إهداء إلى.. لمن يُهدي الكُتاب أعمالهم؟
كتبت- رنا الجميعي:
يعتبر الإهداء فاتحة الكتاب، يهب فيه الكاتب نفحة مما سطره، يبعث من خلاله رسائل لأشخاص ولأماكن لهم فضل عليه، أو يؤطر إهدائه بالفكرة العامة التي تشمل الكتاب، مع كل كتاب جديد هناك إهداء خاص يحمل جزء من رَوْح الكاتب، وينتشر في معرض الكتاب هذا العام، عدد من الكتب ذو الطبعات الأولى، سواء رواية، مجموعة قصصية، أو ديوان شعري، في هذا التقرير نستعرض بعض الأعمال، وآراء كُتّابهم حول طبيعة الإهداء بالنسبة لهم.
صدر للكاتب الصحفي "حمدي عبدالرحيم"، كتابان في معرض الكتاب لهذا العام، هما؛ المجموعة القصصية "قبّل بنتًا حزينة"، والرواية "الدائرة السوداء"، يُهدي عبدالرحيم الكتاب الأول لشقيقه "بهجات"، ولأستاذه "علاء الديب"، يُنهي إهدائه بـ"أفتقد حنانيكما"، يُعلّق الكاتب لمصرواي على سبب الإهداء أن بهجات والديب قد رحلا عن العالم، وأنهما تابعا بشغف مراحل كتابة هذه المجموعة "وأردت أن أطمئن روحيهما إلى أن المجموعة قد اكتملت".
أما الكتاب الخامس في جُعبة عبدالرحيم، والذي صدر هذا العام أيضًا، فكانت رواية "الدائرة السوداء"، أهدى فيها الكتاب لأولاده، غير أن الإهداء سقط سهوًا أثناء مراحل التجهيز النهائي للنشر، على حد قوله.
ويتمنى عبدالرحيم أنه مع إصدار الطبعة الثانية للرواية سيُهديها أيضًا لهم، ويُفسّر الكاتب الصحفي سبب الإهداء أن أولاده الصغار ليسوا على دراية بحقيقة ما يصنعه، لذا رغب في القول لهم أنه كان مشغولًا عنهم بهذا الكتاب.
يرى عبدالرحيم أن طابع الإهداء يُسيطر عليه من تكون روحه حاضرة في مراحل الكتابة، فتتمثل أمامه، لذا كان شقيقه "بهجات"، وأستاذه "علاء الديب"، هما الشخصين اللذان أهدى إليهما أكثر من عمل له، ففي كتابه الأول "فيصل..تحرير" منحه لأخيه أيضًا، بالإضافة إلى شقيقه "مندي"، أما الديب، فقد أهدى له روايته الأولى "سأكون يومًا ما أريد".
يضيق عبدالرحيم بالكتب التي لا تحمل إهداء، حيث يرى أن قيمته تتمثّل في الكشف عن أصل الكتاب.
حمل العمل الأول "من الشباك" للصحفي، "أحمد خير الدين"، إهداء مزدوج، يقول فيه "إلى منى أمي، إلى 3 شارع أحمد نسيم، إلى أرواح نجيب محفوظ وإبراهيم أصلان ورضوى عاشور"، يرى خيرالدين أن الإهداء هو "بوابة الناس للكتب".
لذا وجّه إهداء المجموعة القصصية لشخص ومكان وثلاثة أرواح، رأى فيهم الفضل لما هو عليه الآن، ويتذكر خير الدين أن والدته هي أول شخص ساعده على الكتابة.
3 شارع أحمد نسيم هو موقع جريدة الدستور الأسبوعي، التجربة التي قادها الصحفي "ابراهيم عيسى" منذ 2005 وحتى 2010، يحكي خيرالدين عن علاقته بالدستور الأسبوعي التي بدأت كقارئ ثُم كصحفي بالجريدة "كان أول مكان اشتغل فيه".
أمّا الكُتاب، محفوظ وأصلان وعاشور، فقد ساهموا في تغيير طريقة تفكيره "على اختلاف مدارسهم، دول أكتر ناس بحب شغلهم". يعتبر خير الدين أن أفضل إهداء جديد يجده مؤثرًا من رواية "كان غدًا"، لهلال شومان، يقول فيه "إلى العابرين سريعًا.. يبقون لأنهم عبروا".
"الأربعاء.. أيوب" هو اسم الديوان الثاني لخلف جابر، يرى الشاعر الشاب أن الإهداء هو تعبير عن الحالة العامة للكتاب، ويُفنّد جابر شكل الإهداء أن إحدى صوره هو شكر مُباشر لأشخاص بعينهم "وأحيانًا دا بيكون في آخر الكتاب".
وهو ما فعله جابر في ديوانه الأول "عجلة خشب"، حيث شكر فيه لعدد من الأشخاص "لكل الناس اللي ساعدوني لحد عم صالح اللي كان بيجيب لي الشاي".
أما في ديوانه الثاني فأهدى جابر عمله إلى "ناس اختارت تموت وناس ماتت من غير ما تختار، إلى الاتنين اللي ماقدرتش انتصر عليهم: الحب والموت"، يقول الشاعر إن الإهداء يُلخص حالة الديوان كمشروع متكامل قائم على فكرة الحب والموت "ودول بيمثلوا مخاوفي في الحياة".
وبالنسبة لجابر فإن أفضل إهداء بالنسبة له، قد كتبه الكويتي "سعود السنعوسي"، حيث قال "إلى مجانين لا يشبهون المجانين.. مجانين لا يشبهون غير أنفسهم".
فيديو قد يعجبك: