"فرحة من السما".. هندسة الإسكندرية تفوز بالمركز الأول في مسابقة طيران عالمية
كتبت-دعاء الفولي:
مطلع إبريل الجاري، وقف 11 طالبا داخل ساحة مفتوحة، يحاولون تشغيل طائرتهم التي صنعوها في مصر، ثم قطعوا آلاف الكيلو مترات إلى الولايات المتحدة، للاشتراك بمسابقة جمعية مهندسي السيارات الأمريكية.
لم يكن الأمر بسيطا؛ مصاعب عدة تكبّدها فريق "أليكس إيجلز" لإنجاز المشروع، طريق بدأ يوليو الماضي تحضيرا للحدث الهام، لكن التعب تكلل بالنجاح أخيرا؛ فاز طلاب كلية الهندسة، جامعة الإسكندرية، بجائزة أفضل تصميم في المسابقة العالمية.
تنظم جمعية مهندسي السيارات الأمريكية، سنويا، مسابقة تشارك فيها أكثر من 75 جامعة على مستوى العالم، فيما يُشرف على الحدث شركات كثيرة، منها "لوكهيد مارتن"، الشركة الأبرز عالميا في صناعة الطائرات العسكرية، كذلك شركة "سيمنز"، وغيرهما.
قبل 3 أعوام نشأ فريق "أليكس إيجلز" تحت إشراف دكتور محسن عثمان، أستاذ الهندسة في جامعة الإسكندرية، وممثل جمعية مهندسي السيارات الأمريكية داخل مصر. خلال تلك السنوات شارك الفريق بالمسابقة، تحديدا قسم الطائرات، حسبما يروي محمد عبادي، نائب رئيس الفريق.
لم يفكر عبادي كثيرا قبل الانضمام للفريق في العام الماضي. كان في السنة الثالثة بهندسة الإسكندرية "الفريق مفروض يبقى فيه طلاب آخر سنة، لكن بيسمحوا بانضمام واحد أو اتنين من السنين الأصغر عشان يتعلموا".. التجربة كانت هدف عبادي "مجرد إني أشوف الشغل على الطيارة إزاي دة مهم".
كل عام، تنشر جمعية مهندسي السيارات، شروط المسابقة "بتبقى مرتبطة بنوع التصميم اللي هنشتغل عليه". صنع طلاب الفريق نموذج مُصغر من الطائرات العادية "زي أي مؤسسة لما بتصنّع طيارة جديدة لازم تعمل ماكيت تجرّبه الأول"، لذا تقيم الجمعية المشروعات حسب مدى تحمّلها لأكبر قدر من الركاب والأمتعة، وكذلك التصميم "ولأننا عاملين نموذج، فكنّا مبدلين الركاب والشنط بكور صغيرة في أماكن معينة كأنها طيارة عادية".
11 طالبا وطالبة عكفوا على المشروع في يوليو الماضي. بدأ الأمر بعمل دراسات أوليّة، قراءة المراجع والمصادر اللازمة للتصميم بدقة، ثم انتظار شروط التصميم التي تطرحها الجمعية في سبتمبر "بمجرد ما نزلت عملنا تحليل للبيانات وخططنا للتصميم بتاعنا"، وبحلول فبراير 2018، انتهى فريق "أليكس إيجلز" من نموذج طائرة البوينج.
لم يكن تصنيع الطائرة والمنافسة بها يسيرا "احنا معندناش في الكلية قسم طيران، بالتالي علمنا نفسنا بنفسنا".. يقول عبادي. لا يتوقف الأمر عند ذلك "صرفنا مبالغ مش قليلة على المشروع رغم إن الجامعة قدمت لينا دعم مادي جزئي"، أما المشكلة الأكبر فهي عدم تجربة الطائرة قبل السفر.
لمشاهدة الاختراع..اضغط هنا
"مكانش في فرصة للطيران في مصر.. اضطرينا نجرّب المشروع قبل المسابقة بيوم في أمريكا".. يذكر عبادي تلك اللحظات "الموضوع مرعب جدا"، كان الفريق قد حسب كل شيء في حركة الطائرة بشكل دقيق "لكن مهما كان هي حسابات نظرية، والوضع على الأرض مختلف"، فوجئوا بوجود أزمة في عجل الطائرة، غير أنهم استطاعوا تداركها.
استمرت المسابقة لثلاثة أيام، بين عرض المشاريع بشكل نظري على اللجنة، ثم تجربة الطائرات التي قدّمها طلاب 75 جامعة "المنافسة كانت شديدة، خاصة مع جامعات الصين وكندا وأمريكا"، يُرجع عبادي ذلك لـ"إنهم بيدرسوا هندسة طيران في كلياتهم غير إن إتاحة التجربة هناك أكبر من عندنا".
ضغوط شديدة تعرَض لها طلاب الفريق، فبعدما حصدوا المركز الثاني في العام الماضي "كان لازم السنة دي نرجع بالأول"، لذا ما أن حلّقت الطائرة في السماء، وحصل "أليكس إيجلز" على المركز الأول "ساعتها حسينا إن تعب الشهور اللي فاتت مراحش على الفاضي".
التجربة التي مرّ بها فريق الطلاب المصري أضافت لهم الكثير "خبرات مهمة وناس جديدة فاهمة في المجال بنتعرف عليها مش مجرد مكسب".
سعادة غمرت أبناء الفريق "دفعة قوية جدا لينا"، لكن طموحهم في الطيران مازال كبيرا "عندنا أكاديمية صغيرة بنفس اسم الفريق، بنحاول نعلم الطلاب شوية حاجات عن المجال".
فيديو قد يعجبك: