بعد ارتفاع الأسعار.. حيل أولياء الأمور لتوفير "المصروف" لأبنائهم
كتبت - ياسمين محمد:
شكاوى يومية من الطلاب في مراحل التعليم المختلفة، إلى أولياء أمورهم: "المصروف مابقاش يجيب حاجة حلوة"، ومطالبات برفع القيمة اليومية "للمصروف"، أضافت عبئًا جديدًا إلى الأعباء اليومية التي تثقل عاتق أولياء الأمور أثناء محاولتهم توفير قوت اليوم.
موجة غلاء الأسعار التي أصابت معظم سلع السوق المصري خلال الفترة الراهنة، لم تؤثر فقط على أرباب الأسر، بل امتد تأثيرها ليصل إلى التلاميذ بعد أن أصبح "مصروف" يدهم لا يلبي احتياجاتهم اليومية.
"مصراوي" تتبع مطالبات الأبناء بزيادة "المصروف"، الذي سار في رحلة غلاء بدأت بجنيه واحد منذ سنوات، ووصلت إلى 20 جنيه هذه الأيام، وحيل أولياء الأمور للتغلب على الأزمة.
"ابني في 3 ابتدائي بديله سندوتشات وثمرة فاكهة وعصير و 5 جنيه، وبيفاوضني على زيادة المصروف لـ10 جنيه"، يقولها خالد صفوت أحد أولياء الأمور، مؤكدًا وقوع مشادة بينه وبين ابنه صباح اليوم أثناء مطالبته بمضاعفة المصروف "لإن الـ5 جنيه مابقتش تجيب نفس الحاجات اللي كنت بجيبها قبل كدا"، مشيرًا إلى أن تكلفة "السندوتشات والفاكهة والعصير ارتفعت إلى 30 جنيهًا يوميًا في مقابل 15 إلى 20 قبل ذلك، انا قولتله صرف نفسك".
وتقول شيماء عبد العزيز: "أنا بجيب الحاجة من السوبر ماركت كل أسبوع واحطهالهم من البيت، كنت بجيب لبن وشيكولاتات بـ300 جنيه في الأسبوع، السبت اللي فات جبت نفس الحاجة بـ620 جنيه".
ذات يوم طالب يوسف الطالب بالصف الرابع الابتدائي بإحدى المدارس الحكومية، والدته برفع مصروفه من 2 جنيهًا إلى 4 أو5، حيث كان يشتري "فطيرة" من أحد الأفران بجنيه، و"شيبسي أو بسكوت" بالجنيه الآخر، ولكن مع ارتفاع الأسعار، أصبحت "الفطيرة" بـ2.5 جنيه، و"الحاجة الحلوة" بـ1.5 جنيهًا.
تشير أسماء إبراهيم، معلمة بإحدى المدارس الخاصة، إلى أن مدرستها تنقسم إلى طبقات، وفقًا لنوع الدراسة التي يتلقونها "عربي أو لغات"، مشيرة إلى أن الطبقات الاجتماعية المرتفعة لم تتأثر بارتفاع الأسعار، فتجد بعض طلابها يحملون نحو 20 جنيهًا يوميًا لشراء الحلوى والـ"سندوتشات" من "الكانتين".
أما الطلاب من الطبقة المتوسطة، فتوضح إبراهيم، أنها تحاول التكيف على العيش بنفس المبلغ الذي يحصلون عليه يوميًا من أولياء أمورهم.
وتلفت أسماء النظر إلى ان بعض المدارس الدولية تطبق نظام "الكوبون" ومن خلاله يسدد أولياء الأمور مبلغًا معينًا للمدرسة، يسحب منه الطلاب كل يوم بنسب ثابتة، حتى لا تظهر أي تفرقة بين الطلاب بعضهم البعض.
وأخرجت فاطمة نفسها من دائرة ارتفاع "المصروف" وقررت إلغاءه تمامًا بالنسبة لطفليها، وتعويضهما بمأكولات أخرى أكثر فائدة وأقل تكلفة مثل: "الفشار، البليلة، حمص الشام"، إلى جانب "السندوتشات".
وتكيف إيهاب مع موجة ارتفاع الأسعار بتغيير نوع الطعام: "خفضنا نوعية السندوتشات من جبنة رومي لطعمية، وفي البيت بنعوض بأكل تاني، لإن التكلفة كانت 20 جنيه يوميًا"، موضحًا أن ابنته في الصف الأول الابتدائي "فسهل يتضحك عليها"، ومن الآن يخشى ما قد تطلبه منه بعد سنوات خلال المرحلة الإعداية: "كل مابيكبروا بيطلبوا زيادة".
إلى جانب الارتفاع الطبيعي في الأسعار؛ تشير يمنى إحدى المعلمات، إلى أن الأسعار بـ"الكانتين" تزيد عن الأسعار الطبيعية بمعدل "نصف جنيه إلى جنيه"، ما يزيد العبء على أولياء الأمور من جهة أخرى.
فيديو قد يعجبك: