لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"معدية الموت" تهدد أهالي "الفنارة" بالإسماعيلية.. والأهالي: "عاوزين كوبري نعدي عليه بدل ما نغرق"

05:54 م الأربعاء 02 أغسطس 2017

معدية الموت تهدد أهالي الفنارة بالإسماعيلية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – نانيس البيلي

ممر خشبي، سقطت أطرافه في المياه، تتخل الفواصل التي لا تخطئها العين أجزائه، تتجمع حوله كمية من المخلفات والقمامة فتنبعث منها روائح كريهة.. هذا هو حال معدية قرية الفنارة بالإسماعيلية التي تبعد حوالي 500 متر عن البحيرات المرة بقناة السويس، وتعتبر الطريق الوحيد أمام الأهالي للوصول إلى محطة القطار، وباتت تهدد حياة المارة، ليطلق عليها الأهالي "معدية الموت".

قبل حوالي 70 عام، أنشأت معدية متحركة بين قرية الفنارة بمركز فايد بالإسماعيلية ومحطة السكة الحديدية، يعبر الأهالي من خلالها نهر النيل الذي يمر أمام القرية، بحسب "وائل حسن" أحد الأهالي، ويضيف أن تلك المعدية كانت تعمل عن طريق "جنزير" مثبت بطرفيها، يسحبه الشخص تجاهه ليعبر إلى الجهة الآخرى، وتتم العملية بطريقة تبادلية ذهابًا وإيابًا.

1

طول الفترة التي ينتظرها الأشخاص بالطرف الآخر لحين وصول العابر من الاتجاه المخالف، والمشقة التي تحتاجها عملية سحب "الجنزير" خاصة بالنسبة للأطفال والنساء، دفعا أهالي القرية إلى التفكير في حلول توفر عنهم ذلك العناء، وذلك بتثبيتها بحديد من الطرفين عوضًا عن الجنزير "جابوا الحديد اللي استخدموه من سكة القطر" يقول "وائل".

لـ6 سنوات مضت، كانت المعدية الموجودة من الحديد، لكنه تعرض للصدأ والتآكل بفعل مياه النيل، قبل أن تتهالك المعدية وتغرق في النهر "اتخرمت واتعبت مياه وغرقت" يقول "وائل"، ويشير إلى أن الأهالي استبدلوها بآخرى تغطيها الأخشاب بالجهود الذاتية "اتجمعوا ولموا فلوس من بعض"، لكن اتسعت الفواصل بينها، وتهاوت أجزاء منها "وقع في المياه، معدش ماسك على حاجة".

1

حوادث غرق تعرض لها البعض خلال السنوات الماضية، أصابت أهالي "الفنارة" بالفزع، بحسب الشاب الثلاثيني، كان آخرها غرق أحد الشباب خلال قدومه من محافظة بني سويف لزيارة أقاربه بالقرية "وقع من الكوبري وغرق، محدش عرف يلحقه"، ليطلق عليها الأهالي لقب "معدية الموت"، يصمت قليلاً قبل أن ينفجر غاضبًا "ببقى معدي وخايف أتكعبل في أي حاجة من الخشب المحطوط في الأرض".

عدد من المشكلات أصبحت ترتبط بـ"معدية الموت"، وجعلها تهدد حياة الأهالي مع كل عابر فوقها، بحسب ما يقوله "وائل"، منها غرق أجزاء منها بفعل ارتفاع منسوب المياه "المياه بتعلى وتوصل على حرف الجسر فوق فبيغطس في قلبها"، وزيادة الفواصل بين الأخشاب قد يتعثر بها المارة "فيه كبار سن نظرهم ضعيف وأطفال بيجروا عليها ممكن يتكعبلوا ويغرقوا ومحدش هيلحقهم"، بجانب سقوط الخشب في المياه فيعمل على تجميع القمامة والمخلفات حول المعدية "بتعمل ريحة وحشة جداً صعب الواحد يتحملها".

3

كوبري الفنارة هو السبيل الذي يتخذه أهالي القرية للعبور إلى محطة القطار رغم المخاطر التي تهدد حياتهم، بحسب "وائل"، فيقول إن أقرب كوبري مشاه يبعد عن القرية ومحطة القطار حوالي 200 كيلو، ويشير إلى تجربة شبيهة لأهالي منطقة تبعد عنهم 5 كيلو مترات، حيث قدم السكان شكاوى حول مخاطر المعدية واستجاب المسؤولون لها رغم أن الكوبري الذي أنشأ يخدم 10 منازل فقط "كان عندهم واسطة يعرفوها خلصولهم الموضوع".

مع ضغوط أهالي القرية على المسؤولين، حصلوا على وعد من رئيس المدينة منذ 3 أشهر باستبدال المعدية بكوبري مشاه، لكنه لم ينفذ "مخدوش أي خطوات من وقتها" يقول الشاب الثلاثيني، ويوضح أن رئيس المدينة حضر بعدها إلى القرية وأخبرهم بإمكانية الحصول على حديد من المركون بمحطة القطار واستخدامه في إصلاح المعدية "قالنا خدوه واعدلوا الكوبري ولو احتاجتوا أي حاجة نلم من بعضينا ونصرف عليه.

6

 "الناس تعبت من كتر الكلام" يقول "وائل" بلهجة غاضبة، ويشير إلى أن المسؤولين يطالبوهم بالانفاق على الخدمات الحيوية بالقرية على الرغم من وجود ميزانية مالية لها أقرتها الدولة لدى المحافظة "ميزانيتها دي بتروح فين"، ويضيف أن أحوال القرية شديدة السوء "عمدان الشوارع مش منورة والشوارع متكسرة".

إنشاء كوبري مشاه من الخرسانة هو ما يطالب به أهالي قرية الفنارة، لينقذ أرواحهم من "معدية الموت": "عاوزين كوبري عرضه متر ونص نعدي عليه برجلينا بدل ما نتكعبل ونغرق" يقول "وائل"، ويشير إلى تقدمهم بطلب وقع عليه 50 شخص إلى المسؤولين لإنشاء الكوبري الخرساني غير أنهم ماطلوا في الرد قبل أن يطالبوهم بتحمل تكاليف إنشاءه "قالولنا اعملوه انتوا على حسابكم".

9

فيديو قد يعجبك: