من صناع الأفلام للجمهور.. "ترسو" شباك ع السينما
كتبت-رنا الجميعي:
في الخامس والعشرين من يناير الماضي انطلق موقع ترسو للتحليل السينمائي، لم يتم اختيار اليوم عبثًا، بل تزامنًا مع مرور 122 عام على العرض السينمائي الثاني، لفيلم الأخوين لوميير، المعروف بلقطة القطار الشهيرة، حيث شوهد القطار يدخل المحطة بالفيلم، فسبب للمشاهدون ذعرًا، وفروا من أماكنهم، من فرط واقعية المشهد.
بينما كان "مصطفى يوسف"، منتج بشركة "أفلام سين"، يعمل على مشروعاته الفنية، منها مشاركته في إنتاج فيلم "بيت التوت" الذي وصل لعدد من المهرجانات، وجد أن هناك حلقة مفقودة بين إنتاج الأعمال السينمائية والجمهور "علاقتنا بالجمهور ضعيفة"، يرى يوسف أن التغطية الخاصة بالسينما تركز على الأخبار الفنية فقط، دون معرفة كواليس الأعمال وتحليلها "زي ما كانت بتعمل مجلة الفن السابع قبل كدا".
رغب يوسف في وصل تلك الحلقة المفقودة من خلال إنشاء موقع ترسو، والذي استغرق نحو عامين لتصميمه "كنا عاوزين تصميم نقدر من خلاله إننا نكبره في المستقبل".
يعتقد يوسف أن السينما بشكل عام تهم جميع الناس، وليست حكرًا على فئة بعينها، ولا يرى مبررًا لاستخدام البعض جملة "الجمهور عايز كدا"، كما أنه يرفض تصنيفات الأفلام، لذا تم اختيار اسم "ترسو" للموقع، الذي يُشار إليه قديمًا بأفلام الدرجة الثالثة.
يحتوي ترسو على ملف يضم فكرة عامة، آخره كان الجنس والسينما، ومقالات تحليلية طويلة لأفلام مثل "المواطن كين"، "و"هلأ لوين"، كما أنه يضمّ قسم "المدونة" وهي تعني بتجارب الناس في مشاهدات الأفلام، "فيه ناس بيتفرجوا بس بيكتبوا عن تجربتهم على الفيسبوك بس، ودي ممكن تضيع "، هنا يقوم المحرر وهو "محمد كلفت"، بالتواصل مع هؤلاء وتنقيح المحتوى ونشره على الموقع، بلغته العامية.
ثلاثة أشهر منذ يناير هم المرحلة التجريبية لموقع ترسو، حيث يحاول القائمون على الموقع بالوصول لأكبر عدد ممكن من المشاهدين، ويُقسّم يوسف المتلقين إلى ثلاث، أولها هو الفئة المهتمة بالفعل "واحنا فعلا وصلنا ليهم، من خلال الأرقام عارفين إن فيه ناس بتدخل الموقع ووقت الزيارة بيكون طويل، على الأقل بيقروا تلات مقالات في الزيارة الواحدة"، وهناك فئتان آخران لتوسيع تلك الدائرة إلى غير المهتم أصلًا.
لذا يُحاول القائمون طيلة الوقت عمل شراكات مع كيانات ثقافية، حيث سيكونون في أيام بيروت السينمائية، الشهر القادم، للتعريف بالموقع.
لا يُعتبر ترسو منصة للنشر، لكنه يسع لمدّ التواصل بينه وبين الجمهور من خلال قسم "المدونة"، التي تعتبر مساحة حرة، ويقوم فريق العمل، حسب يوسف، الفترة القادمة على الوصول لدائرة أكبر من الجمهور من خلال تدشين قسم الحرفيات، الذي يناقش أصل صناعة السينما.
فيديو قد يعجبك: