إعلان

النحت على "شجر الزيتون".. كيف يصنع "دياب" الجمال من الخشب؟

04:26 م الأحد 04 نوفمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم ودعاء الفولي:

تصوير- محمود بكار:

منذ كان صغيرا، لا يحب محمد دياب أن تتوقف يداه عن العمل، يشغلهما بهوايات متعددة؛ بدأت بالتصوير الفوتوغرافي وانتهت بالخشب؛ أفنى الرجل الخمسيني عشرات السنوات من عمره يتعلم فن النحت على الخشب، لا ينتظر منه ربحا أو شٌهرة، يجرب أشكالا جديدة ولا يجد لها مشترين، فيضعها في منزله راضيا.

..

في قرية تونس بالفيوم، جلس دياب أمام منضدة، ضمت معروضات مختلفة؛ أباجورات، عُلب استخداماتها متفاوتة، ديكورات صغيرة، إبريق وأكواب للشاي مصنوعة من الخشب؛ وسط عالمه كان سعيدا، يشرح للزبائن طبيعة بضاعته، فيما عُلقت خلفه لافتة، كُتب عليها "إنك تشتري مئات الساعات من الأمل والإحباط والطموح، إنك تأخذ جزء من روح وقطعة من حياة شخص آخر".

..

داخل منطقة عابدين بالقاهرة، تقبع ورشة دياب؛ ليست للخشب في الأصل "ورشة تكييف سيارات بس أما بييجي الشتا الشغل بيقف وبقلبها ورشة خشب"، يضحك الرجل الخمسيني قائلا "أنا بصرف على الخشب من فلوس ورشة التكييف لأني مبكسبش منه كتير".

..

الحب هو كلمة السر فيما يفعل دياب "بشتغل بمزاج، ممكن حتة خشب ملهاش لزمة يتعمل منها حاجة مهمة"، استخدم دياب كل الطرق ليتعلم التصنيع "من الإنترنت وأي حاجات مكتوبة وطبعا بالتجربة"، يعتز كثيرا بما يفعل، حتى أنه يحتفظ بأول قطعة صنعها ويعرضها دائما رغم بساطتها.

.

يستخدم صاحب المشروع شجر الزيتون معظم الوقت "وأحيانا الخشب المستورد"، لكن النوع الاول يعطيه ما يرغب "الزيتون شكل الجذع بتاعه جميل ودي حاجة ربانية"، يشير إلى جذع صغير صنع منه صندوقا لحفظ المجوهرات "معملتش فيه اكتر من فتحة جواه وخلاص"، إذ تزين شكله الخارجي برسم أقرب لشكل الوردة.

.

من التاسعة صباحا وحتى العاشرة مساءً تستمر فترة عمل دياب، لا يصنف نفسه كنجار "بشتغل في الحاجات الصغيرة بس مش أوض والكلام ده"، يستلهم أفكاره من الخشب نفسه، لا يزعجه الفشل "مرة كنت بعمل طبق وحصل فيه كسر ففكرت إزاي استخدمه فعملت منه شابوه لأباجورة".

.

تبدأ أسعار منتجات دياب من الخمسين جنيها وحتى الأربعة آلاف، حين ينزل إلى أي معرض يحرص على طرح جميع المنتجات "مكان زي قرية تونس بييجي له ناس أذواقهم مختلفة"، فبينما يهتم البعض بالقطع الكبيرة، يقف آخر أمام ورقة شجر خشبية صغيرة يتأملها بانبهار.

.

منذ بداية الألفينات ولمدة خمسة عشر عاما ظلت أعمال دياب حبيسة المنزل والورشة "فضلوا مترصصين عندي والناس في البيت زهقوا"، كان الرجل الخمسيني يصنع التُحف لمن يطلبها فقط، لكنه بدأ في الذهاب لمعارض مختلفة، مثل سوق الفسطاط بمنطقة مصر القديمة، غير أنه يعاني بسبب قلة الإمكانيات.

.

"إيجار أي مكان صغير مكلف جدا"، ينفق دياب على الخشب من جيبه، لا يستعين بمساعدين في الورشة "بفكر وبقطع الخشب وبصنفر وبلمع"، يستغل أي فرصة ليسوق منتجاته، لذا ما أن عرض عليه أحد أصدقائه بقرية تونس الذهاب حتى وافق على الفور.

.

لا ييأس دياب من هوايته، يتعلم الجديد دائما، يشعر أنه يمتلك أفكارا كثيرة لم تتحرر بعد، يتمنى تنفيذها وألا تقتصر تجارته على فصل الشتاء أو المعارض الموسمية فقط.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان