"شير في العربية".. مبادرة طبيب لتخفيف عبء زيادة أسعار البنزين
كتبت – يسرا سلامة:
إذا كانت "الحاجة" أم الاختراع، فالأزمة أم المبادرات، آمن بيها فكري عبد الوهاب، طبيب بشري من الزقازيق، ويعمل بأحد المستشفيات الحكومية بمحافظة الاسكندرية، طارحا مبادرة "التوصيلة"، لإيصال فردين على الأكثر في طريق ذهابه وعودته أسبوعيا من وإلى الاسكندرية.
مبادرة "فكري" كتبها عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وذلك فور إعلان الحكومة المصرية عن زيادة أسعار البنزين، التي تراوحت بين %42 و55%، عن آخر زيادة في نوفمبر الماضي، معلنا "لو في حد بيسافر وحابب أوصله معايا ويوفر تمن المواصلات، يشرفني التوصيلة ببلاش".
يقول الطبيب إن مبادرته ليست جديدة؛ فهي منتشرة بالخارج فيما يعرف بـ"الشير" في العربة الواحدة، مضيفا أن الفكرة مطبقة في مصر على استحياء، وحتى قبل زيادة أسعار البنزين "فيه ناس بتعمل المبادرة دي من غير ما تكتب على الانترنت".
يسلك فكري طريق خط اسكندرية الزراعي، من الزقازيق إلى عروس البحر، قاطعا مسافة زمنية قدرها ثلاث ساعات ونصف، منذ قرابة الأربعة سنوات حتى الآن.
يسافر الطبيب مرة إسبوعيا من الجمعة إلى الاسكندرية، ويعود في قرابة منتصف الاسبوع لمحافظته الأم.
يعلن الطبيب مبادرته بشكل مجاني، يرفض حتى الآن ما يُعرض ممكن يركبون معه من دفع أموال، وعقب الزيادة يتحمل وحده ملئ عربته المرسديس –موديل قديم- ببنزين 80 قرابة 100 جنيه، بدلا من 70 جنيها، يوقن فكري أن الزيادة صعبة للجميع، وأن مبادرات مثل "التوصيلة" ربما تخفف عن كاهل من يقطعون الطريق من وإلى الاسكندرية، حمل أجرة زائدة، بسبب ما أعلنته الحكومة "إصلاحا اقتصاديا".
داعبت الفكرة ذهن الطبيب مرورا بتجربته في المواصلات "عارف الطريق ده صعب قد إيه"، وبعد رفع تكلفة البنزين سافر معه شخصان اليوم الجمعة "هيقضوا اجازة هنا في اسكندرية"، وقبل الزيادة كان الطبيب يبادر لركوب أناس معه في الطريق "بيكون في راجل كبير أو راجل ومراته.. وبالاحساس بعرف إنهم مش حرامية أو مؤذيين ليا"، لهذا السبب يفرض فكري المبادرة على دوائر من أصدقائه، أو معارف يعلمهم أصدقائه، آمانا له.
سبب اختيار فكري لشخصين برحلته هو عدم الحمل الزائد على عربته، إضافة إلى وجود حقائب تخصه أحيانا في طريق السفر.
فور إعلانه المبادرة، تحمس عدد من المعلقين بـ"فيسبوك" لفكرة الطبيب، الكثير دعا له بالخير، بعضهم تحمس لفكرة شبيهة، مثل إحدى الفتيات التي تقطع السفر من أسيوط للقاهرة، وكتبت لديه إنها لا مانع من إيصال فتيات في طريقها، يقول الطبيب "لو ناس في مجال عمل واحد وفي محافظة واحدة ممكن تساعد بنشر الفكرة، منها يوفر في البنزين، وكفاءة العربية، ويكون بالتناوب لو كلهم معاهم عربيات"، يردف الطبيب "الحياة صعبة، وخصوصا إن غالبا في زيادات هتحصل تاني للبنزين، يمكن مبادرات زي دي تخفف ع الناس".
اقرأ أيضا:
فيديو قد يعجبك: