لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في "قصر الدوبارة".. من هي الفتاة التي رسمت "قصة الميلاد" بالرمال؟

08:26 م الجمعة 06 يناير 2017

تصوير أحمد عبدالفتاح

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- دعاء الفولي ومحمد مهدي:

فوق مِنبر كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية، وقف ما يزيد عن عشرين عازف وُمرنم يتلون صلوات ليلة العيد. وفيما يُنقل الاحتفال على الهواء، ظلت يدا ساندرا نسيم تتحرك بحرية فوق لوحة زجاجية، ترسم عليها بالرمال تاريخ الميلاد المجيد، غير عابئة بأعين كثيرة اتجهت نحوها، تٌتابع بلهفة ما تقوم به.

بداية الرسم على الرمال جاءت بالصدفة منذ عامين "لما الكنيسة بتاعتي في إسكندرية طلبوا مني في رأس السنة أرسم لهم لوحة مختلفة ففكرت إنها تكون من الرملة" تقول ساندرا لمصراوي. وقتها تعلمت الفتاة تلك المهارة من خلال متابعة المقاطع المصورة على الإنترنت، حتى أتقنت الأمر، ورسمت اللوحة الأولى عن قصة النبي داودد عليه السلام.

بالأمس استقلت الفتاة ذات الأربعة وعشرين عامًا القطار قادمة من الإسكندرية إلى القاهرة، حاملة عدة كيلوات من الرمال "عشان الرمل اللي برسم بيه مش موجود هنا في القاهرة فبشتريه من بتوع المونة في إسكندرية".بدأت علاقة خريجة الفنون الجميلة بـ"قصر الدوبارة" منذ عام 2012، حينما انضمت لفريق تطوعي يُدعى "احسبها صح"، ويقوم تنظيم احتفالات الكنائس، وأعمال خيرية مختلفة.

____-1

تدربت ساندرا على لوحة اليوم لعدة أسابيع، غير أن المنضدة التي استخدمتها كانت أصغر كثيرا "مساحتها حوالي 75 سم"، في حين أن عرض اللوحة في قصر الدوبارة وصل إلى 4 أمتار، ربما ذلك ما زرع في قلب الفتاة السكندرية التوتر "عشان كدة عملت الأربع رسومات بتوعي على ورق وخليتهم معايا وانا برسم عشان أرجعلهم طول الوقت".

بعدما علمت ساندرا أنها ستصاحب كورال الترانيم بالرسم، حصلت على نسخة من كلمات الأغاني "عشان أفهم ممكن أرسم إيه"، وبدأت في عمل أربع لوح صغيرة تُغطي كلمات الترانيم "جزء من الكلام كان عن الضيق ففكرت إنه يبقى فيه قيود في الرسم وهكذا.."، وعقب الانتهاء من الرسومات تشاورت الشابة مع القائمين على الكورال، لتخرج اللوحات بشكلها النهائي.

أدوات ساندرا بسيطة؛ إضاءة قوية، فوقها طبقة خفيفة من الورق الشفاف، ثم لوح زُجاجي لنثر الرمال عليه، مازالت الفتاة تذكر حين أخبرت الكورال بالأمس أن لوحة الرمال تلك هي الثانية فقط لها "الناس اتخضت طبعا بس وثقوا إني هعمل حاجة كويسة وكان ورايا في إسكندرية جيش بيدعي وبيصلي إني أنجح".

الديكور هو تخصص الفتاة السكندرية، تعمل به أحيانا حين يُطلب منها تصميم أثاث بعض الأماكن، فيما لديها مشروع "شغل يدوي" مازال في بدايته، أما في غير أوقات العمل، فحياة الشابة مرتبطة بالكنيسة الإنجيلية بسيدي بشر، هُناك تصنع لوحات أخرى ليست مرتبطة بالزجاج، كتلك التي أنجزتها على مساحة متر في مترين لتُعلق داخل الكنيسة.

____-2

قبل بدء مراسم الاحتفال بدقائق قليلة، تعالت نبضات ساندرا "العدد اللي حضر ضخم جدًا غير التغطية الإعلامية"، أخذت الفتاة نفسا عميقا، ظنّت أنها ستفقد مهارتها، إلا أن انسياب الموسيقى وأصوات الكورال أبعدها عن أي خوف "مجرد ما مسكت الرملة انفصلت عن كل اللي حواليا تماما"، لم تشعر بوجود مشاهدين، ولم تهتز يداها، إلا عندما اقتربت منها الكاميرا لتركز على اللوحة "كنت بخاف لأخبطها وبحاول معدلش كتير وهي جنبي".

تؤمن ساندرا أن الصورة لها جلال "لو حد مفهمش الكلام اللي اتقال وشاف الرسمة هيوصل له المعنى". حينما انتهى وقت الترانيم، لم تتخيل مدى احتفاء الآخرين بها، غير أن أكثر ما أسعدها "إن الناس تشوف رسايل من ربنا في الميلاد مرسومة بأيدي".

فيديو قد يعجبك: