الطيور المهاجرة.. ملوك "السما" والنيل في أسوان (قصة مصورة)

كتب- محمد مهدي:

تصوير: مصطفى الشيمي وعلاء أحمد

على ضفاف النيل وسماء محافظة أسوان، تنتشر الطيور المهاجرة من أوروبا إلى أقصى صعيد مصر، خلال الشهر الجاري، حيث تتخذ من المنطقة المحيطة بالسد العالي مسكنًا لها خلال فترة الشتاء، لتمنح المكان مزيدًا من السِحر.

لنحو 6 أشهر، تستقر الطيور المهاجرة داخل مصر، بعد رحيلها عن أرضها بشرق ووسط أوروبا في اتجاه أسوان خلال شهر نوفمبر من كل عام-وفق الباحث البيئي، واتر البحري.

لا يوجد أرقام دقيقة لأعداد الطيور المهاجرة، لكنها قد تصل لنحو نص مليون طائر يأتي إلى مصر سنويًا.

لماذا تعتبر أسوان هي الوجهة الأولى للطيور المهاجرة؟ يقول البحري إنه نظرًا لتمتعها بطقس شبه مستقر ودافيء في الشتاء، مع تكاثر المغذيات في بيئتها والتنوع العشبي وانعزالها عن التواجد البشري.

تضم الطيور المهاجرة أنواع عديدة، من أشهرها بط الونس وأبوشوشة، والحدايدي، والبلبول، والخضاري، والظي، والحذف الشتوي، وطائر البلشون الأبيض، والرمادي، وطائر الغُر، أبومعلقة، البجع الأبيض، الباشق الأوروبي، كروان الماء.

لوجود تلك الطيور المهاجرة في أسوان فوائد عدة-بحسب البحري- منها تناولهم ثمار الأعشاب المائية المنتشرة على ضفاف النيل، ونثر البذور مما يمنحها القدرة على التكاثر من جديد.

تتغذى أيضًا أنواع من الطيور المهاجرة على القواقع الحافظة للبلهارسيا، لذلك تقضى على نسبة كبيرة منها.

تحتوي مخلفات الطيور المهاجرة على درجة عالية من الكالسيوم، تساعد على تغذية التربة، فضلًا عن كونها غذاء جيد للأسماك الصغيرة في نهر النيل.

في محاولة للحفاظ عليها، يمنع القانون المصري صيدها دون شروط وهي عدد مُحدد للطلقات المستخدمة، وكميات قليلة من الطيورة.

لا يُطبق القانون المصري بشكل تام في مناطق كثيرة تتواجد بها الطيور المهاجرة، نظرًا لعدم وجود رقابة كافية، وقلة الوعي لدى الصيادين.

في الأونة الأخيرة-بحسب البحري- هناك محاولات جيدة من جمعيات أهلية ووزارة البيئة لمنع الصيد الجائر على الطيور المهاجرة للحفاظ عليها.