لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- بيع الفطير و"المِش".. مهنة من لا يملك حرفة يدوية في مهرجان "تونس"

02:27 م الإثنين 05 نوفمبر 2018

كتبت- دعاء الفولي وشروق غنيم:

تصوير- محمود بكار:

لم يخفت وهج مهرجان قرية تونس في نسخته الثامنة، ظل قِبلة أصحاب الحرف اليدوية، خرف،خشب، وفخار، غير أن سيدات من الفيوم يعرفن قيمة الحدث السنوي وعدد القادمين، لا يمتلكن حرفة ما، لكن أياديهن تعرف صناعة أطعمة تجذب رواد المكان، فكان موسمهن للرزق.

مهرجان قرية تونس (2)

بلهفة تنتظر منى مهرجان الحرف اليدوية كل عام، تُعد كميات من الفطائر منزليًا، ومن الثامنة صباحًا تصل إلى قرية تونس التي تبعد عن بلدتها في الفيوم قرابة نصف ساعة، لكن الرزق الذي يأتيها يطوي عناء الطريق.

لا تبيع صاحبة الأربعين عامًا الفطائر باستمرار على مدار السنة "الفنادق بتطلب مني ساعات، بس في الصيف الحال بيبقى واقف". في المهرجان ينصب كل صاحب مشروع أعماله على طاولات أو داخل خيمة، لكن منى تفترش الأرض أمام منزل إحدى السيدات "باجي اتداري في ربنا والست دي هنا".

مهرجان قرية تونس (4)

لم ترزق منى بأبناء، تعيش رفقة والدتها المُسِنة، وكلما وجدت فرصة جيدة للحصول على رزق لا تردد في فعل ذلك، لذا تبيع من داخل منزلها بضعة منتجات بسيطة مثل البسكوت والشيبسي "مليش صنعة للأسف، وفي نفس القوت نفسي في عيشة حلوة ليا ولأمي، عشان كدة باجي أبيع شوية فطير هنا".

في الشارع الممتد داخل القرية، ترتكز صناعات الفخار والخزف، يمر رواد المهرجان عليها يقلبون النظر بشكل سريع على المعروضات، غير أن ما تبيعه عبير يستوقف كافة الحاضرين، إذ تبيع غزل البنات والذي تصنعه مباشرة في المكان.

مهرجان قرية تونس (6)

الأجواء أكثر حيوية أمام السيدة صاحبة الـ37 عامًا، الوحيدة في المكان التي لا تعرض منتجاتها، بل تصنعها في الحال . قبل ستة أعوام بدأت مشروعها "خدت قرض من جمعية، واشتريت موتور غسالة وطبق بلاستيك بخمسين جنيه خرمته وابتديت اشتغل".

لا تفوّت عبير أي فعالية تعرف أنها جماهيرية، تأخذ مشروعها الصغير معها أينما ذهبت، أما الأيام العادية فتحلس به أمام المنزل "مش أحسن من قعدة البيت؟". ما يجعلها مختلفة عن المشروعات الشبيهة أنها لا تكسر بخاطر أحد "بعمل غزل بنات بأي فلوس، لو عيل جالي بنص جنيه برضو هعمله".

كّر غزل البنات أفكار أخرى، يضم السيدة الثلاثينية مشروعات أخرة "بعمل صابون وأبيعه وبقيت كمان أربي فراخ، معنديش مشكلة اشتغل أي حاجة عشان أستّر بناتي".

مهرجان قرية تونس (1)

رغم أن منى تقطن بقرية تونس إلا أنها لم تشهد مهرجان الخزف والخفار طيلة السبعة أعوام الماضية "أبويا مكنش بيرضى نخرج برة البيت"، لكن قبل عامين ونصف تزوجت، باتت تسكن في منطقة سنهور بالفيوم غير أنها عادت للقرية مرة أخرى لكن كبائعة "كل حاجة غليت والحالة بقت ضيقة، قولت مبدهاش أنزل أبيع في المهرجان شوية فطير ومش وجبنة".

لم تكلفها التجربة كثيرًا، فقط صنعت الفطائر "وجبت مش وجبنة من عند أمب، هي بتخزن مش من السنة للسنة"، تحكي صاحبة الاثنين وعشرين عامًا، التي تعمل لأول مرة في حياتها، من أجل طفلها الثاني الذي لازال يتكوّر داخل بطنها "العيال مصاريفها بتبقى كتير، فقولت مينفعش أفوت فرصة زي دي استرزق منها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان