إعلان

قصة سيدة الدرب الأحمر وكلبتها "هيرا".. بيت طيب وسلالة نقية

01:27 م الثلاثاء 27 فبراير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

لنحو 37 عامًا، عاشت السيدة "أم عمر" في أحد شوارع الدرب الأحمر، برفقة زوجها وابنائها الثلاثة، لكن لا يعرفها الكثير، كونها لا تخرج كثيرًا من المنزل، غير أنها صارت في ساعات قليلة حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بتلك الصور التي التقطت لها من قِبل 3 مصورين، وهي تعامل الكلبة التي تملكها تارة بحنو وأخرى بنقاش كأنها تخاطب صديقة أو ابنة.

مصراوي تجول في منطقة الدرب الأحمر لساعات، حتى تمكن من الوصول إلى السيدة الخمسينية، غير أنها طلت من نافذة منزلها بابتسامة صافية أشارت إلى ترك المجال لابنها "عمر" لسرد كافة التفاصيل الخاصة بالصورة، وعلاقتهم الوطيدة بالكلاب، وحكايتها مع الكلبة التي سُميت من قِبل الأسرة "هيرا".

صورة 1

منذ وعى "عمر" على الحياة، علم أن والده يعشق تربية الكلاب "كان غاوي كلاب الجيرمن شيبر، اللي هي البوليسي" لم يجد امتعاض من والدته، بالعكس كانت ترعاهم باهتمام بالغ، فصارت تلك هواية جميع أفراد الأسرة "واكتشفت إن جدي كمان كان بيحب يربي كلاب الصيد".

في طفولته رأى رقة الأب- الذي يعمل كمدير عام لأحد شركات المقاولون- مع الكلاب، يهرولون ناحيته عندما يصل البيت، يعتني بطعامهم وتدريبهم "احنا بنعامل الكلاب كأنهم حد من العيلة". حتى أن أحد الكلاب كان يرافق الأم في مشوارها لشراء الطعام "ويشيلها الشُنط وهي راجعة.. أصل (فلفل) دا كان حكاية" يقولها ضاحكًا.

بدا للصغير والجيران أن الكلاب جزء أصيل من حياة تلك الأسرة التي اشتهرت أيضًا بكونهم أقارب المغنية الشهيرة "فايدة كامل"، ولم تتوقف تلك الحالة بعد وفاة الأب منذ 17 عاما، وانتقال اثنين من الأشقاء بعد الزواج. صارت الكلاب الونس للأم وعمر "لما بسيب أمي وأنزل بكون مطمن لوجود هيرا، أوقات بسيب الباب مفتوح بس محدش يقدر يدخل".

هيرا باتت الرفيق الأول لسيدة الدرب "من ناحية الأمان كأنها بودي جارد بدون مرتب" تلازمها طوال الوقت، تكسر ملل الوحدة لحين عودة الابن، تقف معها أثناء إعداد الطعام، وترتيب المنزل "وتقعد معاها وهي بتغسل وتنشر" كما تُسعف السيدة التي لا تعاني من ضعف في السمع "أي حد ينده علينا تجري على الشباك وتنبه أمي".

في كل مساء، تروي الأم لـ "عمر" ما جرى من هيرا طوال اليوم، تشكي ضاحكة من شقاوتها "إنها أوقات بتفتح العشة وتجري ورا الفراخ" أو النوم على السرير "وإنها بتعمل نفسها نايمة لما ماما تناد عليها" لكنها رُغم ذلك تتسم بالطاعة وتنصت لسيدة الدرب الأحمر حينما تطلب منها أي شيء.

صورة 2

تلك خيوط أدت إلى المشهد الذي مس قلوب الناس، حينما وقفت "أم عمر" أمام نافذة بيتها وبجوارها "هيرا" في لحظة مرور المصور اللبناني "ريمون خليفة"برفقة المصور "إسلام درويش" والمصورة "سلمى أبو النجا". لفتت انتباهم وداعة السيدة فاستئذنوا، وافقت بلطف شديد، لكنها لم تكن تعلم أنها ستظهر في الكادر.

بعد ساعات من زيارة المصورين لمنطقة الدرب الأحمر، انهالت الاتصالات الهاتفية على الابن "صحابي من أيام المدرسة والمنطقة بيقولولي والدتك صورتها وهيرا منتشرة على الفيسبوك" لم يفهم للحظة ما جرى، كونه لا يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كثيرًا، ألقى نظرة سريعة على "الفيسبوك" دهشة تملكته من آلاف المشاهدات والتعليقات الطيبة على الصورة "مكنتش مضايق، لأن الكلام كله محترم ومفهوش حاجة خارجة أو إهانة".

اتصل الابن بوالدته لمعرفة تفاصيل الصورة "قالتلي إنهم استئذنوا يصوروا الكلبة بس، ممكن يبقى حصل سوء تفاهم" حزنت السيدة لوهلة قلقًا من تسبب ذلك في غضب أولادها، لكن سرعان ما نسيت الأمر "أصل والدتي بقالها أكتر من 30 سنة في المنطقة، فيه ناس متعرفش شكلها، أغلب الوقت في البيت، فانتشار الصورة كان مضايقها شوية".

الكلبة "هيرا" لها قصة مثيرة مع الأسرة "دي نوعها ماستيف كين كورسو، ودي سلالة إيطالية" كيف جائت هذة السلالة إلى الدرب الأحمر، يحكي الابن أنه وشقيقه الأكبر قررا في 2015 الشراء تلك النوعية "فيها كل المميزات، الشراسة والقوة والذكاء، وقوة حاسة الشم والسمع" فتشوا عنها كثيرًا، استفسروا من خلال "جروب" على الفيسبوك، حتى عثروا على شخص في إيطاليا يملك السلالة نفسها.

حينما تواصلا معه، اكتشفا أنه مصري يعيش في إيطاليا، اتفقا على كافة التفاصيل "واشترينا هيرا وهي لسه جنين" انتظروا عملية الولادة للكلبة الأم، وبعد إتمامها انتظر الشقيقين لنحو 47 يوم، لحين وصول هيدرا إلى القاهرة "الراجل جابها بنفسه، وعديت على الجمرك بشهادة ميلادها، بعد ما أتاكدوا إنها سلالة نادرة وأصلية".

صورة 3

لم تتأقلم الكلبة سريعًا في الدرب الأحمر "في الأول كانت مضايقة إنها سابت أخواتها، رفضت الأكل، بس بعد كدا حبيتنا" تبادل أفراد الأسرة رعايتها، الأم تحضر لها الطعام، الأبناء يحاولون تدريبها واللعب معها، ومع الوقت صار هناك لغة بينهم وهيدرا "سميتها كدا عشان على اسم إله الأنوثة عند الأغريق".

مر الوقت، بحث الشقيقين على كلب من السلالة والمواصفات ذاتها "وجوزناهم عشان يشرف ابنها اللي سميناه هتلر، عشان شكله مجرم حرب" لم يكن هو الابن الوحيد، سبقه بثواني 7 آخريين "روحت طعمتهم في مستشفى حكومي، بعدها بأسبوع ماتوا لأن التطعيم بايظ" نجى هتلر كونه بدا ضعيفًا فلم يصطحبه "عمر" إلى المستشفى.

صورة 4

اعتاد سكان المنطقة مع مرور الزمن على طبيعة الأسرة وحبهم للكلاب، يهابونها لضخامتها لكنهم لم يتعرضوا قط لأية مضايقات "لأننا بنربي الكلام محبة، مش جايبنهم للمنظرة أو إرهاب الناس" من أجل ذلك يرفض الابن خروج هيرا مع والدتها لصعوبة التحكم فيها، وينتظرون في القريب القادم المزيد من أبناء تلك السلالة " جدعان وطيبين وبنحب نقعد معاهم ونتكلم، الكلاب بتحس بصاحبها، لو زعلان تقعد تحت رجله تبصله وتبقى جنبه لحد ما يروق".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان