لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من "بيت لحم" لـ"رام الله".. طقوس عيد الميلاد تُقاوم الاحتلال

10:32 م السبت 09 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - دعاء الفولي:

الأربعاء الماضي كانت فيوليت إدمون رفيدي، تتابع خطاب الرئيس دونالد ترامب، من مسكنها بمدينة رام الله. اعتراها الغضب، زاد يقينها أن القدس فلسطينية عربية، ظلت تردد أنها ترفض القرار ولا تعترف به، غاص قلبها حزنا على ما سمعت، دون معرفة أن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد صار أيضا مشوباً بالقرار الأمريكي ومضايقات الاحتلال.

مطلع ديسمبر من كل عام تٌضاء شجرة الميلاد المجيد، في محافظة بيت لحم التي شهدت مولد المسيح عيسى عليه السلام، تمهيداً للاحتفال في الخامس والعشرين من نفس الشهر، لكن الأحوال ذلك العام مختلفة؛ إذ تم إطفاء الشجرة احتجاجاً على قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس.

منذ وعت فيوليت على الدنيا "وإحنا الاحتفال أمر مقدس بالنسبة إلنا". يبعُد مسكن الصحفية ومقدمة البرامج بهيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني عن بيت لحم حوالي ساعة، لكنها لا تفوّت طقوس العيد هُناك. تبدأ احتفالات الميلاد في فلسطين، بإضاءة الأشجار المُزيّنة بمناطق عدة ثم تختلف الفعاليات من مدينة لأخرى.

تضم محافظة بيت لحم عدة مدن منها "بيت جالا" و"بيت ساحور"، تُضيء كل واحدة منهما شجرة الميلاد في ميعاد مختلف. وفيما انطفأت أضواء الشجرة الأكبر في مركز المحافظة، قرر مجلس بلدية "بيت ساحور" استخدام أجواء العيد لنبذ ما يفعله الاحتلال.

مهرجان "الفرح العظيم" هو الفعالية التي يُشرف عليها مجلس بلدية بيت ساحور سنويا، فيما هذا العام تم تغيير الاسم إلى "احتفال إضاءة شجرة الميلاد من أجل القدس".. حسبما يقول إلياس دعيس، عضو المجلس.

"نريد إرسال رسالة وطنية من بيت ساحور للعالم تنديدا بقرار ترامب وتأكيدا على حق الشعب الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس"، حيث سيتم الغاء مظاهر الاحتفال من موسيقى وأغاني وألعاب نارية، وسيتم اقتصارها على الترانيم الدينية والصلوات وكلمات رجال الدين وبلدية بيت ساحور والقوى الوطنية والسياسية في المدينة، حسبما يقول دعيس.

في الثاني من ديسمبر الجاري أُضيئت شجرة الميلاد في مدينة رام الله. احتفلت فيوليت مع أصدقائها والعائلة، استمعت للترانيم المسيحية العذبة، فيما صنعت "البربارا" ووزّعتها على الجيران، إحياءً لعيد القديسة "بربارا" التي حُبست بسبب إيمانها بالمسيحية، ما جعلها تزرع القمح ثم تسلقه وتأكله "صرنا نعمل هيك كل سنة مع إضافة بعض النكهات".

رغم احتفال فيوليت، لكن لبيت لحم وضع آخر "الطقوس فيها غير"، تقول الشابة إن إطفاء الشجرة هُناك لا يعني إلغاء العيد "خاصة إنه لم يصرح أحد بشكل رسمي بذلك". غير أن حالة الشلل التي تعاني منها فلسطين جزئيا بسبب الإضراب زرعت في قلبها الخوف، تستعيد كلمات ترامب، التي مدح فيها حرية الديانات في إسرائيل، قبل أن تقول "أي حرية تلك اللي بيحكي عنها"، حيث تتذكر أكثر من مرة تم منع أشقائها الرجال من زيارة كنيسة القيامة بالقدس "بيفرقوا العائلة الواحدة.. بيعطوا تصاريح لجزء وجزء لا".

منذ 15 عاما تنظم بلدية بيت ساحور بالشراكة مع مجلس الكنائس مهرجان الفرح العظيم الذي يُقام على مدار 3 أيام، ورغم تفاصيل كثيرة سيفقدها المهرجان ذلك العام "بس إضاءة الشجرة اليوم هي تحدي للاحتلال الذي يحاول إطفاء هذا النور وطمس الشعب الفلسطيني بسياسته الهمجية"، حسب تعبير عضو البلدية.

ذلك العام ليس الأول الذي تتأثر فيه "بيت ساحور" بالأحداث "مررنا بأوضاع صعبة خلال الانتفاضات والحروب وحملت الاحتفالات الطابع الوطني"، يقول دعيس إن تلك الوسيلة هي الوحيدة لمحاربة ما يفعله الاحتلال "هو يحاول طمس الهوية الفلسطينية وخاصة المسيحية فنحن جزء من هذا النسيج الوطني الفلسطيني ولسنا بضاعة مستوردة من الغرب".

تشعر فيوليت أن "الاحتلال قدر يضايقنا بالعيد"، فحتى إن لم يتم إلغاء الاحتفالات الرسمية ببيت لحم "بنضل نتذكر إن القدس صارت مهددة وعلينا التعايش مع هذا الوضع"، أما دعيس، فبعيدا عن منصبه في البلدية، يعمل كرئيس قسم السياحة والمعرفة بمؤسسة "الأراضي المقدسة"، والمشرفة على تنظيم رحلات سياحية للأجانب في الداخل الفلسطيني.

لا ترتبط الرحلات السياحية بالربح فقط؛ جزء من أهدافها تعريف الزائرين بتاريخ الوطن بعيدا عمّا يُنقل في الإعلام الغربي. في ديسمبر تحديدا ترتفع وتيرة الزيارات تزامنا مع الطقوس الدينية، إلا أن دعيس لا يعلم مصير الرحلات بعد ما حدث؛ لديه تخوف من إلغاء بعضها بسبب عدم الاستقرار الأمني والسياسي، لاسيما وأن جزء من اقتصاد مدينتي القدس وبيت لحم قائم على السياحة.

اليوم تُضاء الشجرة ببلدية بيت ساحور "كان بدّي أروح لكن ظروف منعتني".. تحكي فيوليت، تبتهج بعدما عرفت أن "أشجار الميلاد بالقدس القديمة يتم إضاءتها حاليا". تنوي الإعلامية المشاركة في أي احتفالات قادمة سواء برام الله أو بيت لحم "بنحاول نلاقي أي لحظة نفرح فيها عشان نقول للاحتلال احنا موجودين رغم كل الإجراءات التعسفية اللي بتعملوها ضد شعبنا.. بدنا نقولهم احنا قاعدين لكوا".

فيديو قد يعجبك: