لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

على بعد أمتار من "تمثال المطرية".. آثار عرب الحصن "خرابة"

10:18 م الثلاثاء 14 مارس 2017

منطقة عرب الحصن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا ورنا الجميعي:

انفضّ الجمع حول تمثال الملك سيتي الثاني، في سوق الخميس الجديدة، رحل مسئولو الدولة، وانسحبت كاميرات التصوير بعيدًا، عن المنطقة التي شهدت تواجد الإعلام منذ يوم الخميس الماضي، عين الغريب لا ترى، إلا أن العارفين بالمنطقة يُدركون جيدًا، أن ذاك الموقع الأثري ليس الوحيد في المطرية، لكن البقية مُهملين لسنين طويلة، منها عرب الحصن التي تحوّلت إلى "خرابة".

على بعد عدة أمتار من الموقع الأثري المُكتشف، تحديدًا في منطقة عرب الحصن، التي يفصل بينها وبين سوق الخميس الجديدة المقابر، هناك وقف "حسين" بجوار منزله الواقع على طرف البقعة التي تحتوي على قطع أثرية، والمغطاة بالحشائش، منذ عامين قام الشاب باستئجار ذلك البيت ذو الطوب الأحمر، ليعيش فيه مع أسرته، عاملًا بجمع القمامة المترامية، التي تسكن الأرض الأثرية.

يقول محمد إن المنزل الصغير ملك لأحد الأشخاص الذي رفض التصريح باسمه "مقدرش أقولكم عليه، تاني يوم هبقى في الشارع"، فيما أنكر عامل القمامة وجود آثار تحت المنزل، مُشيرًا للناحية الأخرى "دي موجودة اليمّة التانية".

على مقربة منه وقف "محمد الفيومي" بجوار السور المنخفض المحيط بالبقعة الأثرية، ينظر بأسى إلى قطع أثرية تحتضنها الأرض المٌقابلة له، يستنشق هواء مُحمل برائحة النفايات، بينما يملؤه غضب شديد، وغيرة على المنطقة الأثرية المعروفة قديمًا أنها جزء من مدينة أون الفرعونية، دفعته لتقديم شكاوي لوزارتي البيئة والآثار، علّهم يهتموا.

يعود الفيومي بذاكرته للوراء، نحو 20 عامًا من الآن، كانت منطقة عرب الحصن وجهة سياحية "في التسعينات كانت أتوبيسات مصر للسياحة، بتجيب الأجانب يتفرجوا على مدينة أون"، يقول الفيومي، وقتها كان في عمر صغير "كنت منبهر وفخور إني عايش في المكان ده"، الأمر اختلف تمامًا تلك الأيام "الأرض اللي كان بيزورها السياح، دلوقتي ملاها الحرامية وتجار المخدرات"، يذكرها صاحب الـ42 عامًا، بينما يُلقي بنظره للمكان الممتلئ بالقمامة.

مع شروق شمس صباح جديد، يَحمل الرجل الأربعيني قمامة منزله، ينظر في حزن إلى الأكياس المُتناثرة بالأرض الأثرية، يُسلم نفاياتها إلى سيدة عجوز مقابل قليل من المال "بس الناس لقيت منطقة الآثار خرابة، هتدفع فلوس ليه؟" يقولها مُستنكرًا وجود خفير وحيد يحرس المكان.

بجانب منزل لم يكتمل بنائه، يجلس الخفير "رضا" في هدوء، يشرب الشاي ويدخن السجائر، فيما يُشير إلى الأرض التي غطتها الحشائش "مفيش أي اهتمام بالأرض، وزارة الآثار يوم ما بتيجي تعمل حاجة بتولع في الحشائش"، لذلك اعتاد ابن حي المطرية على الهدوء المُصاحب لعمله "مفيش أي زيارات بتيجي للمكان، وهو بزبالته كده بعلم الدنيا كلها".

3edcf

فيديو قد يعجبك: