لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد رحيل "هوكينج".. قصة 20 دقيقة اجتمع فيها صحفي مصري بعالم الفيزياء

10:20 م الخميس 15 مارس 2018

ستيفن هوكينج

كتبت-دعاء الفولي:

منذ عشر سنوات، كان حاتم صدقي، المحرر العلمي بجريدة الأهرام، يجلس أمام ستيفن هوكينج. ظروف العمل سمحت للصحفي المصري بمحاورة عالم الفيزياء البريطاني، الذي رحل أمس عن عمر 76 عاما.

كانت التجربة فريدة رغم أن مُدتها لم تستمر سوى 20 دقيقة، يذكر المحرر المخضرم ما جرى فيها بالتفاصيل، وكيف ترك في نفسه انطباعا عظيما عقب اللقاء.

لأكثر من عشر سنوات عمل صدقي محررا علميا بالجريدة العريقة، ترقّى حتى أصبح رئيسا للقسم العلمي. كانت تُوجه له الدعوات لحضور اجتماع سنوي بجزيرة لينداو الألمانية "كان بيحضر فيه علماء من نوبل وبيقدموا محاضرات وأحاديث صحفية". قابل الصحفي الستيني هُناك علماء كثيرين، ضمنهم هوكينج، رغم عدم حصوله على الجائزة.

صور 1

في ذلك اليوم من عام 2008، طلب صدقي من أحد المنظمين مقابلة الأستاذ الراحل "الموضوع جه على بالي بشكل مفاجئ"، لم يكن المحرر ليضيع فرصة التعامل مع العالم الفذّ، خاصة وأن حضوره تلك الاجتماعات كان نادرا "حضرت أسئلة معظمها كان عن البيئة والاحتباس الحراري".

قبل المقابلة، توقع صدقي أن يلاقي صعوبات، لاسيما لمعرفته بمرض "العصبون الحركي" الذي أُصيب به العالم، لكن تركيز هوكينج كان مرتفعا بشكل مُبهر "كان معاه 2 علماء واخدين نوبل بينقلوا كلامه اللي بيقوله"، يذكر المحرر حين سأل هوكينج عن أحد التفاصيل، فلم يرد "وبعدها بعشر دقايق رجع فكّرني وقاللي بالنسبة لسؤالك إجابته كذا وكذا".

يسرح صدقي بعيدا قائلا "حسيت كأن ربنا خلقه عبارة عن مُخ متحرك فقط.. يعمل بكفاءة ممتازة". كان المحرر العلمي يسمع أحيانا عن عصبية هوكينج، لكنه لم يجد ذلك حقيقيا "بالعكس كان مرح جدا"، يُعزي الصحفي ما قيل عنه لتصرف زملاء المهنة؛ فأحيانا وبحكم المرض، كانت بعض الجمل تخرج غير مفهومة من عالم الفيزياء، ما جعل بعض المحررين يسألون عن ماهيتها، رغم عدم تأثيرها في السياق؛ تلك الحالة كانت تُصيب هوكينج بالضيق الشديد.

صورة  2

لم تُتح الفرصة لصدقي كي يقابل هوكينج مرة أخرى، رغم أن شغفه به بدأ قبل اللقاء بسنوات؛ حين أنشأ مُجلة سعودية تُسمى "خطوة"، وهي صحيفة ذات محتوى علمي مُوجه للأطفال متحدي الإعاقة "أول عدد فيها كتبت عنه كشخص قدر يخرج من إعاقته ويخدم البشرية". قرأ المحرر العلمي عن أستاذ الفيزياء كثيرا، حتى أنه لاحظ تغير أرائه أحيانا مع تطور الزمن.

"لما سمعت خبر الوفاة انزعجت جدا".. يوقن صدقي أن العلم خسر عقلا نابغا، ذو إسهامات عظيمة علميا وإنسانيا، غير أنه في نفس الوقت يشعر بالارتياح، إذ أسعده الحظ مرة بمقابلة شخصية ملهمة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان