لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كنان عظمة.. سوري يحلق بموسيقاه في سماء الحظر الأمريكي

12:06 ص الأربعاء 08 فبراير 2017

كنان عظمة

كتبت- هدى الشيمي:

بعد إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسومه التنفيذي بمنع دخول المهاجرين واللاجئين إلى الولايات المتحدة، لم يفكر الموسيقي السوري وعازف "الكلارينيت"، كنان عظمة، فيما سيفعله إذا تعطلت حياته، ولم يستطع العودة من العاصمة اللبنانية بيروت التي كانت أخر محطات جولته الموسيقية، إلى مدينة نيويورك الأمريكية التي باتت وطنه الثاني لستة عشر عاما.

حاول عظمة النظر إلى الأمر من منظور السوريين الذين مرّوا بويلات وأهوال خلال ست سنوات مضت، فلم يضع خطة بديلة وشعر بأنه لا يستطيع أن يشكو من أمر بسيط كهذا، "هناك سوريين فقدوا كل شيء، عائلتهم، واحبائهم، واصدقائهم" على حد قوله.

2013-08-7-erbil-188_full

 عُلق آلاف في المطارات، وتشتت عائلات وشعر طلاب يستكملون دراستهم في الجامعات والمدارس الأمريكية بالقلق على مستقبلهم، بعد صدور القرار الذي يمنع مواطني سبع دول ذات أغلبية إسلامية هي العراق وليبيا والسودان وسوريا والصومال واليمن وإيران.

بعد علمه بالقرار، حاول الفنان السوري العودة إلى أمريكا سريعا، لكي يفهم بالتحديد ما جرى، خاصة وأنه خلال إقامته في بيروت قرأ أخبارا متضاربة عن القرار.

قال الفنان السوري، الذي يحمل شهادة في الهندسة من جامعة دمشق، في حوار مع مصراوي، إن ما حدث "إهانة للإنسانية بصفة عامة. لا يجب أن يحمل الآخرون تجاه بعض أي شكل من أشكال التمييز، بناءً على لونهم أو نوعهم، أو خلفيتهم السياسية، ومعتقداتهم الدينية."

رأى الأمريكيون أن القرار يُسيء إلى بلادهم، بمبادئها وقيمها التي سارت عليها منذ سنوات طوالِ، فنزلوا في احتجاجات في عدة مناطق، رافعين رايات تندد بمنع دخول المهاجرين، مؤكدين أنهم سيمدون لهم دائما يد العون، ويساعدوهم قدر المُستطاع، ولم تخلُ الاحتجاجات من بعض الهتافات الطريفة والمسيئة للرئيس الأمريكي ولزوجته ميلانيا السلوفينية الأصل.

هذا ما اعتبره عظمة "مثال رائع على احترام الأمريكيين وحرصهم على قيم مجتمعهم". قال إن "أغلبهم لا يتضررون من القرار بشكل أو بآخر، لكنهم قرروا أن يدافعوا عن القيم الإنسانية، وأظن أن قوة الشعب تستطيع تغيير المجتمعات، ودفعها للأمام".

لم يتعامل عظمة، الذي يتعامل معه العالم على كونه موهبة فذّة، مع تهديد ووعيد ترامب للمهاجرين بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة خلال حملته الانتخابية بجدية، "لأني أراها مستحيلة،" حسبما يقول الموسيقي السوري الذي يعتبر قرارات الرئيس الأمريكي بالنسبة للمهاجرين ستكون بمثابة "صحوة للجميع للنهوض والدفاع عن حقوقهم والتعبير عن قلقهم."

لا يعد قرار ترامب الأخير أول شيء تتجلى فيه "العنصرية" في المجتمع الأمريكي، فمنذ وطأت قدماه الولايات المتحدة لأول مرة كطالب شاب يستعد لدراسة الموسيقى في مدرسة "جوليارد" نيويورك، شعر ب"نوع من التمييز" خاصة في كل مرة يصل فيها إلى المطارات، إذ يتعرض للاستجواب الإضافي بصفته عربي.

0821_kinan-azmeh1

وفي إحدى المرات، خلال انتظار الاستجواب، دفعه طول فترة الانتظار لتأليف معزوفة موسيقية أطلق عليها اسم "مطارات"، اعتقد أنها "وسيلة جديدة للاحتجاج على أي نوع من التمييز".

وعلى النقيض، لم يشعر عظمة بالتمييز داخل نيويورك، إذ تلقى كم هائل من الرسائل التضامنية من أصدقائه الأمريكيين، أعربوا فيها عن حبهم الشديد له، وقدموا له نصائح مختلفة، ومع ذلك قال: "لكني متأكد أنه في كل مجتمع يوجد أشخاص عقولهم مغلقة، يرفضون المهاجرين. لكن في تفسيري ذلك ينبع من جهل".

يعي عظمة الاختلاف بين حاملي "الجرين كارد"، التي حصل عليها عام 2014، ومواطني أمريكا الأصليين، ويعرف ما له وما عليه.

16195949_10154840935025928_8309133808735232231_n

لم ينسَ سوريا ولو مرة واحدة، خلال جولاته ومصاحبته لأهم وأشهر الموسيقيين في العالم منهم الصيني يو- يو ما، ومشاركته في العزف في افتتاح دار "إلبفيلهارموني" للموسيقى بألمانيا، بل يبحث دائما عن سبل لمساعدتها ودعم مواطنيه، ويحاول تحقيق ذلك عبر موسيقاه التي يجد في صنعها شكلا من أشكال الحرية، قال "أنا مقتنع بأنني لا أستطيع إيقاف رصاصة واحدة، أو إخراج المعتقلين من السجن، أو تعمير بيت، أو شفاء جرح، لكني قد أستطيع إلهام الناس ونشر الأمل بينها".

منذ ستة أعوام، شعر عظمة بالتفاؤل عندما رأى السوريون ينزلون إلى الشوارع يعبرون عن رأيهم، لكنه قال إن تطور الأحداث ووصوله إلى ما عليه الآن أمرا مأساويا. يرى سوريا "المكان الذي نشأ داخله، ويسعى للمساهمة ومساندة جميع السوريين."

عاد الموسيقي السوري إلى نيويورك منذ يومين ليواصل حياته بشكل طبيعي، ويستأنف عمله ويعود للتحليق من مكان إلى آخر ناشرا موسيقاه، بعد تعليق عدة قضاة فيدراليين قرار حظر المهاجرين، تبعه رفض المحكمة الفيدرالية الاستئناف الذي قدمته إدارة ترامب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان