والد "مريم" أحد ضحايا حادث المنيا: "نجاتنا من الموت معجزة"
كتب - محمود عبدالرحمن:
أمام غرفة العناية المركزة بمستشفى الشيخ زايد، حيث يرقد داخلها المصابين في حادث استهداف حافلة كانت تقل أقباطا أثناء عودتهم من دير الأنبا صموئيل بجبل الطير بصحراء المنيا، كان عم رزق ينتظر الدخول، إلا أن قرار منع أي شخص إليها، باستثناء الأطباء وطاقم التمريض، جعل مهمة الرجل مستحيلة.
عشرة ساعات مرت، لم يتغير المشهد، باستثناء خروج بعض الحالات التي خضعت للجراحة، وتحسنت حالتها الصحية بعد إجراء الإسعافات المطلوبة لها، بينما يظل عم رزق نسيم (60 عامًا)، يراقب المشهد في انتظار خروج ابنته مريم، طالبة بالصف الثاني الثانوي.
مريم رزق، البالغة من العمر 16 عام، كانت إحدى ركاب أتوبيس الموت، غادرت محل إقامتها بمحافظة سوهاج إلى المنيا لزيارة دير الأنبا صموئيل، رفقة أشقائها ووالدها الذي عجز عن وصف الحادث "مش عارف أقول إيه".
أصيبت مريم بطلق ناري، هذا كل ما يعرفه الأب عن ابنته التي ترقد داخل غرفة العناية المركزة، يلمح بصره ما يدور في أرجاء المكان بحثاً عن أي معلومة تطمئنه على ابنته "أنا مش هستريح غير لما أطمن عليها وشوفها".
يتذكر الأب الرحلة التي بدأت في العاشرة مساء ليلة الخميس، وقتها تحركوا من سوهاج "علشان نوصل فجر الجمعة ونقعد أطول فترة في دير". وصلوا إلى أبواب الدير الخامسة صباحًا، وأدوا الصلاة داخل الكنيسة.
مع اقتراب عقارب الساعة من الواحدة ظهرًا؛ تحرك الباص للعودة إلى سوهاج مجددًا. بعد 15 دقيقة من تحرك الباص على مدق يشق الصحراء، تفاجئنا بسيارة جيب تستوقفهم "قبل ما السواق يقف لقينا ضرب النار علينا من كل حتة، مكناش عارفين نعمل إيه.. مع ضرب النار كلنا نزلنا تحت الكراسي".
تجمعت أسرة رزق للسفر من سوهاج إلى المنيا لزيارة الدير باعتباره أحد الأماكن المقدسة التي يتبارك بها الأقباط، كما تقول نرمين أحد أبناء عم رزق "إحنا بنحب دير الأنبا صموئيل وبنرتاح فيه زي أي مكان بنفضله عن أماكن تانية"، وتعميد المولود الجديد الذي رزقت به الأسرة، وتأدية بعض الصلوات، وزيارة بعض الأجساد الطاهرة، والأماكن المجاورة من المكان مثل جبل الطير.
"دي معجزة ولازم نشكر ربنا عليها" يقول رزق بعد نجاته وأسرته من الموت ويتمنى الأب شفاء ابنه الصغرى مريم، قائلاً "احنا كنا 28 شخص وربنا الحمد لله ستر وعرفنا نهرب ونوصل لأول نقطة إسعاف".
فيديو قد يعجبك: