إعلان

من العريش إلى المنزل.. كيف عاد 818 طالبًا بجامعة سيناء إلى أسرهم؟

06:50 م الخميس 15 فبراير 2018

جامعة سيناء

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- إشراق أحمد:

أربعة أيام انقضت على وجود أحمد أنور بمنزله في الشرقية، كان المفترض أن يُحصل الطالب محاضرات الأسبوع الأول داخل كُليته، لكنه بدلًا من ذلك قرر النزول للتدريب في صيدلية لملأ وقته، بعدما توقفت الدراسة في جامعة سيناء، ورجع الشاب إلى محافظته -حال جميع الطلاب المغتربين- لنتظر قرار العودة مرة أخرى.

كانت جامعة سيناء أعلنت في 13 فبراير الجاري تأجيل الدراسة في فرعي الجامعة -العريش والقنطرة- حتى إشعار آخر، وذلك نظرًا لما أسفرت عنه الأوضاع الأمنية عقب بدء قوات إنفاذ القانون تنفيذ العملية الشاملة في شمال سيناء لمواجهة العناصر الإرهابية.

طالما فضل أنور السفر في غير أيام الجمعة تجنبًا للزحام، لذا توجه الخميس الماضي إلى حي المساعيد الواقع على بعد 8 كيلومترات من مدينة العريش، وذلك ليستقر في سكنه قبل يوم من الدراسة التي كانت من المفترض أن تبدأ السبت الماضي.

"الأمور كانت عادية جدا" يصف طالب كلية الصيدلة الأجواء حتى بلوغ صلاة الجمعة في اليوم التالي، بعدها لم يتوقف هاتفه عن الرنين من الأهل والأصدقاء يطمئنون عليه، بعدما استمعوا إلى بيان القوات المسلحة بشأن العملية العسكرية التي تُجري في سيناء.

تعجب "أنور" مما سمع فمحيطه في حي المساعيد هادئًا، لم يكن طالب الفرقة الثانية يعلم شيئًا بعد، لكن بمجرد عودته إلى سكنه الواقع في زمام الجامعة، أخذّ يُقلب بين صفحات موقع التواصل الاجتماعي، ليجد بيان جامعة سيناء عن تأجيل الدراسة إلى السبت 17 فبراير، والذي نُشر في الثانية عشر والربع ظهر يوم الجمعة 9 فبراير.

ووفقًا لما جاء في البيان الأول للجامعة، فإن تأجيل الدراسة سيكون لأسبوع واحد "أنا من الناس اللي قالت أقعد لأن السفر تعب رغم أن أهلي قالوا لي ارجع" قال أنور، غير أن الشواهد على الأرض أكدت أن الأمر يتجاوز تلك المدة المحددة؛ يذكر الطالب أن التوتر زاد في المساء، بمعرفة قرار منع دخول أو خروج أي شخص في طريق العريش، وكثرت الإشاعات مع قطع الاتصالات "مثلا يتقال الحظر بكرة 24 ساعة"، بينما أغلقت أغلب المحال أبوابها "يوم السبت نزلت مع زمايلي نجيب فطار معرفناش" يحكي أنور.

في السابعة والنصف مساء يوم السبت، طالبت الجامعة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك بأن يتوجه الطلاب من خارج سيناء إلى الحرم الجامعي لتسجيل أسمائهم من أجل إمكانية توفير حافلات تقلهم، مشيرة إلى توفير سكن في قرية سما العريش لمن يريد.

لم تكن مغادرة جميع الطلاب نتيجة الضغط سواء الأمني أو الطلاب على إدارة الجامعة كما أكد أحمد فراج، أمين عام مساعد جامعة سيناء في العريش، بل لأنه تعذر وصول الإداريين وعمداء الكليات ونسبة كبيرة من أعضاء هيئة التدريس إلى الجامعة "فمكنش ينفع نسيب هناك طالب" حسبما قال فراج لمصراوي.

رجع فراج يوم الجمعة دون الوصول إلى العريش -حال القائمين على جامعة سيناء- وفي ذلك اليوم تم تشكيل لجنة طوارئ في مقدمتها رئيس الجامعة؛ للتواصل مع الجهات المعنية والتنسيق لعودة الطلاب "عرفنا إن الوضع الأمني مش هيسمح بمرور أي حد داخل سيناء في الوقت ده خالص"، فعادت الحافلات التي كانت في طريقها إلى العريش كما ذكر بيان الجامعة.

أغلب الطلاب المغتربين عن شمال سيناء يسكنون في شقق خارج الحرم الجامعي كما قال الطالب أحمد السايس، وبينما ظل ابن مدينة المحلة يتابع مع رفاق السكن التليفزيون لمعرفة الجديد.

كانت الأمور مشابهة في سكن شيماء محمد، إذ اتخذت ابنة مدينة الزقازيق وصديقة لها من غرفة المعيشة -الصالة- مركزًا لهما "كنا لوحدنا في العمارة كلها والأجواء كانت مخيفة". أربعة طوابق، كل منها فيه 4 شقق خالية تمامًا بعدما كانت في ذلك الوقت تعج بالطلاب كما قالت الطالبة.

أمام التلفاز قضت شيماء ليلتين "جبنا البطاطين والأكل وكنا بنفضل قاعدين لغاية ما ننام". صباح السبت توجه الطلاب إلى حرم الجامعة، تلقاهم الأمن الإداري، والذي لم يكن لديه معلومة تشفي الصدور كما ذكرت ابنة مدينة الزقازيق.

غادر الطالبان يوم الأحد المنصرف، في الفوج الأول الذي ضم 143 طالبًا تم توزيعهم على ثلاث حافلات كما ذكر فراج. الطريق كان ميسرًا حسبما ذكر أنور "متفتشناش غير في كمين بير العبد وخرج معانا تأمين"، فيما الإجراءات كانت لا تتعدى بعد ذلك رؤية التصاريح، فيما جاء اسم شيماء في الفوج الثاني المغادر يوم الاثنين، فقررت ورفيقتها أن يقيما ليلتهما في المساكن المخصصة من قبل الجامعة.

تملك القلق من شيماء رغم أنه العام الثالث لها في العريش، ولم يكن ذلك الموقف الأصعب طوال هذه الفترة؛ فقبل عام وقع هجوم مسلح على كمين بالقرب من سكن الفتاة "كنت لوحدي في السكن وليا زميلتين في سكن تاني وشهم باظ من الإزاز اللي اتكسر".

كان ذلك الحادث في يناير 2017؛ لكنه لم يدفع شيماء للتفكير في نقل أوراقها لجامعة أخرى "الواحد مسلم أمره لله وكل اللي عايزه يخلص جامعته على خير".

غادرت شيماء العريش بحقيبة صغيرة، بها "بيجامة" واحدة فقط إلى جانب مُتعلقاتها الشخصية "سبت كل حاجة في السكن". حال جميع الطلاب، فالمهم كان الخروج "احنا كنا قاعدين 3 على كرسي وكان في أتوبيسات الولاد ناس واقفين في الطرقة". تحامل الجميع فضلاً عن خوفهم من أن تعرقلهم إجراءات التفتيش.

في الثالثة والربع عصر يوم الأحد، وصل السايس إلى القاهرة، ومنها إلى مكان إقامته في المحلة، فيما نزل أنور في طريق القنطرة ليتوجه إلى الشرقية، أما شيماء فعاشت يومًا عصيبًا في العودة، ما كانت يسيرة حال زملائها "وقفنا في أول كمين 4 ساعات واحنا متحركين من الساعة 10 الصبح" كما قالت، بينما وصلت إلى منزلها في منتصف الليل لتتنفس الصعداء.

اليوم الخميس، غادرت دفعة أخرى من الطلاب ليكتمل عدد 818 طالبًا عادوا إلى منازلهم خارج شمال سيناء كما قال فراج، مشيرًا إلى أن 14 حافلة تحركت خلال الأيام المنصرفة ونقلت جميع الطلبة المتواجدين داخل الحرم أو السكن الجامعي "ولو ظهر أي طالب هيستقبله الموظفين ويوفروا له إقامة لغاية ما يرجع لبيته" حسب تعبيره.

لا يعلم طلاب جامعة سيناء مصيرهم بعدما تم الإعلان عن تأجيل الدراسة لأجل غير مسمى، بينما أوضح الأمين العام المساعد للجامعة أن "أول لما نطمن أن الطريق مفتوح لسيناء والحالة الأمنية تسمح بسفر الطلاب في أي وقت هم عايزينه رايح وجاي هنستأنف الدراسة".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان