رغيف العيش في بيوت جزيرة الدهب.. الشاطرة تغزل برجل حمار (قصة مصورة)
تصوير-علياء عزت:
في مثل تلك الأوقات التي تزدحم بها أفران الخبز بالمواطنين، بحثا عن "رغيف عيش"، متمنين الحصول على بضعة أرغفة جيدة الصنع، لا تجد السيدة ام حسن مشكلة في هذا، "من صنع يدها" تخبز "العيش"، فلا زحام على طوابير أو مشاجرة على جودة رغيف وثمنه، منذ صغرها ورائحة الخبيز تعبئ أركان منزلهم البسيط تكوينه، وبعد زواجها لم تتوقف عما علمته لها والداتها، بل حرصت أن تورث تلك العادة لبناتها، ويزداد الجمع بمشاركة جارتها لها، ومن ثم إنتاج المزيد من أرغفة الخبز، التي قد يفيض خيرها للبيوت المجاورة، فبأقل الإمكانيات تُكفي نساء جزيرة الدهب احتياجاتها عملا بالمثل القائل "الشاطرة تغزل برجل حمار".
يبدأ تحضير الخبز "بفت" الدقيق، وإضافة المحتويات التي تحوله إلى عجين، بعد مواصلة تقليبه لفترة من الوقت.
تدفع الأم بناتها لتجهيز العجين، فتجلس الابنة الكبرى أمام الإناء فيما تشرف الأم على عملها.
تشارك الأخت الصغرى في "لت" العجين، ويتولون معا المهمة، فيما تجلس الجارة بالقرب منهم يتبادلن الحديث.
يشتد العجين بعد اختمار تجهيزه، فتتدخل الجارة لمساعدة الفتيات في التقليب، فيما تؤدي الأم صلاة الظهر، قبل الاندماج بالمرحلة الثانية من الخبيز.
قبل وضع عجين الخبز على صينية خشبية تسمى "مشنة"، يتم فرش الطحين الجاف على سطحه على لا يلتصق العجين.
تأخذ الأم شيئا من العجين وتبدأ في وضعه بالمشنة
تشارك الابنة الصغرى الأم، فتأخذ الثانية العجين وتقلبه بين يدها ثم تعطيه لابنتها لوضعه في المشنة.
مع رص العجين بالمشنة، يؤخذ بالاعتبار أن يكون حجم العجين متساوي.
تواصل الابنة العمل في انتظار أن تمتلأ الصواني الخشبية، ليبدأ الخبيز.
بعد اختمار العجين، يؤخذ بكل قالب عجين وتفرشه على المطرحة لإدخاله الفرن.
تتولى السيدات الكبار تسوية الخبز بالفرن الحديدي البديل عن الفرن الطيني الذي كان يستخدم قديما.
تتلقف الأيدي الأرغفة تباعا بعد دقائق من مراقبتها بينما تنتفخ جراء التسوية بالفرن.
يواصل الجميع العمل معا حتى انتهاء يوم الخبيز الذي تعيش الأسرة على إنتاجه لأيام.
فيديو قد يعجبك: