لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد إصلاحات "بن سلمان".. سعوديات يتحدثن عن "التغيير" وماذا يحتجن؟

01:54 م الأربعاء 25 أبريل 2018

سيدات سعوديات

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – مارينا ميلاد:

"لم أكن أتخيل أنني سأعيش حتى هذا اليوم لأكتب جملة: إن عملية الإصلاح في المملكة العربية السعودية هي الأهم في الشرق الأوسط، نعم ما تقرأه صحيح، لقد جئت إلى المملكة في بداية فصل الشتاء، لكنني وجدت البلاد تعيش ربيعها العربي الخاص على عكس ثورات الربيع العربي الأخرى التي اندلعت من الشعب إلى أعلى، فإن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان يقود ثورة من أعلى السلطة إلى أسفل الشعب، وإذا نجح، فإنه لن يغير فقط طبيعة السعودية بل سيغير لهجة وفحوى الإسلام برمته في جميع أنحاء العالم، ومن الغباء أن نتنبأ بنجاح ثورة الأمير، ومن الغباء أيضًا الاستهانة بها".

كتب الصحفي الأمريكي المخضرم توماس فريدمان، ذلك في مقدمة حواره مع ولي العهد السعودي، الذي أجراه في الرياض، نوفمبر الماضي، لصحيفة “نيويورك تايمز”، متحدثا عن محاولة المحامي الشاب، البالغ من العمر 32 عامًا، إعادة الدين الإسلاميّ لعهده الأكثر انفتاحًا وعصريّة، بعدما تحوّل مساره عام 1979، ذلك العام الذي استحوذ فيه عدد من السعوديين المتشددين على المسجد الحرام بمكة، واتهموا الأسرة الحاكمة بالفساد والردّة والخضوع للقيم الأوروبيّة.

لم يكتف بن سلمان بتحجيم سلطة شرطة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، التي تقيد النساء وتتحكم في مظهرهم، لكن أيضًا سمح لهن بالقيادة، والمشاركة في المناصب العليا، والذهاب إلى الملاعب لحضور المباريات، كذلك الذهاب إلى الحفلات، ودور السينما، التي دُشنت مؤخرًا بعد حظر استمر 40 عاما. ما جعل مجلّة "التايم" الأمريكية تختاره قبل أيام ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم لعام 2018، بسبب قيامه بـ "إصلاحات أحدثها داخل المملكة، لا سيما في ما يخص حقوق المرأة"، حسب وصفها، بعدما ذكرت واقعة سجن الناشطة السعودية منال الشريف عام 2011 لقيادتها السيارة.

1031271574

لكن هل تشعر النساء السعوديات، اللاتي تشكلن نحو نصف تعداد السعودية، بهذا التغيير الذي يحكي عنه العالم؟

السيدة السعودية، ميلاد سليمان، ترى أن القرارات الجديدة الخاصة بالاختلاط ودمج المرأة في المجتمع هى خطوة مطلوبة وجيدة، لكنها "لن تنجد المعنفات والمضطهدات، ولن تمنحهن الحرية، التي هي المطلب الأساسي للسيدات السعوديات" – حسب وصفها.

وفي سلسلة رسائل مع "مصراوي" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قالت "سليمان" إنها ترغب بإسقاط ولاية الرجل للمرأة البالغة العاقلة، وصدور قانون يجرم التحرش ويعاقب عليه، بالتوازي مع بداية تطبيق قرار قيادة المرأة للسيارة، وسن قوانين أخرى تحمي المرأة، وهو ما تعتبره الإصلاح الحقيقي.

وحتى اليوم، هناك بعض الأمور يجب على السعوديات أن يطلبن من الرجال الإذن لعملها، ومنها: طلب استخراج جواز سفر، والسفر للخارج، والشروع في الزواج، وفتح حساب في البنك، وبدء مشروعات أعمال معينة، وإجراء بعض العمليات الجراحية.

وجهة نظر سليمان توافقها فيها ماريا ناجي (22 عاما)، وهى طالبة سعودية تدرس في القاهرة، قالت لنا إن قرار دخول الفتيات الملاعب جيد جدًا، لأنها تتذكر أن آخر مرة ذهبت فيها إلى السعودية وكانت تريد أن تحضر مباراة، مُنعت كونها فتاة، وتتمنى تطبيق القرار في كل المدن السعودية، وليس الكبرى فقط كجدة والرياض.

ربما تجد الأفكار الجديدة ترحيبًا من عدد ليس بالقليل من المجتمع السعودي، الذي يصل عدد الشباب فيه تحت 30 سنة لـ22 مليون نسمة أي ما يقرب من الثلثين، وهم أكثر انفتاحا على العالم بسبب دراسة الكثير منهم خارج البلاد في الولايات المتحدة وأوروبا، إلى جانب استخدامهم الكبير لشبكات التواصل الاجتماعي.

لكن الفئات الأكبر سنًا يُصعبون تنفيذ تلك القرارات الإصلاحية، وهو ما توضحه بيان محمد (اسم مستعار)، التي تقول إنها غير مستفيدة من الإصلاحات بسبب أهلها، فعندما أرادت الذهاب لمراكز تدريب القيادة، رفض شقيقها وأبوها، وقالا لها إنهما لن يوافقا أن تقود سيارة، كما رفضا ذهابها للملعب لأنه حسب قناعتهما خاص بالرجال، وما هو تسبب في بكائها:

"كل قرار إصلاح يصدره ولي العهد يسعدني كثيرًا، لكنني لا أشعر به بسبب وجودي مع أهلي مثل الكثير من الفتيات السعوديات".

وعبرت سيدتان سعوديتان، فضلتا عدم ذكر اسميهما، عن سعادتهن بالتدريب على القيادة حاليًا في معهد بجدة، ليكونا مستعدتان عند تطبيق القرار في يونيو المقبل، بينما اشتكتا من أسعار التدريب التي وصلت لـ2400 ريال سعودي في مقابل 400 ريال للذكور، إضافة للفارق في استخراج الرخص أيضًا، وهو ما اعتبرتاه "استغلال لحاجة النساء".

31159639_969569949867768_7059580969262514176_n

صورة من الأسعار حصلنا عليها من إحدى السيدتين

السيدتان كانتا من الفئة الأكثر حظاً، لاستجابة أهلهما لتلك التغيرات، تقول إحداهما (28 عامًا): "منذ فترة ليست بعيدة، كنا نسمع الموسيقي في الهاتف، ونشاهد الأفلام على أجهزة الكومبيوتر داخل بيوتنا، لكن اليوم نستطيع حضور حفلة أو مشاهدة فيلم في السينما.. حتى وإن كانت مهمة بن سلمان صعبة التنفيذ بسبب التفكير الراسخ في السعودية، لكنها تعطي أملا في التغيير لم نكن نتحدث عنه في السابق”.

_100712543_mediaitem100707982

في نهاية حواره مع توماس فريدمان قال بن سلمان إن قراراته مرجعها أفعال الرسول وحياته العادية في شبه الجزيرة العربية، فكان هناك مسارح موسيقية، واختلاط بين الرجال والنساء، كما كان هناك احترام للمسيحيين واليهود، وأوّل قاضية في المدينة كانت امرأة:

"هذه الإصلاحات تأخرت كثيرًا.. لكن أن تأتي متأخرًا أفضل من ألا تأتي".

فيديو قد يعجبك: