من الشباك.. ياسمين عايشت"حادث ستانلي" حتى نهايته
كتب- محمد مهدي:
على مدار 6 أيام، تابع الآلاف تفاصيل غرق الطالب الجامعي "محمد حسن" أسفل كوبري ستانلي بالإسكندرية، ومحاولات إنقاذه من قِبل عشرات الغواصين، عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. فيما كانت "ياسمين الجمل" تشاهد تفاصيل ما يدور لحظة لحظة من نافذ بيتها المُطل على مكان الحادث.
الثلاثاء الماضي، ليلة وقوع الجريمة، لم تكن "الجمل" موجودة في الإسكندرية، لكنها علمت بالجريمة من خلال المواقع الإخبارية "عرفت إنه قدام بيتي، وإنهم لسه بيدوروا على الغريق" شعرت بوطأة الأمر حينما وصلت إلى المكان في اليوم التالي "الحظ السيئ إن اليومين دول كان الموج عالي والغطاسين مقدروش ينزلوا يلحقوه".
الأجواء مقبضة، من نافذتها تتابع "الجمل" الحدث الأهم بالإسكندرية، المشهد الساحر لكوبري ستانلي صار قاتمًا، أسرته لا تغادر المكان "قعدوا في كباين تحت الكوبري" يتوافد عليهم رجال الشرطة والإنقاذ ومواطنون في محاولة للمساعدة، فيما تنتشر الشائعات في الإسكندرية عن العثور عليه قبل أن يُثبت العكس.
مع المعاناة، عاشت "الجمل"، في كل يوم تتجه عيناها صوب الشاطئ "مامته كانت أول واحدة تقعد وآخر واحدة تقوم" على صخرة تجلس الأم، شاردة، تنظر للبحر دون أن تصدر منها كلمة واحدة، ومن حين لآخر يقترب منها أحد أفراد الأسرة أو المارة "يجوا يطبطبوا عليها ويواسوها ويمشوا".
في بداية أعمال البحث، أحضرت الجمال "تلسكوب" حصلت عليه من والدها، "وفضلت أتابع اللي بيحصل مع أختي"، الغواصون يتناوبون خلال ساعات اليوم في محاولات العثور على الشاب الغريق "كل ما مجموعة تطلع واحدة تانية تنزل" لكنهم لم يصلوا لشيء.
بعد أيام عدة، وصلت الفتاة العشرينية بجوار منزلها قادمة من الجامعة، ووجدت ازدحاماً شديدًا قُرب الشاطئ، الأم تقف أمام البحر تنادي ابنها، لم تفهم "الجمال" ما يدور، سألت سيدة أربعينية تقف بين الناس، لترد "بيقولوا إن الأم لو نادت على الغريق بيطلع من البحر"، شيء لم تستوعبه، لكنها شاهدت المواطنين يشجعونها على فعل ذلك.
صباح اليوم الاثنين، رأت "الجمل" عبر النافذة تجمعًا كبيرًا في محيط الحادث، لفت انتباهها ذلك، فقررت الانتظار والمتابعة "الغواصين نزلوا من الساعة تسعة الصبح، وفضلوا لاتناشر ونص بيحاولوا في مكان واحد" قبل أن يطلبوا قارب إنقاذ توجه ناحيتهم، ثم أخرجوا جثمانًا في كيس أسود كبير "كنت ماسكة التلسكوب وشوفت الجثة وهمَّ بيطلعوها".
على الفور التقطت "الجمل" عددًا من الصور والفيديوهات لعملية إخراج الجثمان الغريق، "عشان لقيت الإشاعات كتير، قُلت أشارك الناس الحقيقة بدل الكلام الكتير" بعد ساعات قليلة تركت موقعها أمام النافذة، ذهبت إلى مكان الإنقاذ، لكن فوجئت بمغادرة الجميع للمنطقة "كل الناس مشيت. الأمن والمنقذين والأسرة".
فيديو قد يعجبك: