغيرهم، حكايات عن "جدعنة" ولدهم، مهارته الصحفية، وكيف ترك أثرًا حسنًا في نفس من حوله.

على المنصة كان الإعلامي أحمد خير الدين يربط الحدث بكلمات الرثاء وحكايات عن الراحل، وكذا تقديم المتحدثين، لا يفوت "خير الدين" أن يسرد آراء الزملاء في الوسط عن "شغل رضا"، ويعقب عن حبه الشخصي لتحقيق أجراه الراحل عن حل الأزمات الطائفية بالجلسات العرفية، موضحا الماهية التي يختار بها رضا قصصه الصحفية؛ من البحث عن المقهورين وأصحاب الضعف الإنساني، الذين لا يجدون ملجأ سوى صحفي يفضفضون معه؛ كي ينقل معاناتهم، وهو ما كانه رضا غنيم.

3

أحّب رضا الصحافة، دخل عالمها صغيرًا، كما رحيله، لكن أصدقاؤه حاولو بشتى الطُرق أن تخلّيد سيرته، أن تظل جملة "كتب- رضا غنيم" حاضرة، فأنشأوا موقعًا إلكترونيًا، يضم أعماله الصحفية التي نُشرت على مدار رحلته في مواقع مختلفة.

في مقطع فيديو من الأردن، حرص الصحفي مصطفى المرصفاوي على أن ينعي رضا، كان المرصفاوي يتحدث عنه كأنه بيننا، يحكي للحضور عن ذكائه المتقد، تناوله للقصص الصحفية بجرأة شديدة كذلك الملف الذي قدمه عن أهالي مشجعي الزمالك وكيف علق على رد الفعل المحتمل من ملفه الصحفي فجاء رده مفعما بالحماس كما أعتاده وهو يقول: "هيحصل إيه الأهم صوت الناس يوصل"، لم يزل مدير التحرير السابق لموقع المصري اليوم غير مصدق رحيل رضا، لكنه متيقن من استمرار مسيرته حين تُقرأ موضوعاته المتميزة.

4

خلال الحدث، كرّمت صحيفة "المصري اليوم" أسرة الراحل، وهو الذي قضى ستة أعوام يعمل بها، صعد والده ووالدته على المسرح، تسلما درعًا لتكريم ابنهما، تشهد على مسيرة رضا وسيرته، كذلك كان التكريم في أعين أصدقائه الحاضرين، وتأبين صديق لن يبرح ذاكرتهم وقلوبهم للأبد.

يبرهن مصطفى مخلوف، سكرتير تحرير المصري اليوم، على أن "السيرة أطول من العمر"، وهو يتابع ما دونه المئات عقب رحيل رضا، مشيرا إلى أن كثيرين يرحلون دون سابقة طيبة يذكرها الناس، بينما سار رضا لعالم آخر، فيما تزفه عبارات الاستحسان والإشادة، وحسن السيرة والمعشر، ولم ينس "مخلوف" أن يشارك الحضور في التأسيس لصدقة جارية باسم الراحل.

5

أحب محمد فتحي أحد أصدقاء رضا، أن يعدد مناقب رفيقه بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بعيدا عن البُعد الصحفي، ذكر فتوح نقاء سريرته: "رضا كان بيتكلم بفطرته طول الوقت، اللي في قلبه على لسانه" يقولها فيما تتعثر الكلمات في حلقه وهو يشد على يد والده، الذي لمعت عيناه بالدموع متأثرا بحديث أقران فلذة كبده، وبينما تهبط والدة رضا سلالم المنصة وهي تحمل "درع التكريم"، أطالت النظر صوب اللافتة التي تنعيه، غير أن التفاف "صحبة" وليدها وكلماتهم، ربما خففت عنها وطأة الرحيل.

6

إقرا أيضا..

رضا غنيم.. "موقع" وذكرى

فيديو قد يعجبك: