بعد إخلاء سبيل "بحر".. أسرة زملكاوية تحتجزها الإجراءات الشرطية
كتب- محمد زكريا:
الأربعاء قبل الماضي، علمت والدة "أحمد بحر" بخبر إخلاء سبيله، فرحة غمرت قلب الأم الموجوع على ابنها الغائب، سعادة حملتها عيون الأب المشتاق لرؤية ولده. وفي انتظار الأسرة لخروج الابن المحبوس منذ حوالي العام والنصف، تقف الإجراءات حتى اللحظة حائلًا بينها وجسد الابن الغائب.
صباح الخميس قبل الماضي، استيقظت الأم سريعًا، هرولت مستندة على كتف زوجها، توجه الوالدين إلى مقر نيابة أمن الدولة العليا، لدفع الكفالة المستحقة على الابن المُخلى سبيله، فيما يَغلُب الحنين قلب الأم المُشتاقة لرؤية ولدها الوحيد.
انتهاء الخميس الذي تلاه يوم إجازة من الإجراءات الحكومية، دفع الوالدين التوجه السبت الماضي إلى سجن طرة- مقر احتجاز العضو برابطة مشجعي نادي الزمالك، قدم الأب الورقة التي تُثبت إتمام الأسرة للإجراءات القانونية، فيما تمنت الأم أن تكون تلك الليلة موعد اصطحاب الابن المحبوس إلى بيته بحي ميت عقبة بمحافظة الجيزة.
في العام 2013، كان بحر أحد المتهمين في قضية "اقتحام نادي الزمالك"، إذ قضى على إثرها حوالي 5 أشهر رهن الحبس الاحتياطي. في الوقت الذي تنفي والدته أي علاقة له بالقضية "يومها رجع من الشغل الساعة 8 الصبح تعبان، ووقت الاقتحام الساعة 4 العصر كان نايم في البيت" تحكي الأم لمصراوي.
وفي مايو من العام 2015، تم استدعاؤه من جديد للحبس الاحتياطي في قضية "تنظيم الوايت نايتس"، تخللها قضائه مدة الحكم بعام في "اقتحام نادي الزمالك"، قبل أن يحصُل على إخلاء سبيل في قضية "حرق قاعة المؤتمرات".
بعد أن طلبت أسرة الشاب الزملكاوي إنهاء خروجه من سجن طرة، ردت إدارة السجن بوجوب إرسال مندوب لديها إلى "أمن الدولة" للحصول على صحة إفراج في القضية، بعدها انتظرت الأسرة أسبوعًا كاملًا "بعد ما جابوا صحة الإفراج، كل شوية يقولولنا عربية الترحيلات هتيجي بكرة.. هتيجي بعده"، إلى أن تم إرسال خريج كلية الحقوق إلى "تخشيبة الجيزة" الأربعاء الماضي.
لم تنتظر الأم طويلًا، رافقت الأب إلى مقر احتجاز الابن المحبوس، شد الزوج من آزرها فيما تزيد آلام قدماها من محنتها، تحاملت الأم بينما يسيطر عليها لحظة احتضان سندها. غير أن إرجاء طلب الأسرة بالإفراج عن بحر في اليوم التالي لاستكمال الإجراءات، زاد من إحساس الأم بالقهر الشديد "مقدرتش أستحمل، أنهرت قدام التخشيبة، وأمناء الشرطة جابولي كرسي عشان أقعد، قولتلهم خرجوا النهاردة وخدوني أنا وهو عمره ما هيضحي بيا".
استمرار بحر حتى اللحظة رهن الاحتجاز يُشير إلى "تعنت من قبل وزارة الداخلية"، بحسب محمد فتحي، المحامي بالمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وأحد أعضاء هيئة الدفاع في قضية "تنظيم الوايت نايتس".
ويضيف محمد فتحي لمصراوي، إن تلك الإجراءات المُتبعة تهدف إلى تعطيل السجين بحسب الحاجة؛ بهدف التنكيل به وإزلاله. مؤكدًا أن "بحر محتجز بدون وجه حق".
المعاناة التي تعيشها الأسرة في تلك الأيام لم تكن الأولى. قبل أقل من شهر توفت جدة بحر، بعد استئناف النيابة العامة على قرار إخلاء سبيله "ماتت من جلطة وهي بتنده على اسم أحمد". بجانب تكبد الأسرة حوالي "200 ألف جنيه متشالين عشان جهاز اخته الوحيدة، بين زيارات ومحاكم.. بقالنا أكتر من 3 سنين مبنخطيش خطوة إلا بفلوس".
أول من أمس توجه الوالدين إلى مقر احتجاز بحر، وسط آمال ضئيلة أن تحمل تلك الليلة خبر إطلاق صراحه "قالولنا هيرحلوا على قسم مدينة نصر عشان يجيب صحة إفراج في قضية قاعة المؤتمرات، وبعدين يرجع تخشيبة الجيزة تاني، بعديها يروح قسم العجوزة عشان يجيب صحة إفراج في قضية اقتحام نادي الزمالك". في الوقت الذي يؤكد فيه محامي الشاب أن "تلك الأوراق يتم تسليمها باليد ما بين الأقسام والنيابات والمحاكم من خلال أمين شرطة". فيما تنطق الأم بأسى "جدته ماتت، بس فاضل أنا وأبوه".
فيديو قد يعجبك: