باحثّون يُفسّرون: لماذا تروي "المشروبات الباردة المُثلّجة" العطش؟
كتبت – رنا أسامة:
في مثل هذه الأجواء الحارة التي نعيشها خلال فصل الصيف، ومع توالي ارتفاع درجات الحرارة، يفقد الجسم الكثير من المياه، ما يدفعنا إلى الهرع نحو المشروبات الباردة المُثلّجة؛ سبيلًا لإرواء ظمأنا، والتخفيف من حِدة سخونة الجو على الجسم.
وفي هذا الصدد، كشفت مجموعة من الباحثين بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، أن السبب وراء فاعليّة تلك المشروبات في إرواء العطش، يرجع إلى قُدرتها على وقف نشاط الأعصاب المُحفّزة على العطش في الدماغ، حسبما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانيّة عبر موقعها الرقمي.
وقام الباحثون بتحديد الخلايا العصبيّة المسؤولة عن الشعور بالعطش في الدماغ، تلك الموجودة في الجزء ذاته من الدماغ المنوط بمراقبة تركيب الدم، كما وجدوا أن تلك الخلايا تقوم بإثارة الشعور بالعطش حينما تفقد مستويات المياه في الجسم توازنها؛ ما يدفعنا إلى الشُرب.
وما إن نبدأ في عملية الشُرب، حتى تبدأ الإشارات المُنبعثة من هذه الخلايا العصبيّة تخمد، إلى أن تتوقّف تمامًا بمجرّد استهلاك الجسم القدر الكافي من السوائل.
وفقًا للصحيفة البريطانيّة، اختبر الباحثون تلك الظاهرة على الفئران، ولاحظوا توقّف الإشارات المُنبعثة من الخلايا العصبيّة المسؤولة عن العطش في الدماغ، على نحو أسرع، بعد تناولهم مشروبات باردة.
كما لاحظوا أن هذه الخلايا العصبية بإمكانها تقدير كمّ المياه الذي يحتاجه الجسم، لتقوم على إثره بإيقاف الإشارات الخاصة بالعطش بمجرّد حصول الجسم على القدر الكافي من السوائل، قبل فترة من منح الجسم الفرصة لامتصاص الماء، وإعادة توازن منسوب السوائل في الجسم وفقًا لذلك.
وأشاروا إلى أن تناول الطعام يُحفّز الأعصاب أيضًا على إخماد المزيد من الإشارات؛ إذا يقوم الدماغ بتقدير كمّ المياه الذي يحتاجه الجسم، وكُلّما تناول الأشخاص الطعام على نحو أسرع، كُلّما زاد انبعاث الإشارات المسؤولة عن الشعور بالعطش.
وقال المُشرفون على الدراسة: "يُجري الدماغ آليّة يقوم خلالها بمُقارنة احتياجات الجسم بالتأثيرات التي يتوقّع أن تنجُم عن استهلاك الطعام والشراب، ومن ثمّ يقوم بضبط السلوك على إثر تلك المُقارنة بشكل استباقي".
فيديو قد يعجبك: