مسئول كشافة "مرقسية الإسكندرية" يروي بطولة "عم نسيم" لحماية الكنيسة
كتبت- شروق غنيم:
تصوير- حازم جودة:
بعد انتهاء قُداس أحد الشعانين بكنيسة المرقسية في الإسكندرية، أمس، اطمأن مايكل سعيد، على خروج المُصلين من المكان، بحُكم عمله مسئولًا لكشافة الكنيسة منذ 10 أعوام. بعدها اجتمع بفريقه، يتبادلون التهنئة بعيد السعف، يتفقد أحوالهم وأجهزة التأمين مثل كشف المعادن، فيما يستعدون لتناول الإفطار معًا، على بُعد قرابة 50 مترًا، من بوابة الخروج.
للوصول إلى الكنيسة عليك المرور بشارعين، أحدهم يمين وآخر يسار، الأخير يحمل اسم شارع السلطان حسين، من هُنا مّر الإرهابي، يحكي سعيد كيف تعجّل الانتحاري دلوف الكنيسة عبر بوابة الخروج، بعد أن اطمئنت أجهزة الأمن أن الصلاة مرّت بسلام، تفاديًا للتفتيش، لكن عّم نسيم، مسئول الأمن في "البطرخانة" أوقفه.
من خلال ما رآه سعيد، يقول إن الإرهابي تردد حين صار لازمًا عليه المرور عبر البوابة الإلكترونية، فيما أوقفه عم نسيم ثانية وهنا "اتردد يدخل منها، فقال أفجر نفسي على البوابة أحسن"، يصمت الشاب بُرهة ثم يزفرها "وحصل اللي حصل. ضحايا كتير وقعوا، والمشهد كان صعب".
لا يستطيع مسئول الكشافة، تخيل فداحة ما كان سيحدث إذا عبر الإرهابي من البوابة إلى داخل الكنيسة "كان هيبقى في وسط الشباب، وكنا زامنا كلنا روحنا"، فيما يعتبر أن عم نسيم، الذي يعمل بالمكان منذ ربع قرن، هو المسئول عن حماية الكنيسة.
على مدار 10 أعوام قضاهم سعيد في الكشافة؛ كانت الإجراءات الأمنية تتمثل في تفتيش فرق المفرقعات للكنيسة بالكلاب والأجهزة، وبوابة إلكترونية على بوابة الكنيسة الرئيسية، إضافة إلى تزويد المداخل بعناصر من قوات التدخل السريع، المباحث، والقسم للتنظيم.
ويرى سعيد أن ما حدث أمس، قد يكون نتيجة اطمئنان عناصر الأمن إلى انتهاء القُداس بسلام، وهو ما لم يدفعهم إلى تفتيش الإرهابي قبل وصوله إلى البوابة "دائمًا كنت بقول للكشافة عندي، لازم تفتش أي جاكت أو سويتر"، وهي النقطة التي يعتبرها "خانت" الأمن.
يحاول سعيد لملمة شتات نفسه هو وفريقه، بعد هول الفاجعة التي شهدوها، لكن ذلك لن يثنيه عن الاستعداد لعيد القيامة المجيد، واتخاذ ترتيبات أمنية بالتنسيق مع قوات الأمن، لحفظ حياة المُصلين.
فيديو قد يعجبك: