لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف تحولت عمارة الأزاريطة إلى "مزار شعبي"؟

04:40 م الأربعاء 21 يونيو 2017

كيف تحولت عمارة الأزاريطة إلى "مزار شعبي"؟

الإسكندرية- محمد مهدي ومحمد زكريا:
تصوير-روجيه أنيس:

"عقار يميل على آخر" في منطقة الأزاريطة بالإسكندرية، لا يصدق كثيرون، تنتشر صور الحادث كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، الإعلام يتوافد على المحافظة الساحلية، غرابة الأمر تدفعه في مساحة اهتمام المواطنين، تمر الأيام في محاولة هدم العقار دون خسائر، ومعها تزداد شعبية المنطقة، حتى صارت أشبه بمزار، تأتيه الأسر المتضررة والجيران وأصحاب الفضول و"السائحين"، حتى اللحظات الأخيرة لانتهاء الأزمة.

العمل متواصل على مدار 24 ساعة، قوات الأمن في محيط العقار تمنع أي شخص من الاقتراب، غير أن عددا من الجيران وآخريين من خارج المنطقة كانوا يفضلون قضاء الليل أمام العقار المائل "الناس كانت تيجي ترص كراسي قدام الحواجز الأمنية ويطلبوا مشاريب من أقرب قهوة ولا كأكنه ماتش" يقولها أحد السكان.

صورة 1

لم يكن الأمن يعترض على وجودهم كونهم يجلسون على حواف الحواجز الأمنية "احنا عملنا الكردون عشان حماية الناس، أي حد براه يتحرك براحته" ذكرها أحد المسؤولين عن قوات الأمن بالمنطقة، ومن حين إلى آخر تقف سيارة أجرة، يُشير سائق التاكسي على العقار لزبائنه "كأنهم بيفرجوا الركاب على مزار سياحي".

الحر لا يطاق في الصباح، لكن ذلك لم يمنع مرور أصحاب العقار المائل والمجاورين له بعد أن تم إخلائهم من منازلهم خشية على حياتهم، يقتربون من الحواجز الأمنية، ينظرون إلى ما آل عليه العقار "باجي كل يوم أشوف عملوا إيه في العمارة، واسأل هيتهد كله إمتى،" يشتاق الحاج يوسف إلى منزله لكنه لم يكن يملك سوى الصبر.

صورة 2

بعد الصلوات الخمس مباشرة، هي الفترة المُفضلة لزوار المنطقة، يصلون في مسجد "علي إدريس" القريب من العقار المائل، ثم يقفون لدقائق أمام الحاجز الأمني هناك، يدلي كلا منهم بوجهات نظره عن الطريقة الأفضل للهدم "يعني كان مفروض يدكوه مرة واحد من تحت"، يقاطعه آخر "لا يا حاج إزاي بس، دا كان يتبوش بميه"، يمتعض رجل ستيني "ما الدنيا ماشية تمام والعمارة قربت خلاص مش محتاجين أفكاركم النيرة".

صباح الجمعة الماضي، وصلت أعمال الهدم قرب نهايتها، صلى عبد الرحيم إسماعيل الجمعة في مسجد "علي إدريس" المجاور لشارع الشخشاني بالإسكندرية، التقط صورة للعقار الذي أوشك على الهدم تمامًا، بينما حدث صديقه عن طيلة بعده عن منزله الملاصق للعقار المُهدم "قاعد عند أختي بقالي 16 يوم.. والواحد بيحس أنه تقيل ومش بيرتاح غير في بيته"، لذلك ينتهز صاحب الـ 59 عامًا فرصة الصلاة حتى يمر على منزله الذي طوقته قوات الأمن طيلة أيام الهدم.

صورة 3

الزيارات مستمرة، وسائل إعلام مصرية وعربية وعالمية تُغطي الحدث، مسؤولون من المحافظة والحي والوزارات يمرون لمتابعة ما يدور، العائشون داخل المسجد خلال الأزمة يخرجون كثيرًا ليطلوا على العقار "احنا شوفنا ياما، كان بيجي ناس من كل حتة" يذكرها أحد المُشرفين على عمليات الهدم-رفض ذكر اسمه.

صورة 4

قبل اليوم الأخير للهدم، فوجيء أحد الضباط المشرفين على تأمين المنطقة، بمجند يهرول نحوه معلنًا عن الامساك بفتاة أجنبية تحاول التوجه للعقار، اقترب الشاب العشريني منها ليكتشف أنها "إيرلندية، بتكلمني عربي مكسر بتقول:أنا عايزة أتصور مع عمارة الأزاريطة" ضحك وترك لها حرية التصوير طالما لم تتعدَ الحاجز الأمني.

التصوير لم يقتصر فقط على وسائل الإعلام أو الأجانب، أيضًا سكان المنطقة أو أهالي الإسكندرية ظلوا يتوافدون على العقار كل يوم لالتقاط "السيلفي"، إذ يعتبرونها ذكرى لابد من توثيقها وسردها لأبنائهم وأحفادهم في المستقبل، عن تلك العمارة التي مالت على مثيلتها في حدث نادر.

صورة 5

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان