إعلان

25 يوم اختفاء.. "إبراهيم وأمير فين"؟

01:07 م السبت 14 يناير 2017

أمير اليماني وإبراهيم رجب- صورة رئيسية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت– يسرا سلامة:


في مساء الثلاثاء 21 ديسمبر الماضي، تحديدا في الحادية عشر والنصف مساءً، كان آخر اتصال هاتفي بين "زينب إبراهيم" وابنها "أمير كمال اليماني"، يطمئنها بعودته بعد إيصال زميله "إبراهيم رجب"، والذي كان في الطريق إلى منزل والدة خطيبته، قبل أن يختفى كلا من الشابين، وتظل هواتفهما حتى السبت 24 ديسمبر تُفتح دون رد، قبل أن تسير العائلة في درب أهالي اختفى ذويهم قسريا.


تحكي الأم آخر ما اتصل بينها وبين ابنها، أمير اليماني، 24 عاما، الطالب بالسنة النهائية بكلية نظم ومعلومات في مدينة المنصورة بالزقازيق، تقول إنه كان من المفترض إيصال صديقه إبراهيم لمنزل حماته، وذلك استعدادا لكي يزور إبراهيم خطيبته "أسماء حمدي"، والتي أفرج عنها قبل أسبوعين من سجن القناطر بعد إلقاء القبض عليها من من حرم جامعة الأزهر بمحافظة الشرقية في ديسمبر 2013، عقب امتحانها، وحصلت على حكم خمس سنوات في قضية التظاهر بدون ترخيص.

لم يواجه كلا من إبراهيم أو أمير أي تهم رسمية من قبل، ولم يتم إلقاء القبض عليهما قبل ذلك الاختفاء، وفقا لما رواه ذويهم لـ"مصراوي"، لكن وجود عربة "بوكس" قبل يوم اختفائهما، بالقرب من منزل أمير، والتي تواجدت أيضا في أيام سابقة، ولم تظهر إلا بعد الاختفاء في الواحدة بعد منتصف الليل وترحل مسرعة، جعل الأم ترجح أن أمير تم اعتقاله من قبل الأمن، رغم ذهابها إلى قسم الزقازيق أول وثاني، ومديرية ومعسكر الأمن هناك، وكذلك إلى النائب العام، وعدة أماكن للاستقصاء عن والدها، ولم يصلها إلا رد واحد "منعرفش عنه حاجة.. استنوا لما 25 يناير تعدي".

يوم الاختفاء كان أول امتحانات "أمير" في عامه النهائي، منذ الاختفاء لم تتوقف الأم من الاتصال بالابن الغائب، يُفتح الهاتف دون رد. تذكر أن شقيقه "أحمد كمال" تم إلقاء القبض عليه بعد فض رابعة العدوية في أغسطس 2014، تقول "اتقبض عليه بعد الدرس الخصوصي من الزقازيق، وقعد سنة ونص في السجن بعدة تهم منها التظاهر دون ترخيص، والانتماء لجماعة محظورة". الشقيق المفرج عنه في أول العام الماضي زاد شكوك الأم حول دوائر الأمن من اختطاف الابن الثاني.

نفس الشكوك تراود "أسماء حمدي"، خطيبة "إبراهيم رجب إبراهيم عرفات"، وقبل الإفراج عنها بأسبوع من سجن الزقازيق، علمت خبر اختفاء خطيبها، والذي كان يقيم في القاهرة، لكنه كان يداوم على زيارتها في السجن، في فترة ما بين أسبوعين أو كل أسبوع، بحسب سماح الزيارات هناك، خاصة إنه لم يكن من أقارب الدرجة الأولى لها، ويصعب ذلك إجراءات الزيارة.

تأخر "إبراهيم" في الذهاب لمنزل حماته تحول إلى قلق في الاتصال به، حتى علموا خبر الاختفاء، تتعجب الخطيبة من إلقاء القبض عليه، تقول "لو كان مطلوب من الأمن، هو كان بيجي لمدة 3 سنين لسجن الزقازيق لزيارتي، وبيتم الكشف عن بطاقته في كل مرة". كان إبراهيم الذي يدرس بالسنة النهائية بإعلام جامعة الأزهر يعمل على إعداد شقة الزوجية استعدادا للزواج لكن اختفاؤه حال دون ذلك.

اتخذت عائلة إبراهيم الخطوات الرسمية للإبلاغ عن اختفاء الشاب، وتدافع خطيبته عنه "هو مكنش ناشط ولا كان مركز غير في قضيتي وإنه يقف جنبي"، وعبر هاشتاج "#إبراهيم_رجب_فين" تحاول الشابة أسماء إلقاء الأسئلة فيما لا تتلقى إجابات، معلنة "إبراهيم رجب مش هيبقى رقم"، فيما تنتظر الأم "زينب" رد المجلس القومي لحقوق الإنسان بعد الإبلاغ عن حالة ابنها الثلاثاء الماضي، مشيرة إلى أن المجلس وعدها بالرد عقب 10 أيام.

ويؤكد رئيس لجنة الشكاوى بالمجلس القومي لحقوق الإنسان ناصر أمين أن الشكاوى التي تصل إلى المجلس يتم إخطار وزارة الداخلية بها فورًا، مضيفا لـ"مصراوي" أنه من المهم أيضا لذوي المختفين أن يقوموا بالإبلاغ قانونا من خلال القسم التابع لمنطقة الاختفاء، وذلك عن طريق محضر رسمي للنيابة العامة في حالة عدم معرفتهم بمكان الشخص المختفي.

ويوضح عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان أنه من المتبع الانتظار فترة من 10 إلى 15 يوم، للتأكد من أن الشخص المطلوب "مختفي قسريا"، وليس مقبوضا عليه من قبل السلطات، مشيرا إلى أنه إذا ثبت اعتقاله عقب 24 ساعة دون تهمة قانونية، يُعد ذلك "جريمة الاحتجاز دون تهمة".

وكان المجلس القومي لحقوق الانسان قد أصدر في يوليو الماضي تقريرا عن الاختفاء القسري، أوضح خلاله أن عدد "المختفين" وصل إلى 267 حالة، بينما جاء رد وزارة الداخلية على ذلك التقرير أن منهم 143 حالة محبوسين احتياطيا، ورجحت الوزارة أن هناك 44 حالة لم يتم ضبطها، ومن المرجح أن غيابهم يعود إلى تركهم محل إقامتهم خوفاً من الملاحقة الأمنية أو الانضمام للجماعات التكفيرية، بحسب وزارة الداخلية.

وأصدرت المفوضية المصرية للحقوق والحريات تقريرا في أغسطس الماضي رصد 912 حالة في عام واحد، منذ أغسطس 2015 وحتى إصدار التقرير، بالإضافة إلى123 حالة اختفاء قسري استقبلتها الحملة بعد تدشينها لكن وقائعها ترجع إلى عام 2013.

وتقول أسرة الشابين في أسى "خايفين على ولادنا من من التعذيب.. ولا يلفقوا لهم قضايا ومفيش حتى محامي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان