19 يوم جنب الركام.. مأساة 3 أسر في الساحل
كتبت - يسرا سلامة:
لم تكن كارثة انهيار عقار رقم 22 شارع الحكر بمنطقة الساحل بشبرا كافية، لكنها أثرت على ثلاثة أسر في العقار المجاور، حتى لا يستطيع هؤلاء الدخول إلى منزلهم دون مهارة القفز على تلال ركام المبنى، حتى انتقل عدد منهم خارج منزلهم، حتى ينقل الحي الركام.
بدأت الأزمة في شارع الحكر بعدما سقط الدور العلوي في العقار المتواجد قرب نزلة الساحل، وذلك في 20 نوفمبر الماضي، بعدها تضرر الساكنين به، وخصصت المحافظة لهم شقق في مدينة بدر عوضا عن ذلك، لكن المنزل بالكامل سقط فيما بعد، وأصبح أزمة للسكان المجاورين بحسب "يحيى زكريا"، القاطن بجوار العقار المنهار.
حالة من الهلع أصابت أسرته والساكنين في المنزل من إخوته، ويبلغ عدد المقيمين 15 فرد مكونين لثلاثة أسر، ليذكر الرجل الأربعيني الساكن في المنزل منذ ولادته، إن اولاده الثلاثة وزوجته انتقلوا للعيش عند حماته، بعد ذلك الهلع، وبعدما فقدوا الأمل في أن تحل الأزمة فقط بإزالة الركام من وسط الشارع، مضيفا أن هناك تصدعات في المنزل المجاور، لا يعلم من المسؤول عنها.
الهلع وحده لم يكن ثمنا لأسرة "زكريا"، لكن أيضا توقف أكل عيشه، فهو صاحب لمحل بقالة سُدت بابه بسبب الركام، "لا عارف افتح ولا أبيع.. وعندي حاجات صلاحيتها هتبوظ"، يشكو الرجل من زيارات يومية للحي لحل الأزمة دون جدوى "تقريبا بروح كل يوم للحي وكل الموظفين بيقولوا مفيش حاجة في إيدينا"، بالإضافة إلى إلقاء المسؤولية على صاحب العقار المنهار.
"عربيات بتروح وتيجي من الحي وما بتشيلش حاجة".. يردف يحيى عن آخر محاولة تمت اليوم الاثنين لقدوم أحد سيارات الحي في الصباح، ولم تزيل إلا عدد من الأوراق، بحسب وصفه، قبل محاولة بالأمس بتواجد لودر، هدم الركام من أعلى إلى أسفل، قائلا "كل اللي عملوا إنهم زودوا الطين بلة، ومحدش سأل فينا، وبيكلمونا في الحي بمنتهى التعالي، ومش حاسين إننا في مأساة".
"كل مهمتنا إننا نفتح الشارع".. ذكرها اللواء محمد عبد الجليل رئيس حي الساحل تعليقا على أزمة العقار، مجريا اتصالا هاتفيا إلى أحد المسؤولين في الحي عن الإشغالات، ومؤكدا أن "الأزمة انتهت" بحسب قوله، ليعود مؤكدًا أن الحي سينهي أزمة "الرتش" الخاص بالمنزل المنهار في اليومين التاليين بشكل نهائي. وأكد رئيس الحي أن "الشارع مفتوح الآن" وهو ما نفاه الجار في اتصال هاتفي لاحق "الرتش لسة قافل الشارع".
وأكد عبد الجليل لـ"مصراوي" أن مسؤولية الحي تنتهي في حدود الشارع، ولا يوجد مسؤولية قانونية لإزالة الركام داخل إطار المنزل، ذاكرا "دي مسؤولية صاحب البيت المنهار"، فيما يذكر الجار أن صاحب البيت لا يأتي إلا قليلا، وبسبب نزاع مع أحد المقاولين من الحي على الأموال، لم يتم التخلص من الركام حتى الآن "لو فيه مشكلة بين صاحب البيت وحد في الحي، إيه ذنبنا؟".
تبدو الأزمة منتهية في حديث رئيس الحي، مؤكدا "إحنا الحي الاول في محاربة الفساد في مصر"، فيما لا يحلم يحيى والساكنين بالمنزل من أخواته وأولاده إلا بسكن آمن، مضيفا "إحنا رحنا للحي وقولنا احجزوا حتى ع الأرض لحد ما تخدوا حقكم.. بس راعوا حقوق السكان التانيين"، فيما لا يزال الطريق مسدودا أمام المارة والسيارات.
اقرأ ايضا:
فيديو قد يعجبك: